الإخوان المسلمون المصريون يدشنون صحيفتهم الجديدة بهجوم ضار على حزب التجمع اليساري ويتهمون الوفد بأنه «مخلب قط الحكومة»

TT

في أول ظهور لها على صفحات جريدة «اللواء العربي» الاسبوعية (المستقلة سابقا) أمس اختارت جماعة الاخوان المسلمين المحظورة في مصر الدخول الى منطقة شائكة فيما يتوقع ان تتصاعد بسببها أزمة سياسية جديدة بين الاخوان وحزب التجمع التقدمي الوحدوي اليساري. ويذكر ان صحيفة «اللواء العربي» تصدر بترخيص من لندن وتطبع في القاهرة، وأصبحت خاضعة لسيطرة الاخوان منذ عددها أمس في أعقاب اتفاقية بين رئيس مجلس ادارتها سامي حجازي والاخوان.

وافردت الصحيفة مساحة واسعة للمؤتمر العام الطارئ الأخير لحزب التجمع اليساري، حيث تنحى رئيس الحزب خالد محيي الدين عن موقعه، وتزايد الاحتمالات لنقل المنصب للأمين العام للحزب الدكتور رفعت السعيد الذي يعتبره الاخوان من ألد أعدائهم.

وطرحت الصحيفة سؤالا لافتا حيث قالت «هل يسيطر الشيوعيون على التجمع؟»، في اشارة الى رفعت السعيد، الذي عرف بانه من اهم مؤرخي الحركة الشيوعية المصرية. وقالت: «لعل وصول السعيد الى سدة الحزب يجر الحياة الحزبية السياسية الى الدخول في مرحلة جديدة، بوجود تنظيم محظور نشاطه (شيوعيين) منذ عشرات السنين داخل الحياة الحزبية بصورة رسمية تمنحه الحق في الالتحام بالجماهير دون مساس من الدولة».

وقالت الصحيفة: «ان السعيد نجح مبكرا في الاطاحة ببعض القيادات داخل حزب التجمع، وان وجود الشيوعيين داخل الحزب افقدهم الانتماء لبرنامج التجمع، ولم يعد معروفا ان كان سيعمل وفقا لبرنامج الحزب الشيوعي أم بأي ولاءات سيعمل لهذا البلد».

ولم تغفل الصحيفة الأزمة التي تفاعلت بين الاخوان والتجمع بسبب تشكيل لجنة الدفاع عن الديمقراطية التي قادها التجمع واستبعد الاخوان من تشكيلها. واعتبر قيادي اخواني بارز ان استبعاد الاخوان «اجراء غير ديمقراطي، فكيف تكون اللجنة مدافعة عن الديمقراطية وتقوم باستبعاد الآخرين؟». وتوقعت مصادر سياسية احتدام الصدام الاعلامي بين الطرفين، بعد ان وجد الاخوان منفذا صحافيا لهم للرد على التجمع الذي اعتاد مهاجمة الاخوان عبر صحيفته الاسبوعية «الأهالي»، وذلك بعدما فقدوا سيطرتهم على صحيفة «آفاق عربية» التي سحبها حزب الاحرار منهم بعد خضوعها لهم لعدة سنوات.

ويأتي تصعيد الموقف من جانب الاخوان مع حزب التجمع بعد ايام قليلة من تفاعل أزمتهم مع حزب الوفد المعارض، والتي دخلت الى مرحلة تلاسنية في اعقاب بطلان عضوية نائب الجماعة بالبرلمان جمال حشمت، ليعاد اجراء الانتخابات بدائرته في دمنهور ضد مرشح الوفد خيري قلج والتي من المقرر ان تحدد وزارة الداخلية موعدها قبل منتصف الشهر المقبل.

