خبراء الأسلحة يفاجئون هيئة الرقابة الوطنية العراقية بتفتيش مقرها وموظفيها ويحاصرون رئيسها ومندوب العراق الدائم لدى الأمم المتحدة لمدة 6 ساعات

TT

تفقد مفتشو الاسلحة المزيد من المواقع في شتى انحاء العراق امس وفتشوا امس مجمعا حيث مقر هيئة الرقابة الوطنية (المسؤولة عن التنسيق مع المفتشين) في بغداد. كما زار المفتشون مستشفى في الموصل بالشمال ومركزا تابعا لجامعة البصرة في الجنوب. من جهة اخرى، اعلنت صحف بغداد ان العراق بتعاونه مع المفتشين «اسقط انياب» قرار مجلس الامن 1441 بشأن نزع اسلحة الدمار الشامل العراقية.

وحوصر مندوب العراق الدائم لدى الامم المتحدة محمد الدوري لست ساعات في مقر هيئة الرقابة الوطنية في شركة «الباسل». ولم يسمح للدوري بالخروج من المبنى الذي كان يتواجد فيه لزيارة اللواء حسام محمد امين مدير الهيئة. وقال الدوري للصحافيين «دخلت لزيارة خاصة وفجأة اخبرت بانه لا يسمح لاحد بالخروج من المجمع بسبب وجود فرق التفتيش». واضاف «اولا وجدت ان هناك تعطيلا للعمل غير مبرر وبدون فائدة ثم ان هناك خلق جو غير اعتيادي وغير طبيعي ومن ثم وجدت صبرا من دائرة الرقابة (الوطنية العراقية) ومحاولة تهدئة الجميع الذين حاولوا ان يغادروا اعمالهم ومنهم أنا .. ولكنني فضلت ان أبقى طول الوقت حتى تتضح لي الصورة والرؤية نتيجة هذه الاعمال».

واوضح الدوري الموجود حاليا في بغداد للمشاركة في المؤتمر السنوي للسفراء العراقيين في الخارج «اعتقد ان هنالك اعمالا غير مبررة ويمكن ان تتصرف فرق التفتيش بطريقة افضل واكثر حضارية». وحول ما اذا كان يعتبر هذا التصرف استفزازيا من قبل فرق التفتيش، قال مندوب العراق الدائم لدى الامم المتحدة «لا استطيع ان اصفها بحالة استفزازية لكن اقول بأن هناك امكانية للتصرف بصورة افضل». من جهته، قال امين انه كان يتحتم على المفتشين ان يمنعوا الحركة داخل الشركة المستهدفة وحولها وليس داخل المجمع بأكمله. ومضى يقول وهو يرتدي زيه العسكري ان المفتشين ارادوا تنفيذ قرار مجلس الامن رقم 1441 بمنتهى الصرامة. واوضح ان الدوري كان عنده «في زيارة لمدة 10 دقائق لكنه لم يستطع المغادرة بسبب فريق التفتيش». واضاف ان الدوري «لم يستطع الخروج لغاية الساعة 30،14 (30،11 تغ) يعني بعد ست ساعات». وخلال التفتيش اوقف المفتشون السيارات والناس وقام مفتش بتصوير سيارات بينما فتش اخرون سيارات اخرى. وجرى ايقاف الموظفين المغادرين للمبنى ايضا وخضعوا لتفتيش دقيق. وطلب من رجل يسير ومعه مظروف صغير في يده ان يفتحه لاحد المفتشين كما طلب من النساء فتح حقائبهن. يذكر ان مسؤولين من هيئة الرقابة الوطنية يرافقون المفتشين في زياراتهم منذ ان استأنفوا عملهم في العراق في 27 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. وبعد يوم من اقامة قاعدة دائمة في الموصل الواقعة على بعد 375 كيلومترا شمال بغداد، بدأ المفتشون العمل وتفقدوا امس مستشفى ابن سينا في المدينة. وقال شهود عيان ان المفتشين تفقدوا المعامل وتحدثوا مع مدير المستشفى وكبار العاملين به. وكان فريق مؤلف من 21 مفتشا متعددي الجنسيات قد توجهوا الى الموصل اول من امس واقاموا مكتبا اقليميا دائما يبدأون منه تفتيشاتهم في شمال العراق. وقال متحدث ان هذا الاجراء سيسرع من عملهم. وزار فريق تفتيش آخر موجود في البصرة الواقعة على بعد 550 كيلومترا جنوب بغداد منذ اليومين المنصرمين جامعة المدينة لليوم الثاني على التوالي وركز التفتيش على مركز دراسات المحيطات كما زاروا مستشفى. وقال مسؤولون عراقيون ان فريقا زار شركة « نيسان» العامة في ضواحي بغداد. وزار فريق آخر مستشفى الرشيد العسكري في بغداد. كما توجه فريق نووي نحو 100 كيلومتر غرب العاصمة الى شركة صدام العامة حيث يوجد مصنع للكربون. وهذا هو الاسبوع السادس للمفتشين في العراق الا انهم لم يعلنوا التوصل لاي ادلة تفيد بوجود برامج لتطوير اسلحة نووية او كيماوية او بيولوجية. ويجب ان يقدم المفتشون تقريرا عما توصلوا اليه لمجلس الامن بحلول 27 يناير (كانون الثاني) الحالي. وقال هانز بليكس كبير المفتشين ان التقرير سيتضمن نتائج تجارب معملية تجرى على عينات اخذت من العراق. وسيقدم تقريرا مؤقتا لمجلس الامن الخميس المقبل وسيزور العراق في الفترة من 18 الى 20 يناير الحالي.

