أفغانستان: القوات الأميركية توقف قائدا بشتونيا ورباني مستعد لرئاسة البلاد عام 2004

TT

كابل ـ وكالات الأنباء: ذكر مصدر عسكري افغاني امس ان وحدات الكتيبة الاميركية في افغانستان اوقفت وزيرا افغانيا سابقا، زعيم احدى قبائل البشتون، في ولاية باكتيا (شرق).

وقال قائد الكتيبة الخامسة عشرة للجيش الافغاني في ولاية باكتيا الكومندان متين حسن خيل، ان «الجيش الاميركي اوقف الوزير السابق حاجي محمد نعيم كوشي».

وذكرت وكالة الانباء الاسلامية الافغانية التي تتخذ من باكستان مقرا لها، ان جنودا اميركيين اوقفوا نعيم كوشي اول من امس على طريق في جنوب كابل، بينما كان متوجها للقاء قادة قبيلة احمد زائي التي تنتمي لاثنية البشتون (يشكلون غالبية في افغانستان).

وردا على سؤال لوكالة الانباء الافغانية، اكد حاكم ولاية باكتيا راز محمد دليلي، توقيف الوزير السابق بدون ان يذكر اي تفاصيل. وكان نعيم كوشي وزيرا بدءا من عام 1992 في الحكومة المعتدلة التي ترأسها لمرحلة انتقالية صبغة الله مجددي، وقد تولت السلطة بعد سقوط النظام الشيوعي ورحيل القوات السوفياتية. وهو من ابرز زعماء البشتون في ولايات باكتيا وبكتيكا وخوست ولوغار وننغرهار في شرق افغانستان على الحدود مع باكستان. ولم يشغل نعيم كوشي اي مسؤولية في حكومة طالبان التي تولت السلطة في كابل من عام 1996 الى نهاية عام 2001، لكنه اقام علاقات جيدة مع الميليشيا الاصولية.

ومن جهة اخرى، قال الرئيس الافغاني السابق برهان الدين رباني الذي ابتعد عن السلطة بعد ان انتخب المجلس الاعلى للقبائل الافغانية الرئيس الحالي حميد كرزاي في يونيو (حزيران) العام الماضي، ان حزب «الجماعة الاسلامية» الذي يتزعمه سيخوض الانتخابات الرئاسية التي تجري العام القادم.

ولم يذكر رباني ما اذا كان سيرشح نفسه في الانتخابات لكنه حرص على الاعتراض على تأثر السياسة والثقافة الافغانية بالقوى الاجنبية. وقال الرئيس الافغاني السابق في حديث مع صحيفة «المجاهد» التابعة لحزبه، ان انتخاب المجلس الاعلى للقبائل «لويا جيركا» كرزاي لم يتسم بالشفافية. وحين سألته عما اذا كان حزبه مستعدا لخوض الانتخابات المقررة عام 2004 اجاب «بالقطع»، وقال «ان هذا جزء من مهمة «الجماعة»، وهي كحزب سياسي قوي لعبت دورا بارزا وواضحا في الحياة الافغانية خاصة خلال الثلاثة او الاربعة عقود الماضية».

وتولى رباني وكان استاذا جامعيا في جامعة كابل، رئاسة الجمهورية الاسلامية الافغانية عقب سقوط الحكومة الشيوعية امام المجاهدين عام 1992. ثم اطاحت حركة طالبان برباني عام 1996 بعد اربع سنوات من المعارك الشرسة بين الفصائل الافغانية المتناحرة التي حولت اجزاء شاسعة من العاصمة كابل الى انقاض والتي ادت الى سقوط نحو 50 الف قتيل.

ورشح رباني نفسه في الانتخابات الرئاسية الاخيرة التي اتت بكرزاي لكنه انسحب قبل انعقاد «اللويا جيركا».

واعرب الرئيس الافغاني السابق عن استيائه من تعيين حكومة كرزاي انه «كان هناك تدخل مباشر وسافر من جانب المؤسسات الدولية فيما يخص الحكومة والافراد».

ولم يحدد رباني المؤسسات الاجنبية التي يعنيها، لكن معظم الافغان يشكون من ان كرزاي يعتمد في بقائه في الحكم على مساندة قوية من الولايات المتحدة ودول غربية اخرى.