وصدرت صحيفة «اللواء العربي» أمس وتولى رئاسة تحريرها الصحافي الاخواني بدر محمد بدر، لتسير على نفس الخط الذي كانت تسير عليه صحيفة «آفاق عربية» وقت سيطرة الاخوان عليها، واستكملت نشر مذكرات الشيخ يوسف القرضاوي، ومجموعة من التقارير حول أزمة العراق والاوضاع في فلسطين. وكان لافتا ان الصحيفة تفادت مهاجمة الحكومة أو أي من وزرائها خلال هذا العدد، في محاولة منها لتهدئة الوضع وعدم تأزيم الموقف مع الحكومة خوفا من احتمالات وقفها خاصة انها مطبوعة غير مصرية وتخضع لمتابعة الرقابة.

ورغم ان وزارة الداخلية المصرية لم تحدد بعد موعدا لاجراء الانتخابات البرلمانية على مقعد دمنهور وزاوية غزال في محافظة البحيرة شمال الدلتا، إلا ان المعركة الانتخابية اشتعلت بين جماعة الاخوان المسلمين وحزب الوفد المعارض اللذين يخوضان الانتخابات منفردين بعد قصر الانتخابات على مرشحيهما.

وجاء التصعيد في المعركة الانتخابية بين الوفد والاخوان على خلفية اتهام مرشح الجماعة جمال حشمت الذي أبطل البرلمان عضويته في منتصف الشهر الماضي، على موقعه بشبكة الانترنت عن مرشح الوفد خيري قلج من انه «بلا ماض سياسي أو نقابي يؤهله لتمثيل الدائرة». ورد الوفد بحملة مضادة عبر صحيفته اتهم فيها مرشح الاخوان بممارسة الإرهاب الفكري.

ورد حشمت أمس برسالة بعث بها الى رئيس حزب الوفد نعمان جمعة نبهه فيها الى ان التصعيد بين الوفد والاخوان يصب في خانة آخرين، ملمحاً الى الحكومة دون أن يذكرها بالاسم، وطالبه بخوض الوفد المعركة الانتخابية بنفسه دون الالتصاق بالحكومة اوالتحالف معها. وأوضح ان حديثه عن مرشح الوفد جاء في إطار التعليق عن المصلحة المحتملة التي أشارت إليها محكمة النقض في تقريرها عن الانتخابات بالدائرة والتي اعيدت الانتخابات بمقتضاه.

وقالت صحيفة «الوفد»: «هل يعتبر حشمت ان دائرة دمنهور وأهلها ملك خالص له،بحيث اذا تجرأ أحد على منافسته اعتبر كافرا واستبيح دمه، وهل يسعى هذا المرشح الى العودة الى سلاح الارهاب الفكري، وهل يعتقد ان هذا الاسلوب سوف يخيف الوفد أو مرشحيه لتخلو له الدائرة».

من جانبه أبدى حشمت استياءه من موقف حزب الوفد وقال ل«الشرق الأوسط»: «اناشد الوفد أن ينأى بنفسه عن ان يستخدم في يد الحكومة كمخلب قط، وان يحافظ على تاريخه الوطني لان الحكومة لن تعمل لصالح الوفد، ولكنها تسعى لاحراقه امام الرأي العام لتسقط جميع جبهات المعارضة». واضاف: «ان دعم الحزب الحاكم لمرشح الوفد لم يعد أمرا خافيا على أحد ولااخشى خسارة الانتخابات، ولكن اخشى تزييفها، ولا اشك في عودتي الى مقعدي البرلماني اذا ما جرت انتخابات نزيهة».

غير ان الجماعة أبدت استياءها من الموقف واعتبرت ان الأمر موجه ضدها، ولا يمت بصلة باجراءات تصحيح العضوية، مشيرة الى ان هناك قائمة كبيرة من نواب البرلمان موقف أكثر حرجا من حشمت ولكن الحكومة تغاضت عن حسمه.

ومن المقرر ان تحدد وزارة الداخلية موعد اجراء انتخابات الاعادة بدائرة زاوية غزال بين مرشحي الاخوان والوفد خلال 60 يوما من قرار بطلان عضوية حشمت وسوف يكون الموعد النهائي لذلك 15 الشهر المقبل.