هدوء مشوب بالتوتر يسود معتقل عوفر بعد ليلة من المواجهات بين الأسرى وجنود الاحتلال أسفرت عن إصابة 350 معتقلا

TT

سادت حالة من الهدوء المشوب بالتوتر معتقل عوفر في بلدة بيتونيا غرب رام الله امس بعد مواجهات وقعت الليلة قبل الماضية بين جنود الاحتلال والمعتقلين الفلسطينيين اسفرت عن اصابة اكثر من 350 أسيرا فلسطينيا بحالات اختناق وجروح وحروق جراء قيام قوات الاحتلال الإسرائيلي باقتحام السجن.

وشدّدت إدارة المعسكر امس من إجراءاتها القمعية بحقّ الأسرى الفلسطينيين الذين امتنعوا عن المثول أمام المحاكم العسكرية احتجاجاً على قيام حرس الحدود والجنود الصهاينة بإساءة معاملتهم والاعتداء عليهم بالضرب.

وقال عدد من الأسرى في اتصالات هاتفية ان حالة الاستنفار والتوتر لا تزال تسود السجن، وطالبوا منظمات حقوق الإنسان والمجتمع الدولي بالتدخل السريع لوقف هذه الممارسات القمعية. واوضح الأسرى بأنهم يرفضون المثول امام المحاكم الإسرائيلية، الا في حال تعهد إدارة السجن بتوفير ضمانات لوقف الممارسات المهينة وسوء المعاملة بحقهم.

وأكد عدد من أهالي بيتونيا ان قوات الاحتلال دفعت بتعزيزات من الدبابات والاطفائيات الى محيط المعتقل، مما يوحي بأن هناك عملية اقتحام له.

وكانت المواجهات قد اندلعت بسبب المعاملة القاسية والضرب والاهانات التي يتعرض لها المعتقلون في معسكر عوفر. وقال سجناء فلسطينيون، ممن كان من المفروض أن يتم نقلهم الى المحكمة العسكرية في مستوطنة «بيت ـ إيل» إنهم تعرضوا للضرب وأعلنوا، نتيجة لذلك، الإضراب العام عن الطعام. واستعد لها المعتقلون بتغطية وجوههم بالمناشف الرطبة حتى لا يتأثروا بالغاز المسيل للدموع، قبل ان يضرموا النيران بفراشهم وبالخيام. وفي مرحلة معينة، حاول السجناء كسر جدران المعسكر والهرب، لكن قوات الاحتلال حالت دون ذلك. وقال أحد السجناء الفلسطينيين إن «السجانين الإسرائيليين هم الذين اوصلوا الوضع الى ما وصلوا اليه، عن طريق إهانات متكررة للسجناء». وأضاف: «ان ما جرى اليوم هو بداية لمخططات لإدارة المعتقل».

واحتجاجاً على هذه الاعتداءات بدأ الأسرى بالتكبير والهتاف ضد الإجراءات الاستفزازية والقمعية. وفي رأس السنة احتج ممثلو الأسرى لدى إدارة المعسكر على ما يتعرّضون له من استفزاز وضرب أثناء نقلهم للمحاكم وطالبوا بتوفير العلاج للمرضى ونقلهم للمستشفيات.

ومن بين الذين تعرضوا للضرب الأسير أيهم القرعان. وفور ذلك أعلن الأسرى عن رفضهم الخروج والمثول أمام محكمتي عوفر و«بيت إيل» العسكرية، كما أعاد الأسرى في معسكر عوفر وجبة الإفطار احتجاجاً على استمرار إدارة المعسكر بسياستها الهادفة إلى كسر ارادة الأسرى وإذلالهم.

واستدعت ادارة المعتقل قوات كبيرة من الجنود تساندها المدرعات وعشرات سيارات الإسعاف والإطفائية وطوقت خيام الأسرى بالكامل. واتخذت سلسلة إجراءاتٍ تصعيدية بحق الأسرى مثل: إدخال جميع الأسرى إلى الخيام ومنعهم من الخروج منها وقطع جميع الخدمات عنهم من المياه الساخنة والمرافق الصحية وحرمانهم من وجبتي الغداء والعشاء.

وعند الساعة الخامسة والنصف وأثناء أداء الأسرى صلاة المغرب طلب جنود الاحتلال من المعتقلين في قسم رقم 7 التهيؤ للوقوف إلى العد واخضعوهم لعمليات تفتيش استفزازية الأمر الذي أدّى إلى وقوع مصادمات ما بين الأسرى والجنود الإسرائيليين. وامتدت المواجهات لتشمل كافة أقسام المعتقل.

الى ذلك واصل الجيش الاحتلالي حملات تدمير المنازل والاعتقال في الضفة الغربية وقطاع غزة فدمر منزل ناشط باسم محمد درويش في بيت كحيل شمال مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية. ويأتي هذا الاجراء في اطار سياسة اسرائيلية يصفها الفلسطينيون وجماعات مدافعة عن حقوق الانسان بانها «عقاب جماعي». وكانت القوات الاسرائيلية قد اعتقلت درويش الصيف الماضي.

وفي مخيم الامعري في منطقة رام الله حاصرت وحدة عسكرية مؤلفة من نحو عشرين سيارة جيب منزل وفاء ادريس اول فلسطينية تنفذ عملية تفجيرية. وقال مصدر ان الجنود الذين كانوا يبحثون عن خليل شقيق وفاء ادريس الناشط في حركة فتح فتشوا المنزل وامروا سكانه بالخروج منه تمهيدا لتدميره. الا انهم عدلوا عن ذلك في النهاية بعد ان تبين لهم ان الهدم قد يطاول منازل مجاورة للمنزل المستهدف.

واصيبت امرأة فلسطينية في رام الله بجراحٍ خطيرة خلال توغّل لقوات الاحتلال في وسط مدينة رام الله وقال مصدر فلسطيني إن قوات كبيرة من جيش الاحتلال والوحدات الخاصة دخلت منطقة الحسبة وسط رام الله وهي تطلق النار بكثافة على السكان المحليين، مما أدّى إلى إصابة آمنة مصطفى بريجة بعيار ناري في الصدر. وأضافوا أن قوات الاحتلال دهمت محلا تجارياً في المنطقة المذكورة، واعتقلت أربعة أشخاص من داخل المحل من بينهم صاحب المحل الحاج عزون قاسم محمد عوض وخليل أبو كويك من عمال المحل التجاري.