شارون يتهم رئيس الوزراء البريطاني بالتدخل في الانتخابات الإسرائيلية بسبب لقائه بمتسناع

TT

اتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون امس بريطانيا ورئيس وزرائها توني بلير، بمحاولة التدخل في الانتخابات الإسرائيلية بهدف مساعدة مرشح حزب العمل لرئاسة الحكومة، عمرام متسناع. وأعرب شارون في حديث أجرته معه صحيفة «يديعوت أحرونوت» باللغة العبرية عن غضبه من خطوتين بريطانيتين، الأولى دعوة رئيس حزب العمل، عمرام متسناع للقاء بلير، والثانية عقد مؤتمر شرق أوسطي لبحث موضوع الإصلاحات في السلطة الفلسطينية بمشاركة مندوبين يمثلون رئيس السلطة الفلسطينية، ياسر عرفات، ومن دون مشاركة مندوب إسرائيلي.

ونقل شارون ووزير خارجيته بنيامين نتنياهو معارضتهما لعقد مثل هذا اللقاء بلير ـ متسناع، للجانب البريطاني، بل منعا سفير إسرائيل في لندن، تسفي شتاوبر، من حضور اللقاء.

ولكن هذه الاتهامات والمعارضة الاسرائيلية الرسمية لن تردع بلير عن لقاء متسناع. ويفترض ان يتم اللقاء يوم الخميس المقبل في مقره الرسمي في شارع داونينغ في العاصمة البريطانية لندن. وأوضح بلير أن لقاءه بمتسناع ينسجم مع لقاءاته التقليدية بمرشحين منتخبين من قبل حزب العمل، إلا أن مصادر في حزب الليكود تعتبر ذلك تدخلاً سافراً في الشؤون الداخلية لإسرائيل في محاولة للتأثير على المعركة الانتخابية.

وكان متحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني قد قال لـ «الشرق الأوسط» في تصريحات سابقة حول هذه القضية، ردا على اتهامات وزير الخارجية الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، لبلير برفض استقباله خلال زيارته للندن في ديسمبر (كانون الاول) الماضي، «جرت العادة ان يلتقي رئيس الوزراء مع زعماء المعارضة».

وتجدر الإشارة الى أن رئيس وزراء ألمانيا، غرهارد شرودر، وجه دعوة لمتسناع لزيارة ألمانيا، إلا أن الأخير اضطر إلى تأجيل الزيارة إلى ما بعد الانتخابات لضيق الوقت.

وزاد حدة التوتر في العلاقة بين الحكومتين الاسرائيلية اكيل نية والبريطانية (يسار وسط) بعد اعلان بلير خلال زيارة الرئيس السوري بشار الاسد اواسط ديسمبر الماضي، عن توجيه دعوة الى مسؤولين اقليميين (من غير اسرائيل) واعضاء اللجنة الرباعية للمشاركة في مؤتمر يعقد في لندن في غضون الايام المقبلة لبحث الاصلاحات في السلطة الفلسطينية من دون اشتراط تطبيقها بإقصاء رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات، وسبل دفع عملية السلام. ويفترض ان يشارك في المؤتمر ممثلون عن السلطة الفلسطينية ومصر والسعودية والاردن، الى جانب اعضاء الرباعية (الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الاوروبي والأمم المتحدة).

وحسب صحيفة «يديعوت احرونوت» فان شارون طلب من البريطانيين إشراك مندوب إسرائيلي حتى لو كان ذلك بصورة غير رسمية، إلا أن البريطانيين رفضوا ذلك. كذلك دعا شارون سفير بريطانيا لدى إسرائيل، شيرارد كوبر ميلس، قبل أيام قليلة واعرب له عن غضبه ازاء هذا الموقف وقال له «إنني أنظر ببالغ الخطورة إلى محاولاتكم الساعية لإحياء عرفات، طالما أن عرفات هو المسؤول عن إجراء الإصلاحات لن يسفر ذلك عن أي شيء ايجابي».

وقال شارون اول من امس إنه يلاحظ ثغرات في الجانب الفلسطيني وإنه يتوقع أن تكون هناك فرصة حقيقية لوقف ما اسماه بالإرهاب والدخول في العملية السلمية.

يشار الى أن شارون على قناعة تامة بأنه سيفوز في الانتخابات المقبلة في 28 يناير الجاري وانه سيشكل الحكومة المقبلة. وقال «لن أسمح بضياع الفرصة من بين أيدينا لأسباب تعود إلى انعدام خبرة عمرام متسناع».