قصة الحاج عبد الله فيلبي من وثائق المخابرات البريطانية 1929 ـ 1948 ـ ( 2 ـ 7) ـ إنجليزي يدافع عن قتل قبائل يمنية لطيارين بريطانيين...!

الداخلية البريطانية عن فيلبي: رافض للحرب، انهزامي، بلا ولاء لبلاده * الخارجية: حرض الملك عبد العزيز ضدنا في محادثات 1928 * رؤية صديق: لا يمكن وصفه بعدم الولاء، ولكنه مغرور لا يحتمل

TT

وهذه رؤية اخرى لفيلبي على مساحة بعيدة من تلك التي رسمها الروائي البريطاني وليام مكين والتي احتفظت المخابرات البريطانية بنسخة منها.

وزارة الداخلية هنا رصدت مراسلاته لزوجته وابنته وامه، وصورتها وضمنتها ملفيها عنه.. وقد رأت فيه شخصا بلا ولاء لبلاده وانهزاميا.

وزارة الخارجية جارتها في التقييم ورأت انه نصح الملك عبد العزيز باتخاذ خط متشدد خلال المفاوضات البريطانية ـ السعودية عام 1928 والى ذلك ترى انه حرض الملك للتشدد مع بريطانيا حول القضية الفلسطينية.

جهازا المخابرات البريطانية MI5 وMI6 استعانا برؤية صديق في لهاثهما نحو تقييم الرجل الذي ارهقهما، فانصفه الصديق بمقدار وموضوعية، ولم ير فيه مجرد انسان مجنون استنادا الى صداقة 30 عاما.

والثابت الوحيد هنا هو بقاء شخصية الحاج عبد الله فيلبي كما هي، توقد واضح تجاه القضايا واعتداد بالرأي يلامس الغرور.

* رؤية المخابرات البريطانية لفيلبي

* وثيقة رقم: 54A

* التاريخ: اغسطس 1940

* الموضوع: اتش. سانت جون فيلبي. كاتب ورحالة. اعتنق الاسلام وهو مستشار شخصي لملك العربية السعودية. بين الشخصيات التي تعتبر في عداد اصدقائه حينما كان بانجلترا هؤلاء:

وليام جويس (هاو ـ هاو) والذي اسس معه الرابطة القومية الاشتراكية.

جون بيكيت (الان في السجن) رئيس تحرير سابق لـ B.U.F المعنية بمنظمات فاشية مثل «القميص الاسود» و«الفعل».

اللورد تافستوك المستر فيلبي من الموقعين على خطة المجلس البريطاني المسيحي للتسويات السلمية.

له طموحات سياسية بنوايا فاشية. وقد عبر في ثلاث رسائل ارسلها من السعودية الى اسرته في انجلترا كتبت بتواريخ 26 و27 مايو (ايار) 1940 عن نقده واحتقاره لسياسة الحكومة البريطانية حاضرا وماضيا. كما عبر عن انهزامية وعدم ولاء مع قناعات ضد الحرب لاسباب اخلاقية.

* نقد الحكومة: كما جاء في رسالة لزوجته:

* «نبدو جميعنا الان تحت حذاء غامر بالدكتاتورية مثلما يبدو اي شخص محبا لذلك، ولكنهم سيسأمون ذلك قريبا، ومن بعد سيكون عليهم حمل ذلك وحبه. بالنسبة لي شخصيا، اعتقد ان كل الامر مجرد كلام بلا افعال، فيما عدا الطبقات العاملة، والذين سيحبسون بقوة في ذلك. ولكني لا اعتقد انهم سيملكون فائدة اكثر للمهذبين من امثالي وامثالك. فماذا يمكنناان نعمل؟ لا شيء بالفعل، وهم يعرفون هذه الحقيقة مثلما نعرفها نحن. الاضافة الممكنة هنا هي انهم لا يريدون منا ان نفعل اي شيء. وهم يتوقعون من هتلر ان يقوم بكل شيء. وعلى اية حال تبدو M.E.W ميتة.. ولكن وزارة الاعلام هي الجهة التي يجب عليهم التخلص منها، وهي سيئة اكثر من ذي قبل، خاصة مع قمعها الان لكل الاخبار وامتلاء مقرها بتلك المادة D.C.Sob........»

* الى امه:

* «تحفزني صورتك في الحديقة كثيرا على ان اكون هناك، ولكن ليس من الممكن انجاز ذلك الان، خاصة مع ديكتاتوريتنا الجديدة ونشاطات الغستابو.. ذلك لن يناسبني على الاطلاق. يبدو كل شيء هيستيريا وسخيفا».

