الكشف عن فضيحة مالية جديدة طرفها أحد أبناء شارون و200 فلسطيني على قائمة الناخبين في حزب العمل ليس لهم حق الاقتراع

TT

لا يتوقف مسلسل الفضائح في الاحزاب الكبرى خاصة خلال فترة الانتخابات. فبعد ان ضجت اسرائيل قبل اسبوع بفضيحة اكتشاف 800 عضو في الليكود من افراد ميليشيات لحد اللبنانيين والتي استغلها حزب العمل المنافس بشكل قوي، كشف النقاب، امس عن فضيحة مشابهة ولكن هذه المرة في حزب العمل نفسه. اذ ان تدقيقا في سجلات الناخبين بين اعضائه اظهر وجود 200 فلسطيني من سكان القدس العربية المحتلة، الذين ليسوا اصحاب حق اقتراع للكنيست.

وكما قالوا في حينه في الليكود، لتبرير الفضيحة قالوا امس في حزب العمل ايضا: «اعتمدنا على سجل اصحاب حق الاقتراع في السلطات المحلية (البلديات)، وهذا خطأ غير مقصود». ولكن، عند الحديث عن بعض هؤلاء الاعضاء، تبين ان اسماء الكثيرين منهم وردت في سجل حزب العمل من دون علمهم، مما يعني ان هناك عملية تزوير.

* فضيحة الليكود

* وظهرت امس فضيحة جديدة مرتبطة بالليكود، تتعلق برئيس الوزراء ارييل شارون شخصيا، ومقاول كبير ينتمي لليكود، اسمه ديفيد ابل. فحسب تحقيق نشرته، امس صحيفة «يديعوت احرونوت»، فان ابل اشترى عام 1999 جزيرة خالية في اليونان خطط لاقامة مشروع سياحي ضخم عليها. وخلال الاعداد للمشروع اصطدم بعقبات لدى السلطات اليونانية فتوجه الى وزير الخارجية آنذاك، ارييل شارون، وطلب مساعدته. وتدخل هذا بالفعل.

ولكن تدخله لم يكن بريئا، كما يبدو من تحقيق الصحيفة الاسرائيلية. بل عين ابن شارون الاكبر، جلعاد، مستشاراً للمشروع لقاء 20 الف دولار شهريا. وقبض لدى توقيع الاتفاقية مبلغ 100 الف دولار. واتفق على ان يكون مجمل مبلغ العمولة 3 ملايين دولار. وبلغ مجموع ما قبض على الحساب، حتى الآن، 300 الف دولار.

واللافت للنظر ان جلعاد شارون، سجل في العقد مستشارا لشؤون تسويق البيوت والحوانيت التي ستقام لاحقاً، بينما بدأ يقبض عمولته قبل البدء في البناء. ثم انه معروف كشاب (30 عاما عندما وقعت الاتفاقية) ذي كفاءات في الموضوع الزراعي. وليست لديه اية خلفية تجارية او اقتصادية تدل على استحقاق هذه العمولة الضخمة سوى صفته كابن لشارون.

يذكر ان ابل تورط في الماضي في عدة قضايا مرتبطة بقادة سياسيين في اليمين الاسرائيلي، بينهم زعيم حركة «شاس» لليهود الشرقيين المتدينين، اريه درعي، الذي كان قد حكم عليه بالسجن الفعلي لمدة 3.5 سنة بعد ادانته بتلقي الرشوة.

ورفض شارون الاب والابن التعقيب على هذه القضية فيما اعتبرها ديفيد ابل «عملية ابتزاز يقوم بها الصحافي مردخاي غيلات لانني رفعت ضده دعوى قذف وتشهير».

* انتفاضة

* اما الفضائح الاخرى في الليكود فانها لم تخمد بعد. وما زالت الشرطة تواصل تحقيقاتها مع عدد من نشطاء الحزب ومقاولي الاصوات فيه للاشتباه في انهم تعاملوا بالرشاوى والخداع في الانتخابات الداخلية.

