القاهرة: وفاة المعارض الليبي عزيز عمر شنيب

TT

توفي فجر أمس الخميس بمصر السياسي الليبي المعارض عزيز عمر شنيب، سفير ليبيا الأسبق لدى رومانيا والأردن عن عمر يناهز 72 عاماً، بعد صراع طويل مع مرض«سرطان الدم». وكان شنيب قد دخل على أثره المستشفى اكثر من مرة وقضى بها اوقاتاً طويلة، وفي الازمة الاخيرة مكث بمستشفى دار الفؤاد بالقاهرة حتى وافته المنية.

وكان المعارض الليبي قد اثار جدلاً عام 1983 حين أعلن استقالته من منصبه كسفير لليبيا في الأردن، وسط ضجة اعلامية كبيرة، واتهم وقتها سلطات بلاده بأنها وراء اختفاء الامام موسى الصدر رئيس المجلس الشيعي الأعلى في لبنان خلال زيارة له الى ليبيا في أغسطس (آب) عام 1978، الا انه عاد وبرأ النظام الليبي من دم الصدر في شهر سبتمبر (أيلول) الماضي.

واعترف في حوار مع «الشرق الأوسط» انه كان ضحية أجهزة مخابرات اكثر من دولة، ضللته وقدمت اليه معلومات غير صحيحة. واضاف: «ان هذه الأجهزة قد تكون هي ذاتها مستخدمة من قبل اجهزة مخابرات اخرى دون ان تدري».

وارجع شنيب صمته طوال هذه السنوات الى انه لم يرد اثارة أي مشاكل في مصر باعتباره لاجئاً سياسيا،ً الا ان المرض العضال الذي ألم به جعله يصر على الادلاء بشهادته الجديدة.ومن المقرر انه يتم دفن جثمان شنيب في احدى قرى محافظة الشرقية بدلتا مصر بعد ان قضى بها اكثر من 20 عاماً في منفى اختياري، ولم يغادرها الا قليلاً حيث لجأ اليها سياسياً، وتزوج من مصرية وانجب منها 4 بنات.

ويذكر ان شنيب درس في الأكاديمية الملكية الحربية البريطانية (سانت هيرست) وتخرج فيها عام 1954، وهو ينتمي الى عائلة لعبت ادواراً كبيرة في عهد الملك ادريس السنوسي، وكان عدد كبير من أفرادها يتولون مناصب رفيعة في الدولة الليبية. قامت ثورة الفاتح من سبتمبر (أيلول) عندما كان مسؤولا عن التدريب في القوات المسلحة الليبية، وهو منصب عسكري رفيع المستوى، كما كان والده رئيسا للديوان الملكي الليبي في عهد السنوسي وكان أول وزير دفاع في تاريخ ليبيا.

وبادرت الثورة الليبية باعتقال شنيب فور قيامها لمدة اربع سنوات باعتباره من ممثلي العهد البائد ،إلا انها عادت وأسندت إليه مناصب سياسية رفيعة المستوى عام 1979، وعمل سفيراً في رومانيا ثم سفيراً بالاردن، ولكنه انقلب عليها بعد ذلك عام 1983، وانضم الى المعارضة الليبية في الخارج حين اعلن شهادته الأولى في قضية الامام الصدر، ثم عاد وأدلى بشهادة جديدة حول القضية.