الى ابنته:

«بوسعي فقط ان اعيش الامل بان كل الامر لن يكون سيء الوقع على اطفالك، والذين لا يستحقون لوما تجاه الفوضى والازعاج الذي يسيء الى عالم اليوم.

وشكرا للحكومة القومية (1931 ـ 1940) التي ماتت لحسن الحظ، والتي احتوت على اكثر طاقم من السياسيين يتميز بعدم الكفاءة والانانية ممن اؤتمنوا على مصائر هذا الوطن والعالم معه. لقد اقاموا ايضا، ومنذ البداية، هذه الحرب على الخطوط او الجبهات الخاطئة، واثقين في الحصار، والعقول المغلقة، والدعاية لتؤدي لهم عمل الجيوش المؤهلة.. ربما تكون الحكومة الحالية افضل، ولكنها ربما لا تملك القدرة على انتزاع الدهن من النار، فهناك كان ولا يزال، كلام كثير جدا، في مقابل فعل قليل جدا».

* اذاعة بي بي سي

* يقول «تبدو الاشياء خطيرة لدرجة ان البي بي سي اخبرتنا بان علينا الا نحصل على اية اخبار اكثر او اضافية عن الحرب الى ان تعتقد الحكومة بانها مناسبة، ولذلك علينا ان ندير مؤشرات اجهزتنا الى المانيا وايطاليا لنعرف ماذا يحدث، وليست تلك بالاخبار الحسنة.

في الاونة الاخيرة اصبحت دوريات اخبارهم بالحقيقة اكثر سوءا، ولم اعتقد ان ذلك ممكنا، فوجدت انه لزاما علي ان ادير اجهزة استماعي الى برلين وروما ومناطق اخرى للحصول على فكرة مقبولة حول ما يحدث. وعلى سبيل المثال، فليس للبي بي سي الكثير حول سقوط كاليه، والذي حدث اول من امس. ومع ذلك لا يهم ما فعلت البي بي سي، لان هناك قدرا كبيرا من المصادر الاخرى التي يعتد بها. اما بالنسبة لداف كوبر فمادته الركيكة وصوته العجيب ومناداته المستمرة بالشجاعة والثبات والموت كطريق افضل من العبودية.. الخ فكل تلك الهشاشة تجعل المرء في انتظار متى سيذرف ذلك المتحدث الدموع».

* رفض الحرب

* يقول 1 ـ «استغرب ما اذا كانت هذه ستكون الحرب الاخيرة. يبدو انهم يعتقلون اي انسان يقف مع السلام بما في ذلك احد اصدقائي (بيكيت؟) فيما كان الافضل لهم ان يستمعوا لنا في الصيف الماضي. وعلى كل حال، فقد سجن رامسياي ماكدونالد جراء مواقفه الرافضة للحرب على اساس اخلاقية في الحرب السابقة ولم يسبب ذلك السجن له اي اضرار». «واذا كان لهم ان يأخذوا اصوات السلام على محمل الجد قبل عام، فان الامور ما كان لها ان تصل الى هذا الممر الخطر الان».

2 ـ «انا اسف حول مصير بيكيت المسكين سألته مرة عما سيفعله اذا اتت الحرب، فقال: «سأفعل ما بوسعي لاكون خارج الجيش وخارج السجن».

3 ـ لا استطيع مقاومة دهشتي حول ما اذا كان اناس فولكستون وهيث يتذكرون الان ما قلناه لهم قبل عشرة اشهر. وليتهم كانوا اكثر تعقلا في انتخابهم لذلك الحمار (بربنر). كانت الامور ستكون مختلفة كليا الان. وعليهم الان ان يرسلوا اطفالهم لينتظروا لحظة انفجار العاصفة».

4 ـ «اذا تقرر قيام انتخابات عامة، اظن اني سأحاول ان اخوضعها، ولذلك ستكون انت مشغولا مع (آمبر) من اجل ان تجد لي مقعدا بافاق معقولة، ولكني، وفي كل الاحوال، لن اقف مع الحرب في اية جهة كانت، ولا مع اي حزب».