ويرى المراقبون ان الليكود فقد حتى الآن 9 مقاعد من رصيده الانتخابي بسبب هذه الفضائح (له الآن 19 مقعدا. لكن استطلاعات الرأي منحته 43 مقعدا في بداية المعركة الانتخابية. وهبط في آخر استطلاع رأي الى 37 مقعدا) ولهذا فان رئيسه يضغط على المتورطين لكي ينسحبوا من التنافس. ونجح في اقناع عدد من الاشخاص المرتبطة اسماؤهم بعالم الجريمة بأن ينسحبوا، وآخرهم شلومي عوز، الذي يشتبه في انه اشترى فرع الليكود في رمات غان وقدمه هدية لدعم شارون مقابل الفوز بمناقصة ادارة الشؤون الامنية في المعابر الحدودية. وانسحب عوز فقط من الليكود، وليس من المناقصة على المشروع الاقتصادي المذكور، الذي تبلغ قيمته 250 مليون دولار في السنة.

الجدير بالذكر ان شارون كان قد أقال نائبة الوزير، نعومي بلومنطال، لانها احتفظت بحقها في الصمت امام المحققين الذين يتهمونها برشوة اعضاء لجنة مركزية في الليكود حتى يصوتوا لها. واثار تصرفه هذا غضبا عارما داخل صفوف الحزب، اذ انهم يذكرونه باستمرار بان ابنه عومري تصرف على النحو ذاته لدى التحقيق معه قبل سنتين من تهمة الحصول على اموال غير قانونية في معركة شارون الاب للفوز برئاسة الحكومة، اذ احتفظ بحقه في الصمت. بينما قال شارون الاب في التحقيق ان كل الامور المالية هي بين ابنه عومري وهو شخصيا لا يعرف عنها شيئا.

وقال احد نشطاء الليكود البارزين، عوزي كوهن، ان تصرفات شارون غير اخلاقية. لكنه ورفاقه لن يردوا عليها الآن حتى لا يضروا اكثر في معركته الانتخابية.. «ولكننا سنعمل له انتفاضة داخل الحزب بعد الانتخابات».

يذكر ان رجال بنيامين نتنياهو، خصم شارون، يقومون بتزويد محققي الشرطة بمعلومات ثمينة جدا حول الفساد في المعركة الانتخابية في الليكود، لانهم يرونها فضائح مرتبطة فقط بمعسكر شارون.

* هبوط طفيف لليكود والعمل

* ونشرت صحيفة «معاريف» الاسرائيلية، امس نتائج استطلاع رأي جديد اجرته شركة «معاريف ـ هجال همداش» (اي معاريف ـ الموجة الجديدة)، ويستدل منها ان الحزبين الاكبرين، الليكود والعمل، خسرا هذا الاسبوع مقعدا واحدا فاصبحت التوقعات لليكود 34 مقعدا، وللعمل 21 مقعدا.

وهبطت مقاعد حزب «شنوي» ايضا من 15 في الاسبوع الماضي الى 12 مقعدا (له الآن 6 مقاعد) وعاد حزب المتدينين الشرقيين «شاس» ليرتفع من 7 في الاسبوع الماضي الى 9 مقاعد امس (له اليوم 17 مقعدا).

وكان الاستطلاع في بداية المعركة قد اشار الى ان الليكود والعمل معا يحصلان على 65 مقعدا، بينما مجموع ما يوجد لهما اليوم 55 مقعدا. ويعزو المراقبون تدهور قوتهما الى الفضائح المالية، والفوضى في المعركة الانتخابية الداخلية لكل منهما.

* تحالف ضد الدولة الفلسطينية

* في اطار حملته الانتخابية الهادفة الى احراج احزاب اليمين المشاركة في الائتلاف الحكومي، خرج رئيس الاتحاد اليميني المتطرف، افيغدور ليبرمن، بمشروع جديد يقترح فيه اقامة «لوبي حزبي» في اسرائيل يضم كل معارضي اقامة الدولة الفلسطينية.

وتوجه ليبرمن الى عدد من قادة الليكود المعروفين بانهم يعارضون رأي شارون في الموضوع، مثل نتنياهو وعوزي لانداو، وزير الامن الداخلي، وتساحي هنغبي، وزير البيئة، ورئيس حزب المفدال وزير البنى التحتية، ايفي ايتام، ورئيس حزب اليهود الروس، وزير الاسكان، نتان شيرانسكي، ودعاهم الى الظهور معه في مؤتمر صحافي والتعهد باقامة «جسم مانع» في الكنيست القادم ضد الدولة الفلسطينية.