«بغداد غراد» خطة حكومية غير واضحة للدفاع عن العاصمة العراقية والسكان يحفرون الآبار ويخزنون الوقود والأغذية

TT

لا تبدو في العراق أية استعدادات واضحة او تدريبات او مناورات عسكرية، لمواجهة غزو اميركي ـ بريطاني، حتى تكاد المدن العراقية تخلو من المظاهر العسكرية، باستثناء ما كانت عليه سابقا، وربما اقل من ذلك بكثير.

وعرضت شبكة التلفزيون الرئيسية (القناة العامة) برنامجا قصيرا بعنوان «حماة الوطن»، ظهرت فيه تدريبات عسكرية، سابقة في الغالب، وتتعلق بشكل خاص باللياقة البدنية، ولا تتناسب حتى ولو بشكل ضئيل مع الانباء الواردة عن مناورات وتحشيدات عسكرية مكثفة على الحدود، وفي المناطق القريبة الاخرى.

ووردت تصريحات على لسان بعض المسؤولين، بان الشعب العراقي سيقاتل من مدينة الى مدينة ومن شارع الى شارع، ومن بيت الى بيت.

ويرى المراقبون ان قتالا كهذا يحتاج الى خطط عسكرية محددة ومشددة، والى تكثيف التدريبات على حرب المدن، ولكن شيئا من هذا لم يظهر، وليست هناك سوى اشارات الى «مقاومة ضارية»، والى جعل مدينة بغداد بشكل خاص «بغداد ـ غراد» على غرار مدينة ستالينغراد الروسية التي قاومت الغزو الالماني في الحرب العالمية الثانية.

ومع تزايد السيناريوهات الغربية عن الحرب القادمة، لم يذكر أي سيناريو عراقي كيفية المقاومة ومواجهة القوات العسكرية المقابلة الضخمة والمتفوقة تكنولوجيا.

ويعزو المسؤولون في العراق قدرتهم الى «الايمان بالقضية».. والى «التعبئة» التي لم تصل الى المستوى المطلوب، حيث تجري بعض تمرينات اللياقة البدنية بشكل متفرق، وكذلك تدريبات بسيطة على الاسلحة الخفيفة.. هذا على الصعيد الشعبي، بينما لم يعلن او يكشف عن مناورات واستعدادات عسكرية لمواجهة القوة المقابلة.

وما تسرب عن خطة بغداد ـ لحد الان ـ هو تقسيم المدينة الى قطاعات، تدافع عن مواقعها، وليس هناك ما يؤكد ذلك رسميا.. او يشير الى كيفية مواجهة الضربات التي تأتي عن بعد، قد يصل الى الاف الكيلومترات.

غير ان عبارة (الايمان) هي التي تتردد باستمرار ولم تتضح الرؤية عما يطلق عليه مسبقا معركة «بغداد غراد»، الا ان من المتوقع ان تسند مهمة المقاومة الى قوات خاصة، وضعت لها خطة لم يكشف عنها.

وحسب المراقبين، فان مثل هذه المهمة تحتاج الى ما يمكن من خلاله مهاجمة القوة الموجهة الضخمة (عدا الايمان) كالخطط والتكتيكات المتعلقة بحروب الشوارع.. وذلك ما لم ترد اشارة اليه بعد.. ويبدو الامر وكأن الحرب لن تقع، او لن تكون بالشراسة التي تتحدث عنها الاخبار والتقارير التي (كانت) تنشرها جريدة «بابل»، نقلا عن الوكالات والصحافة العالمية.

ويستعد سكان العاصمة بغداد، منذ مطلع السنة الحالية، للظروف الطارئة كحفر ابار المياه في المنازل، والفسحات داخل المناطق السكنية، وتخزين وقود التدفئة والسيارات، وتخزين بعض الاغذية غير القابلة للتلف.. في حين تشهد دوائر الجوازات ازدحاما كثيفا للمغادرين الى الخارج، ناهيك من الذين استأجروا، منذ مدة، بيوتا في المدن البعيدة والارياف، للجوء اليها في حالة حدوث ضربة عسكرية، قال عنها المسؤولون ان تجنبها يعد معجزة.. وربما تحدث هذه (المعجزة) في عصر هو ليس عصر المعجزات!