مصر تسعى لإقناع رئيس الوزراء التركي خلال زيارته بالعمل لتجنب الحرب ضد العراق

TT

أبلغت مصادر مصرية مسؤولة «الشرق الأوسط» امس أن الرئيس المصري حسني مبارك سيسعى الى إقناع عبد الله غول رئيس الوزراء التركي خلال محادثاتهما الثنائية في القاهرة يوم الاحد المقبل ببذل المزيد من الجهود والمشاورات لتجنب خيار الحرب الأميركية المحتملة ضد العراق، والسعي لتفادي أي محاولة للتدخل في الشؤون الداخلية للشعب العراقي حرصا على الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.

وقال مصدر مقرب من الرئاسة المصرية لـ«الشرق الأوسط»: «ان الرئيس مبارك سوف يؤكد لرئيس الوزراء التركي أهمية الاستمرار في إعطاء فرصة اضافية لنجاح الجهود السلمية، واستبعاد الخيار العسكري ضد العراق في المرحلة الراهنة بالنظر الى العواقب الوخيمة التي ستتعرض لها المنطقة في حالة تعرض العراق لهجوم أميركي محتمل».

وشدد المصدر على أن «مصر تأمل في أن تتعاون معها تركيا بشكل مخلص، لتفادي شبح الحرب وإقناع واشنطن بعدم جدوى قيامها بشن هجوم عسكري ضد العراق، تتعرض معه مصالح حلفائها في المنطقة فضلا عن مصالحها الذاتية الى مخاطر حقيقية».

وقالت مصادر دبلوماسية تركية لـ«الشرق الأوسط» إن جدول زيارة غول للقاهرة والتي ستستغرق ثماني ساعات فقط، يتضمن عقد محادثات مغلقة مع الرئيس المصري ورئيس حكومته عاطف عبيد واحمد ماهر وزير الخارجية كما سيلتقي مع عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية لبحث سبل تطوير العلاقات العربية ـ التركية، وتداعيات الأزمة العراقية، والوضع الراهن على صعيد عملية السلام في منطقة الشرق الأوسط.

وتعتزم تركيا تدشين حملة دبلوماسية واسعة النطاق تشمل عددا من الدول العربية والآسيوية في محاولة، يقول المراقبون، إنها تستهدف تسويق السياسة التركية المؤيدة للولايات المتحدة فيما يتعلق بالعراق.

ومن المقرر أن يبدأ مبعوث تركي رفيع المستوى خلال الساعات القادمة زيارة مهمة الى بغداد في محاولة لإقناع الرئيس العراقي صدام حسين بالامتثال لكافة القرارات الدولية المتعلقة بالأزمة العراقية، وعدم عرقلة مهام عمل فرق التفتيش الدولية حتى لا تستخدمها الإدارة الأميركية كمبرر لشن ضربة عسكرية ضد العراق.

وأشارت مصادر بالعاصمة المصرية الى أن غول يتطلع الى الاجتماع مع مبارك لتبادل وجهات النظر حول العديد من الملفات الإقليمية والعربية ذات الاهتمام المشترك،وكيفية تنسيق الجهود لإبعاد شبح الحرب عن المنطقة، موضحة أن غول سيطرح بالمقابل مبررات السياسة التركية الحالية تجاه العراق في إطار الحرص على علاقات تركيا العربية.

وقالت مصادر دبلوماسية عراقية في القاهرة لـ«الشرق الأوسط» إن ايفاد الزعيم التركي طيب رجب اردوغان رئيس حزب العدالة والتنمية غول الى عدد من الدول العربية لإقناعها بتفهم مبررات الموقف الأميركي من العراق في حالة نشوب حرب عسكرية، لن تكون سهلة على الإطلاق خاصة، في ضوء التحفظات العربية على التنامي المستمر في العلاقات العسكرية والأمنية بين تركيا وإسرائيل.

واشارت الى أن الحملة الدبلوماسية التي أعلن اردوغان أمس اعتزامه القيام بها لن تنجح في حث الدول العربية على تبنى الموقفين الأميركي والتركي حيال العراق. وتشير مصادر دبلوماسية غربية الى أن ثمة فجوة كبيرة في الموقفين العربي والتركي حيال العراق، تتعلق باختلاف وجهات النظر حول كيفية التعامل مع الأزمة العراقية في مرحلتها الراهنة.