صرب البوسنة يكشفون اليوم في 1000 صفحة تفاصيل صفقات الأسلحة المصدرة سرا إلى العراق

TT

انتهى صرب البوسنة من وضع تقرير عن مبيعات الاسلحة وقطع الغيار للعراق استجابة للضغوط التي مورست عليهم في هذا الصدد بعد الاتهامات الدولية لهم بخرق الحظر الذي يفرضه مجلس الامن على بغداد. وستقدم اليوم نسخة من التقرير المتكون من الف صفحة الى مجلس الرئاسة البوسني، وثانية الى المسؤولين الدوليين في البوسنة، وثالثة الى القوات الدولية التابعة لحلف شمال الاطلسي (اس فور) ورابعة الى منظمة الامن والتعاون الاوروبي.

وقال رئيس القطاع الصربي من البوسنة دراغن تشوفيتش «وضعنا في التقرير كل المعلومات التي استطعنا جمعها حول مبيعات الاسلحة للعراق»، وتابع «لم ننته من اعداد التقرير الا قبل ايام بمساعدة هيئة الاركان العسكرية».

وعن الفترة التي يغطيها التقرير قال تشوفيتش «التقرير لا يقتصر على العلاقات العسكرية مع العراق خلال العام الماضي، وانما يعود الى الاعوام 1997 و1998 و1999».

واضاف «التقرير لا يتضمن فقط معلومات عن مبيعات الاسلحة وقطع الغيار الصربية وانما يشمل جهات اخرى داخل البوسنة والهرسك وتحديدا مناطق الفيدرالية، بحكم ان البوسنة كانت احدى جمهوريات يوغوسلافيا السابقة».

وكانت مصانع وورش الاسلحة وغيرها من مؤسسات الانتاج الصناعي موزعة داخل الجمهوريات في يوغوسلافيا السابقة بما لا يمكن استغناء اي منها عن الاخرى، وهو ما يورط في هذه القضية جهات اخرى داخل صربيا والجبل الاسود وكرواتيا.

وكانت السفارة الاميركية في سراييفو قد تلقت معلومات في الشهور الستة الماضية عن وجود علاقة عسكرية بين بغداد من جهة وبلغراد وصرب البوسنة من جهة اخرى، وطلبت من المسؤولين الصرب بحث الموضوع، لكن الحكومة الصربية افادت بعد اجرائها تحقيقا حول مبيعات الاسلحة للعراق بأن ما ورد للسفارة الاميركية «مجرد اشاعات» وان صرب البوسنة لم يكن لهم اي اتصال ببغداد، ولم تصدر اي قطعة سلاح او غيار للعراق من مصنع الاسلحة «اوراو»، الا ان اقتحام القوات الدولية للمصنع بعد ذلك بعدة ايام كشف عن وجود عقود واتفاقات بين المصنع وبغداد، وهو ما دعا القوات الدولية للسيطرة على المصنع ووقف العمل فيه.

وفي محاولة لاحتواء الازمة مع الولايات المتحدة قامت السلطات الصربية باعتقال ثلاثة مسؤولين عن المصنع من بينهم مديره واقالت بلغراد جنرالين على صلة بالقضية والمهندس الاول فيه ومدير المبيعات. كما اقالت جنرالين في الجيش بينهما رئيس الاركان.

وقد كشفت التحقيقات عن علاقة بلغراد الوثيقة ببغداد والتي تعتقد بعض الاطراف ان صرب البوسنة ليسوا سوى فرع من تلك العلاقات الوثيقة الممتدة منذ زمن الرئيس اليوغوسلافي الاسبق جوزيف بروز تيتو والرئيس اليوغوسلافي السابق سلوبودان ميلوشيفيتش، وهو ما حدا بالولايات المتحدة الى ارسال وفد الى بلغراد قبل عدة اسابيع لمتابعة القضية والحصول على كافة المعلومات المتعلقة بهذه المسألة. وقد قامت بلغراد بدورها باقالة جنرالين.