رئيس كوريا الجنوبية الجديد يبحث لعب دور وساطة بين واشنطن وبيونغ يانغ

TT

سيول ـ وكالات الأنباء: يعتزم رئيس كوريا الجنوبية الجديد روه مو هيون لعب دور وساطة بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية لتبديد التهديدات بمواجهة لا تحمد عقباها بسبب اعتراض واشنطن على قدرات كوريا الشمالية النووية. وفي المقابل، كرّرت مصادر كورية شمالية رسمية القول ان بيونغ يانغ تؤيد حواراً بلا شروط مع واشنطن في هذا الشأن، ورحبت بأي وساطة تسهل مثل هذا الحوار. في سيول، اعلن ليم شاي-جونغ، وهو احد كبار مستشاري الرئيس الكوري الجنوبي المنتخب ان الرئيس رو سيعرض على واشنطن وبيونغ يانغ خلال يناير (كانون الثاني) الجاري صيغة تسوية لحل الازمة الناشئة عن استئناف العمل في البرنامج النووي الكوري الشمالي. وتابع ليم الذي يترأس حالياً الفريق الرئاسي الانتقالي للرئيس المنتخب في تصريح الى شبكة التلفزيون «سي بي اس» ان «العمل جار على تسوية (من قبل كوريا الجنوبية) ستدعو الرئيس (الاميركي جورج) بوش والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ ايل الى تقديم تنازلات» مضيفاً ان «هذه الفكرة ستقدم في منتصف يناير الجاري». ومما يذكر ان رو، الذي ينتمي الى تيار الرئيس الحالي كيم داي جونغ قد فاز بالانتخابات الرئاسية في ديسمبر (كانون الاول) الماضي، وسيخلف كيم، الذي يعد باني سياسة الانفتاح على الشمال، التي التزم روه المضي فيها.

كذلك قال ليم «يعتبر الرئيس المنتخب رو ان المسألة النووية هي مسألة حياة او موت بالنسبة الى جميع الكوريين ويتعاطى معها بكثير من الحذر. وقد التقى لهذا السبيل اختصاصيين واجتمع بمسؤولين في الحكومة لجمع مختلف الاراء». ومن جانب ثان قال مستشار مقرب من الرئيس الجديد لوكالة فرانس برس، طالبا إغفال اسمه، ان الادارة الكورية الجنوبية الجديدة فتحت قنوات اتصال مع بيونغ يانغ بالفعل لنزع فتيل هذه الازمة. واردف «لقد اجرينا اتصالات مع الشمال عبر قنوات عدة لنعرف ما يريدونه بالضبط، ونعتقد ان الولايات المتحدة تريد من كوريا الجنوبية ان تلعب دور الوسيط بشكل يتيح لواشنطن التوصل الى تسوية مع حفظ ماء الوجه». وكان الرئيس الاميركي جورج بوش قد كرّر اول من امس الخميس انه يريد التوصل الى حل سلمي للازمة في كوريا الشمالية، في حين تطالب سلطات كوريا الشمالية منذ فترة باجراء مباحثات مباشرة مع واشنطن وتوقيع اتفاقية عدم اعتداء لنزع فتيل الازمة. وكانت سلطات بيونغ يانغ قد اعلنت في الثاني عشر من ديسمبر استئناف العمل في برنامجها النووي الذي كانت جمدته عام 1994 بموجب اتفاق مع الولايات المتحدة وامرت في السابع والعشرين من ديسمبر من الوكالة الدولية للطاقة الذرية سحب مفتشيها. وقد انسحب ممثلو الوكالة الدولية للطاقة الذرية الثلاثاء الماضي فعلاً.

* موقف بيونغ يانغ ومساء امس بالتوقيت المحلي كرّر تشو كيم ـ سو سفير كوريا الشمالية لدى الصين في مؤتمر صحافي عقده بالعاصمة الصينية بكين اعلان الموقف الرسمي لبلاده من الازمة النووية مع واشنطن قائلاً «ان بيونغ يانغ مستعدة للتحاور مع واشنطن بلا شروط مسبقة وتوافق على اضطلاع اي دولة بوساطة بين القيادتين». وتابع السفير «ان مسألة وجود اسلحة نووية في شبه الجزيرة الكورية مسألة يتوجب على الولايات المتحدة تسويتها وتقديم ضمانات امنية تلزمها قانونياً». ثم قال في إشارة واضحة لترحيب بيونغ يانغ بالوساطة الدولية، وبالذات الكورية الجنوبية، «كل دولة تنشد الأمن في شبه الجزيرة الكورية وتريد حلاً سلمياً للمسألة النووية مدعوة للعب دور ايجابي»، مشدداً على ضرورة ان تتضمن اي وساطة الطلب من واشنطن تقديم ضمانات لكوريا الشمالية.

وتابع السفير «اذا كانوا عاجزين عن القيام بذلك من الافضل لهم الا يقولوا شيئاً». ودافع عن قرار بيونغ يانغ بإعادة تشغيل مفاعل ينتج البلوتونيوم يمكن ان يستخدم لصناعة قنبلة ذرية بالقول ان «الولايات المتحدة بذهنيتها التي تعود الى الحرب البادرة تخيفنا بأسلحتها النووية». واضاف السفير «ردا على ذلك اجبرنا على اتخاذ خطوات للدفاع عن النفس امام هذا التهديد الذي يستهدف كرامتنا الوطنية وحقنا بالوجود. الا ان الوضع يزداد تدهوراً والسبب هو تحويل الادارة الاميركية جمهورية كوريا (الشمالية) الديمقراطية الى هدف لاعتداءاتها النووية الوقائية، كما انها الغت الاتفاق الاطار مع كوريا الشمالية عندما علقت تسليم النفط». وللعلم اكدت واشنطن حتى الآن انها غير مستعدة لأي حوار مع قيادة بيونغ يانغ ما لم يعلن هؤلاء وقف برنامجهم النووي. هذا، وغادر لي تاي شيك نائب وزير الخارجية الكوري الجنوبي بكين عائدا الى العاصمة الجنوبية سيول، امس بعدما حث الصين، حليف كوريا الشمالية التقليدي، على المساعدة في اقناع قيادة الشمال بالتخلي عن طموحاتها النووية.