باريس تمنح أرفع وسام فرنسي إلى جزائـري ساهم في منع اغتيال شيراك

محمد شلالي المقيم في بيروت: بدأت بإعداد فيلم وثائقي عن الحادثة بالاشتراك مع القناة الأولى بالتلفزيون الفرنسي

TT

وقع الرئيس الفرنسي، جاك شيراك أول من امس، مرسوما منح بموجبه وسام جوقة الشرف المعروف بأنه أرفع تكريم فرنسي لخمسة رجال تكاتفوا معا في انقاذه من محاولة اغتيال كادت تكون حاسمة حين كان يشارك في عرض عسكري بجادة الشانزيليزيه في باريس لمناسبة الاحتفال بيوم سقوط الباستيل في 14 يوليو (تموز) الماضي، ومن بينهم الجزائري المقيم في بيروت، محمد شلالي.

وبالهاتف مع «الشرق الأوسط» من باريس، حيث يقضي اجازة مع زوجته وأولاده الثلاثة لعشرة أيام تنتهي حين عودته غدا الى حيث يقيم ويعمل مدرسا في احدى الكليات بالعاصمة اللبنانية، قال شلالي، البالغ من العمر 45 سنة، إن الوسام يعود عهده للعام 1802 زمن الامبراطور الفرنسي الراحل نابليون بونابرت، الذي أمر بتقليده بدءا من ذلك العام لفرنسيين يقدمون خدمات ثقافية واجتماعية متميزة الى فرنسا، وشمل في ما بعد الأجانب. واضاف «هو شرف كبير لي كعربي ومسلم، وكذلك لمن ساهم معي بانقاذ الرئيس الفرنسي من الاغتيال»، مشيرا الى المحاولة التي قام بها الفرنسي، ماكسيم برونيري، حين انتزع بندقية من صندوق غيتار وهو وسط الجمهور في الجادة الأشهر بباريس، ليطلق منها رصاصة نحو الرئيس الفرنسي، لكنه ما أن هم باطلاق الثانية حتى انقض عليه شلالي وهو أمامه تماما مع ابنيه الصغيرين طارق وايناس، فانتزعها منه الجزائري الذي كان يقضي عطلة مع العائلة في باريس، وسيطر عليه وسط حشد من المتجمهرين حتى جاء رجال من الشرطة اعتقلوه رهن التحقيقات، حيث ما يزال وراء القضبان بالتهمة القصوى، وعقوبتها المؤبد.

ومع شلالي، المقيم سابقا في كندا الحاصل على جنسيتها الى جانب الجنسية الفرنسية، نال الوسام ممرض الأمراض العصبية، الفرنسي جاك ويبر، ومعه مواطناه جان شارل أوازانا وإريك ليغروس، بالاضافة الى البرتغالي مانويا دو ناسيمنتو، وجميعهم كانوا بين المتفرجين وساهموا في السيطرة على الرجل الذي كان طالبا ينتمي الى اليمين المتطرف ومجموعات من النازيين الجدد «يهمها زعزعة الاستقرار في أوروبا، وفي فرنسا بشكل خاص»، وفق ما ورد في بيان من الداخلية الفرنسية عن المحاولة التي تمت وسط وجود أكثر من 4 آلاف رجل أمن في الجادة ومحيطها، ومن بينهم كان هناك 52 عنصرا من نخبة الحرس الشخصي للرئيس الفرنسي.

وقال محمد شلالي، وهو أصلا من بلدة أولاد جلال بولاية بسكرة في الجنوب الجزائري، إنه بدأ منذ غادر بيروت الى باريس قبل 10 أيام بالمشاركة في فيلم وثائقي تعده المحطة الأولى في التلفزيون الفرنسي «ومدته أكثر من ساعتين، ويروي تفاصيل المحاولة منذ بدء العرض العسكري بالشانزيليزيه حتى اعتقال الرجل بعد افشال محاولته»، على حد تعبيره.

وشرح شلالي، الذي شكره الرئيس الفرنسي جاك شيراك حين التقى به في بيروت خلال مؤتمر الفرنكوفونية الذي حضره في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إن منحه وسام جوقة الشرف الفرنسي «لا يعني راتبا ماليا من الحكومة الفرنسية كل شهر كما قد يظن البعض، لأن ذلك لحاملي الوسام من العسكريين فقط، أما المدنيون فيحصلون بموجب منحهم الوسام على راتب شهري من الحكومة الفرنسية متى أصبحوا في سن التقاعد، أي بعد بلوغهم من العمر 65 سنة» كما قال.

وذكر أن وسام جوقة الشرف الفرنسي يتيح لمن يضعه على صدره التمتع بامتيازات أخرى في فرنسا «كأن يفتحوا له صالون الشرف في كل مطار فرنسي يصله كراكب عادي من الخارج، الا أن هذا كله ليس مهما أمام ما يرمز اليه وضع هذا الوسام على صدر عربي ومسلم مثلي. وأنا لا أدري على أي حال ما اذا كنت أول عربي أو مسلم يمنحونه هذا الوسام في فرنسا، لكني فخور بأنني سأتسلمه قريبا عبر السفارة الفرنسية في بيروت، وفخور أكثر بوضعه على الصدر كرمز يذكر الآخرين بأن العرب ليسوا ارهابيين، بل يكافحون الارهاب في بلاد الآخرين أيضا»، كما قال.