الى ذلك ، اكدت الصحف العراقية امس ان العراق نجح في «اسقاط انياب القرار 1441» بعد فتح الابواب للمفتشين، وتعاون معهم في اظهار الحقيقة كاملة امام العالم. وقالت صحيفة «العراق» : «لقد اثبتنا للعالم اجمع ان ما يقوله العراق هو الحقيقة بعينها واسقطنا انياب القرار 1441، بالمصداقية والثقة بالنفس والاقتدار». وانتقدت الصحيفة بشدة التصريحات التي تصدر عن الادارة الاميركية وقالت «ان الغباء الاميركي المفرط الذي تمارسه ادارة واشنطن في التعامل مع ارادات الشعوب صار مهزلة تاريخية .. تعكس السقوط الاخلاقي المريع في تصرفات واحكام ادارة الشر الاميركية».

من جانبها قالت صحيفة «الثورة» : «ان من يتابع التهديدات الاميركية والحشود التي تمثل تهديدا للوطن العربي باكمله والمنطقة كلها ويتابع مسلسل العدوان المستمر على العراق لا بد ان يتساءل اين هو مجلس الامن الدولي ؟ وهل يعقل ان يستمر صمته ازاء عدوان مستمر وتهديدات اميركية وبريطانية مستمرة». واضافت «ان التهديدات الاميركية وعدوان الولايات المتحدة المستمر على العراق هو عدوان بكل المقاييس لا بد من مواجهته بما يستحق من استنكار وادانة وردع.. اما السكوت عليه من قبل اي طرف كان فغير مقبول وفق اضعف الايمان». وتحت عنوان «جنون وكذب وهلوسة» اعتبرت صحيفة «القادسية» تصريحات الرئيس الاميركي بوش «نتاج جنون وهلوسة.. ونضح كذب فاضح» وتساءلت «كيف يمكن بغير ذلك تفسير تصريحات بوش ان العراق يشكل خطرا على اميركا وانه اذا هاجم اميركا فان اقتصادها سيصاب بالشلل». وقالت «اليست كلمة سفسطة قليلة بحق هذا الكلام التافه الذي لا يمكن حتى للمجانين ان يصدقوه .. فكيف بالعقلاء في العالم».