بغداد تطالب المسؤولين العرب بأن يكونوا في «مستوى المسؤولية» وتقول إنها تعني ما تقول بإعلانها عدم امتلاكها أسلحة دمار شامل

TT

طالب العراق امس المسؤولين العرب بان يكونوا في «مستوى المسؤولية»، محذرا من جديد من ان الحرب اذا وقعت «لن تستهدف العراق وحده بل كل الامة العربية». في الوقت نفسه، اكدت بغداد انها عندما تعلن انها لا تملك اسلحة دمار شامل فانها تعني ما تقول، معلنة من جهة اخرى استعداد العراق لمواجهة اي عمل عسكري اميركي. وقال نائب رئيس الجمهورية طه ياسين رمضان في حديث لقناة العراق الفضائية «نحن نأمل من المسؤولين العرب ان يكونوا في مستوى مسؤوليتهم وفي الوقت الذي كانوا يدعون فيه العراق الى التعامل مع هذه القرارات وقبولها رغم ظلمها، عليهم الان ان يقولوا للطرف الاخر (الولايات المتحدة) ان يلتزم بما تم، وان ينتظر النتائج وان يبتعد عن خلق المشاكل وان يوقف هذا التهديد وهذا التحشد». واضاف اننا «عندما تشتد الامور يخرج المسؤول العربي ليقول ان الحرب تؤدي الى كارثة واننا ندعو الى حل المشكلة بالطرق السلمية». وتساءل رمضان «ما هي الكارثة؟ وما هي الطرق السلمية؟». وتابع «لقد وافق العراق على قرار مجلس الامن 1441، والمفتشون موجودون (في العراق)، فلماذا هذا التهويل وهذا التحشد الذي يجري اغلبه وفي اساسه على ارض العرب». واعتبر ان «هذه المعركة هي معركة مصيرية كما قلنا ليس في ما سيقع على العراق بل على الامة العربية، ونوايا العدو اصبحت ليس جرد اجتهاد او رأي الاخر، بل هي معلنة على الاغلب بشكل مباشر واحيانا بشكل غير مباشر».

واكد نائب الرئيس العراقي مجددا خلو العراق من اسلحة الدمار الشامل، قائلا انهم يقولون ان العراق بلد كبير ولا يمكن للمفتشين ان يجدوا فيه اسلحة الدمار الشامل». واضاف ان «العراق ليس ببلد كبير انه ليس البرازيل ولا الهند وليس الاول او الثاني او الثالث او الرابع» من حيث المساحة. وتساءل «اذاً لماذا القول انه بلد كبير ولا يمكن للمفتشين ان يجدوا فيه اسلحة الدمار الشامل؟». وتابع «عندما تساءل الرأي العام الدولي وليس العربي مع الاسف عن هذه الكلمة وقال انت قلت نريد المفتشين والان تقول ان المفتشين لا يستطيعون (عمل شيء) خرج علينا تلميذ (الرئيس الاميركي جورج) بوش او حليف بوش (رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل) شارون وقال: لا ان هذه الاسلحة عبرت الى لبنان وسورية وليبيا». واكد انه «سيناريو متفق عليه لكي لا يقول احد ان العراق خال من اسلحة الدمار الشامل، ان هناك تصميما في هذا الموضوع». وخلص رمضان الى القول «انا اقول واطمئن الجماهير العربية بأن اخوانهم واشقاءهم في العراق معدون اعدادا والحمد لله بشكل جيد ومقتنعون بانهم على الطريق الصحيح وثقتهم عالية بقيادتهم وقائدهم وبالتالي سيواجهون العدو بما يستحق».

الى ذلك، اعتبرت بغداد عبر صحيفة «الثورة» العراقية ان «العراق عندما يعلن انه خال من اسلحة الدمار الشامل فأنه يعني ما يقول»، مؤكدة ان العراق لم يقم خلال فترة غياب المفتشين الدوليين باي نشاط محظور مثلما اعلن ذلك «مرارا وتكرارا».

وقالت الصحيفة الناطقة باسم حزب البعث الحاكم في العراق ان «العراق لم يوافق على عودة المفتشين ويقبل التعامل مع القرار 1441 السيئ ضعفا او خوفا من احد وانما ليثبت للعالم اجمع زيف الادعاءات الاميركية وكذبها وخداعها وتضليلها المجتمع الدولي والرأي العام واتهاماتها الباطلة بامتلاك العراق اسلحة دمار شامل، ويبرهن على صحة توجهاته ومواقفه بانه عندما يعلن انه لا يمتلك من هذه الاسلحة شيئا فهو يعني ما يقول».

واضافت الصحيفة انه «للسبب نفسه حرص العراق على ان يتعاون مع فرق التفتيش تعاونا كاملا وقدم كل ما يمكن تقديمه من تسهيلات وتعامل مع هذه الفرق بصبر وتضحية برغم كثافة التفتيش ومبالغاته وغرابة تصرفاته في بعض الاحيان وتأثيره السلبي على عمل المؤسسات العراقية ونفوس العاملين فيها ونفوس عامة العراقيين». واوضحت ان «العراق يحرص على ان تنجز هذه الفرق مهمتها خلال المدة المحددة لها لكي يفند اكاذيب الادارة الاميركية ويسقط ذرائعها ويؤكد صدقه وسلامة موقفه امام العالم كله».

من جهة اخرى، استغربت صحيفة «العراق» امس تصريحات الرئيس الاميركي جورج بوش اول من امس التي اعرب فيها عن الامل في ايجاد حل سلمي للمسألة العراقية، معتبرة ان هذه التصريحات تأتي «استجابة لتزايد الضغوط الشعبية العالمية». وقالت الصحيفة ان «من استمع الى حديث بوش الاخير الذي لوح فيه الى امكانية حل سلمي للازمة التي افتعلتها ادارته مع العراق، سيصاب بالدوار بلا شك اذا لم يكن يعرف سبب هذا التغيير المفاجىء والمرونة التي ظهر بها بوش». واضافت «ربما يتساءل المراقب او حتى الانسان البسيط ما سر هذه الليونة في حديث بوش الاخير؟ هل عاد اليه عقله فجأة وصحا من اوهامه؟ هل فكر في عاقبة عدوانه وما سيجره على العالم من آثار مدمرة ؟ هل استمع الى ناصحيه من خارج ادارته واقتنع بضرورة العدول عن العدوان وتسوية الازمة، التي اختلقها، بالطرق السلمية وعن طريق التفاوض والحوار بعيدا عن القصف والعصف والنار؟». وخلصت الصحيفة الى القول «حقيقة الامر ان بوش اراد بليونته هذه ان يمتص الغضب الذي استعر في صدور ابناء الارض كافة، ومن بينهم ابناء الشعوب الاوروبية والاميركية وما تصريحه الاخير الا هبة اراد بها ان يعدل الجو بعد ان ارتفعت حرارة الغضب الشعبي العالمي جراء تهديداته واستعداداته للعدوان على العراق».