رئيس الوزراء التركي بعد لقائه الرئيس المصري: نرفض تقسيم العراق ونحاول تجنب الحرب

TT

اجرى الرئيس المصري حسني مبارك امس مباحثات موسعة مع رئيس وزراء تركيا عبد الله غول حول التطورات الخاصة بالمسألة العراقية والوضع بالأراضي الفلسطينية المحتلة. وجاءت مباحثات مبارك مع غول عقب لقاء عقده رئيس الوزراء التركي مع نظيره المصري عاطف عبيد، بحثا فيه دعم التعاون الثنائي بين البلدين وخاصة في المجال الاقتصادي. وقال غول اثر لقائه بمبارك: «لا نريد رؤية العراق مقسما، اذ يتعين علينا جميعا ان نعمل بشدة لتجنب الحرب». واضاف :«ان وحدة العراق امر مهم للغاية نتطلع اليه بانتباه، لا نريد رؤية العراق مقسما. . يتعين ان نعمل جميعا بشدة لتجنب الحرب، والعراق مسؤول كذلك». وقال «يجب ان نقوم بافضل ما يمكن وليس تركيا وحدها وانما الجميع في المنطقة وضمنهم العراق» من اجل تجنب الحرب. ورفض رئيس الوزراء التركي تحديد ما اذا كانت بلاده ستسمح للقوات الاميركية بشن هجوم على العراق انطلاقا من اراضيها، لكنه قال في مؤتمر صحافي مشترك بمنتجع شرم الشيخ بسيناء بعد مباحثاته مع نظيره المصري: «اننا نحاول تجنب هذه الحرب من خلال بذل قصارى جهدنا ليس فقط من جانب تركيا بل كل جهود دول المنطقة». وبدأ غول زيارة رسمية أمس لمصر تستغرق يومين قادما من سورية حيث عقد خلالها اجتماعين مع الرئيس مبارك ورئيس وزرائه عاطف عبيد. ونفى غول عقب المباحثات ان يكون قد بحث مع مبارك موضوع المناورات العسكرية بين تركيا واسرائيل والولايات المتحدة، وما اذا كانت موجهة بشأن الحرب ضد العراق، وقال: «لم نتطرق الى هذا الموضوع، وتحدثنا عن العلاقات الثنائية والأزمة التي تواجه المنطقة، وكيفية منع الحرب لأنها ستكون باهظة الثمن للمنطقة». وحول ايفاد مبعوث تركي الى العراق قال :«ان الهدف من ايفاد المبعوث هو التحدث عن اقرار السلام والوضع في العراق، نظرا لانني اعتقد ان هناك مسؤولية علينا جميعا للعمل بجد لمنع الحرب». واضاف: «ان ما صدر عن مجلس الأمن الدولي من قرارات في هذا الشأن يعد واضحا، ونأمل ان تتعاون الحكومة العراقية في ذلك، وان يتمتع المفتشون وخبراء الأسلحة الدوليون بحرية تامة في القيام بعملهم نظرا لخطورة الموقف». واوضح المسؤول التركي ان مباحثاته في شرم الشيخ مع الرئيس مبارك تهدف الى «السير في طريق منع الحرب، وتبادل وجهات النظر في اطار عملية مستمرة لتحقيق ذلك». وأكد في الوقت نفسه على ضرورة تكامل ووحدة أراضي العراق. وقال: «اننا لانرغب في أن نرى العراق دولة مقسمة». وردا على سؤال عن موقف تركيا في حالة قيام حرب ضد العراق قال: «دعنا نعمل أولا من أجل تجنب هذه الحرب». وحول ما اذا كانت هناك خطة من جانب تركيا لمنع الحرب واقناع الرئيس العراقي صدام حسين بالاستقالة قال: «ليس لدينا خطة بهذا المعنى، ولكن وقف ومنع الحرب هما الأساس في جهودنا». وقال غول خلال المؤتمر الصحافي المشترك مع عبيد الذي التقاه مرتين، انه جرت خلال المباحثات مع الرئيس مبارك مناقشة المسائل المتعلقة بالوضع في العراق، وان المباحثات التي اجراها مع عبيد دارت حول العلاقات الثنائية. واشار الى انه انه سيلتقي في وقت لاحق(مساء امس) مع عمرو موسى الامين العام للجامعة العربية لبحث «الجهود المشتركة لمنع الحرب ضد العراق». وردا على سؤال حول تصريحات وزير الخارجية التركي يشار ياقيش من ان حل مشكلة العراق سيتم من خلال نفي صدام حسين، وما اذا كانت تركيا تود استضافته قال غول: «تعرضت هذه التصريحات لسوء الفهم كغيرها من التصريحات، غير انه يتعين علينا التفكير في الكثير من البدائل والأمور والاحتمالات، نظرا لان الحرب ليست أمرا محمودا، ويجب علينا ان نبحث عن أفضل السبل لمنعها». وكان وزير الخارجية المصري قد استبق زيارة غول بتصريحات صحافية أول من أمس قال فيها ان غول «يرأس حكومة تركية جديدة، ومن الطبيعي ان يكون هناك تشاور بين القاهرة وأنقرة حول العديد من الموضوعات وعلى رأسها الموقف في الشرق الاوسط سواء بالنسبة للقضية الفلسطينية أو العراق». وأشار ماهر الى ان المحادثات تناولت عددا من المجالات وخاصة الاقتصادية، والتي يعمل الجانبان المصري والتركي على توثيقها. واضاف وزير الخارجية المصري: «لقد استمعنا من تركيا بأنها تؤيد الحل السلمي وانها لن تشارك في العملية العسكرية على العراق وهو ما تناولته المناقشات».

يذكر أن زيارة المسؤول التركي لمصر، والتي تعد الأولى له منذ توليه مهام منصبه في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، تأتي ضمن جولة شملت سورية ثم مصر فالأردن والسعودية، والتقى اول امس مع الرئيس السوري بشار الاسد لبحث ما وصفه بـ«الخطوات الملموسة» لتجنب الحرب في العراق. ومن المقرر ان يلتقي اليوم مع العاهل الاردني الملك عبد الله في عمان قبل العودة الى انقرة. وسيقوم بزيارة منفصلة الى المملكة العربية السعودية في وقت لاحق هذا الشهر.