* الانهزامية

* «اي فوضى هذه التي دخلناها. وكما تعلم فقد فعلت ما بوسعي لايقافها ولكنهم لم يستمعوا، ومن بعد، فلا املك مفهوما محددا تجاه عدم الكفاءة المنتشر والذي التهم احشاء نظامنا الاداري. وبوسعنا ان نتسابق الى كنائسنا ومصانعنا الآن، ولكن الوقت تأخر كثيرا. وبلا شك فان جنون التجسس الجديد وطرق الغستابو مؤشرات حية على انهيارنا».

* عدم الولاء:

* يقول لزوجته:

«حسنا، من اين لي ايجاد مخرج؟ اتخيل انهم مشغولون جدا عن ان يتذكروا وجودي، فيما لم اتطوع من جانبي بتذكيرهم بأني لا زلت موجودا، واني لا ازال خارج التعاطف معهم ومع طرقهم. ولذلك سأظل على موقفي رغم ان العلاقات هنا لا تزال متوترة بعض الشيء. لم أر الملك عبد العزيز لعشرة ايام واشعر انه لا يخلو من عدم ارتياح، وفق مسيرة الامور هنا، رغم ان معظم الناس مسرورون بعض الشيء، وان كانوا خائفين قليلا. لا انوي مقابلة الملك الى ان يعتذر لي (بأي طريقة يراها) عن وصفه لي بأني كذاب حينما اخبرته بأن الألمان قد اقتحموا ميس.. اتقابل مع أخيه عبد الله كل يوم....».

* الخارجية: فيلبي يحرض الملك ضدنا

* وثيقة رقم: 55A

* التاريخ: 30 أغسطس 1940

* الموضوع: مكتب الهند كتب للداخلية.

* عزيزي هتشنسون.

قد تتذكر اننا تحدثنا معك قبل شهر عبر الهاتف حول المدعو اتش. سانت جون. جي. فيلبي، الموظف السابق بالخدمة المدنية الهندية والذي تعتبر تصريحاته العلنية في السعودية والناقدة لسياسات حكومة جلالة الملك فيما يتعلق بالحرب، خطرا مثلما هي فضيحة. هو الآن على وشك مغادرة السعودية الى أميركا مرورا بالهند حيث اقترحت حكومة الهند اعتقاله بموجب قوانين الدفاع الهندية وترحيله من بعد للمملكة المتحدة. قلت أنت ان الداخلية البريطانية لا تعترض على ارساله الى هناك، وانك ترغب في احاطتك بتحركاته في حال رغبتك في اتخاذ اجراءات مع وصوله. احاطتنا الحكومة الهندية الآن بأنه ابحر من كراتشي الى المملكة المتحدة يوم 18 أغسطس (آب) على متن الباخرة (اس. اس. فينيس) وان لدى ربان السفينة تعليمات بمنعه من النزول الى أي ميناء خلال الرحلة. ارفق لعلمك نسخة من مذكرة حول فيلبي اعدتها وزارة الخارجية في أبريل (نيسان) الماضي، مع بعض التعديلات الطفيفة. ارسلت نسخة من هذا الخطاب الى باجالي بوزارة الخارجية.

* امضاء: جي. بي. جيبسون

* مذكرة:

المستر اتش سانت جي. فيلبي، موظف بالخدمة المدنية الهندية من 1908 الى 1925. في عام 1917 تم انتدابه للعمل مع عبد العزيز بن سعود ـ وقتها كان سلطان نجد ـ بالرىاض، ووضع له تصورات ادارية. تم تعيينه بعد ذلك مستشارا لوزارة الداخلية ببغداد، وشغل منصب الممثل البريطاني الرئيسي بالأردن من 1921 ـ 1924 حيث وقع في خلاف مع حكومة جلالة الملك وقدم استقالته التي لقيت الترحيب من ذلك المنصب.

لم يتم استخدامه بعد ذلك في منصب بالخدمة العامة. جعل من جدة بمنطقة الحجاز بعد ذلك مقره الرئيسي وادار اعماله من هناك. حمل تقرير في يونيو (حزيران) 1928 انه ميال للنقد الشديد لسياسة حكومة جلالة الملك بالسعودية، وهناك سبب وجيه للاعتقاد بأنه نصح ابن سعود لاتخاذ خط متشدد خلال المفاوضات التي اجريت بين ابن سعود والسير جي كلايتون نيابة عن حكومة جلالة الملك عام 1928.في عام 1930 اصبح فيلبي مسلما، وانفق بعد ذلك وقتا كثيرا في رفقة ابن سعود بالرياض ومناطق اخرى. في 1931 حصل لشركته على حق احتكار توريد السيارات للمواصلات العامة. في 1936 اثار غضب السلطات في عدن بظهوره في شبوة بمحمية عدن برفقة مرافق سعودي مسلح دون اخطار. افادت التحريات انه حصل على ذلك المرافق من السلطات السعودية لجهة مسوحات طبوغرافية في نجران. فذهب اولا لليمن ثم الى محمية عدن دون علم السلطات السعودية. ناتج هذه الرحلة اصبح في ما بعد نشره لكتابه «اخوات سبأ» والذي احتوى على هجوم كبير للسياسة البريطانية في محمية عدن.

في 1937 ـ 1938 بذل جهوا كبيرة، بتحريض ابن سعود باتخاذ اتجاه يحمل العداوة الواضحة لحكومة جلالة الملك حول فلسطين ولم ينجح. في 1939 تنازل عن امتياز احتكار توريد السيارات نتيجة خلاف مع وزير المالية السعودي وعاد الى الى انجلترا، ورشح نفسه للبرلمان ولم ينجح. طلب ابن سعود بعد فترة وجيزة من اندلاع الحرب العالمية من فيلبي العودة للسعودية. اصبح فيلبي، ومنذ عودته يجاهر بالحط من قدر سياسات وافعال حكومة جلالة الملك. في الآتي بعض الامثلة من تعليقاته على بعض الاحداث:

أ ـ في نوفمبر 1939 لجأت طائرة بريطانية الى الهبوط الاضطراري في حضرموت فقتل العرب من كان على ظهرها. عبر فيلبي عن رأيه بالقول: بما ان الطائرة قد ارسلت لقصف المواطنين القرويين فان قتل طاقمها مبرر.

ب ـ ظل مستر فيلبي على رأيه، في عدة مناسبات، بأنه ليس على الحلفاء الدخول في حرب غير ضرورية تجلب الدمار للسعودية وقد تدمر العالم. ويقول ان الحلفاء لن يستطيعوا تحقيق النصر، وربما، وبمرور الوقت، يجدون انفسهم ملزمين بالوصول الى سلام مشوه. وقد ارتكبوا خطأ بضمان بولندا، وان المستعمرات الألمانية كان من الممكن ان تستعاد.

ج ـ يجادل مستر فيلبي بأن نظام حكمنا ديكتاتوري وانه ليس هناك فرق عملي بين انجلترا وألمانيا في هذا الخصوص. وهو يدعم جدله بالزعم بأن 11000 من الشباب في انجلترا تم تقديمهم لمحاكمات لمجرد حملهم لأفكار ضد الحرب على اسس اخلاقية.

د ـ لدى فيلبي تقييمات تذهب الى ان خدمة الاخبار البريطانية وضيعة وجديرة بالازدراء وان الارقام المتعلقة بالخسائر في السفن خلال الحرب تم تزويرها عن قصد.

فيلبي قال بصريحات مشاهبة للوزير الفرنسي في جدة والذي رأى ـ أي الوزير ـ ان من الضروري ابراق حكومته فيما يتعلق بما اعتبره سلوكا مشينا.

* (وزارة الخارجية 1 أبريل 1940)

* رؤية صديق: ذكي ومغرور لا يحتمل

* وثيقة رقم 51B

* التاريخ: 24 سبتمبر 1940

* الموضوع: اتش. سانت جون. جي. فيلبي. سري وشخصي جدا

* عزيزي جاي خطابك PF.40408/B بتاريخ 19 سبتمبر (أيلول) 1940 عن اتش. سانت جي. فيلبي واحد من اصعب الخطابات التي ارسلتها لي بشأن الاجابة المطلوبة.

افترض أني عرفت فيلبي بصورة متواترة ومتقطعة لمدة تصل الى نحو 30 عاما. عرفته ذلك العنيد الاحمق يوم ان كان مساعدا للمفوض في شاموز بمنطقة البنجاب. كان دوما وبانفراد مجردا من المعاملة وضد رؤسائه باستمرار. وهو شديد الاعتداد بآرائه وعلى قدرة فائقة، في الغالب، على التعبير عن نفسه بكفاءة ودقة، مستصحبا ذلك الغرور الذي لا يجعل لأحد قول كلمة طيبة له. ومع ذلك، لم يكن من بعد، ولا من قبل، يحمل ذرة من سمات الغباء.

كسب مؤخرا معرفة كبيرة بالسعودية وبالعرب خلال عمله كمفوض سام بالأردن. وقع بعنف في خلاف مع وزارة الخارجية ووزارة المستعمرات حول السياسة في شبه الجزيرة العربية، وعبر عن نفسه في غضون ذلك الخلاف بصورة اكثر سلطة وقوة وغرورا عما كان عليه حاله حينما كان مساعدا للمفوض بالهند. أيد اسقاط الحسينيين ومساندة خصمهم ابن سعود. وهو بلا شك على حق في آرائه، ولكنه عبر عنها مفتقدا ضبط النفس والانضباط المطلوب مما جعل من تميزه وخبرته بلا قيمة لدى الحكومة.

وصل من بعد الى علو نجمه كمكتشف عربي، اصبح مسلما واستقر بالعربية السعودية على وضع يقارب المستشار المالي لابن سعود. خلال هذه الفترة، كرس غالب وقته لمصالحه الخاصة ولكنه ظل مع ذلك مصدر ازعاج لحكومتنا في ما يتعلق بسياستها العربية. اتخيل ان ممارساته السياسية تكون وقد كانت كذلك على الدوام، ممارسة تضعه في خانة جناح اليسار. واذا كانت ذاكرتي صحيحة فقد اثار الفضول مع دكتور دالتون حول مصر والسعودية خلال فترة حكومة العمال قصيرة العمر.

سترى كذلك، ان فيلبي وآراءه كانا شيئا كريها، ولكن كل ذلك لا يبرهن بأنه لم يكن دقيقا او ممتلكا لبعد النظر. أنا عن نفسي، ورغم اني رأيته مرات قليلة في انجلترا والهند والسعودية في السنوات الاخيرة، وجدت ان من الممكن مسايرته ولا اعتقد انه بلا ولاء، وان كان وبتجريد شديد مغرور لا يحتمل.

والآن، فالامر المثير للفضول والاستغراب هو ان ابنه (وهو الشخص الذي اعتقد ان فيلبي يرجع اليه في اشارته باسم «كيم» في احد خطاباته، الموجودة لدينا، هو، أي كيم احد ضباطنا بوزارة الدفاع. وبتلك الصفة والموقع قابلت كيم مرة او مرتين ووجدته يجمع بين البراعة والقدرة والسحر. وقد اخبرني بنفسه ان والده قد خفف من حدة قوة واندفاع آرائه في السنوات القليلة الماضية، ولكن لا يبدو الحال كذلك في خطاباته والتقدير هنا يعود لي. وبالطبع فان فيلبي الشاب «الاشارة لكيم.. الاضافة من الشرق الأوسط» ظل بالقسم D"S لفترة طويلة قبل ان يكون هناك أي سؤال حول ايلولة القسم الى دالتون، ولكن، وبما ان ذلك قد حدث بالمصادفة، فان فيلبي الابن سيجد نفسه تحت تعليمات رجل معروف لأبيه، واعتقد ان للأخير ـ دالتون ـ عددا من المعاملات شبه السرية مع فيلبي. وقد اشرت الى فيلبي الابن لأنني اعتقد، وببساطة، ان هذه الاشارة ستجعل من الصعب عليك اتخاذ اجراءات قمعية ضد أبيه.

اخشى ان يكون هذا التوضيح معقدا، ولكنه يظل طريقتي الوحيدة لايضاح الصعوبة التي يمثلها سانت جن فيلبي. لا اظن انه بلا ولاء، واظن ان من الاهمية العاجلة جدا ان لا نكلف او نحمل الرجل مظالم اكثر، في المقابل اشعر ان هذه حالة ستكون فيها وزارة الخارجية والحكومة مسرورتين برؤيتك تستخدم تكتيكات اليد القوية. واخيرا، ومع هذه المشكلة غير المريحة، عليّ ان اترك لكل فضاء التعامل.

(مخلصك توقيع غير واضح)

* على نفس الوثيقة تعليق يقرأ:

* الكابتن جي. ام ليديل M.I.5

* زوجة فيلبي دورا في جونسون، ابنة مسؤول بالسكك الحديدية الهندية رفيقة طفولة لزوجتي. وهي امرأة شابة هندية ـ انجليزية. لا علاقة لها بالسياسة، لاعبة تنس، ورغم انها سافرت مرة او مرتين للسعودية بهدف رؤية زوجها فانها تخلت عن حياته الأسرية او خرجت منها وفق رؤيتي لها آخر مرة بالمصادفة في مصرفي. ولكن، ومن الخطابات المتبادلة يبدو ان الأسرة قد توحدت مرة اخرى.

* الحلقة القادمة ـ الملك عبد العزيز والعرب بعيون فيلبي