محكمة مغربية تنظر اليوم في قضية سرقة طائرة مدنية صغيرة تملكها شركة سعودية

أحداث 11 سبتمبر تعصف بمشروع مدرسة طيران سعودية في المغرب

TT

بعد عدة تأجيلات، تشرع محكمة مغربية اليوم في النظر في قضية سرقة طائرة مدنية صغيرة من نوع «سكوتا - تي بي9» في ملكية شركة «الزيدي للطيران» السعودية من مطار آنفا في الدار البيضاء ومحاولة اخراجها من المغرب باتجاه مصر من لدن طيارين سعوديين شابين في يوليو (تموز) الماضي.

وكان قاضي التحقيق المغربي محمد رزق الله قد أحال الطيارين السعوديين، رائد أحمد عبد العزيز بغدادي، 26 سنة، ومحمد رمزي علاف، 22 سنة، الى غرفة الجنايات في محكمة الاستئناف بالدار البيضاء منتصف سبتمبر (ايلول) الماضي بتهمة السرقة الموصوفة. وتم تقديمهما للمحاكمة وهما في حالة سراح مؤقت مع ربط حق مغادرتهما للتراب المغربي بأداء كفالة مالية.

وتعود وقائع القضية الى ليلة 4 ـ 5 يوليو (تموز) الماضي عندما تقدم رجل الأعمال السعودي خالد سليمان محمد الزيدي ببلاغ للسلطات الأمنية بالدار البيضاء حول سرقة طائرة تابعة لشركته كانت مرابضة في مطار آنفا بالدار البيضاء. وتم على اثر ذلك اعتقال المتهمين في مدينة فاس، حيث كانا قد اضطرا للهبوط في مطارها بسبب خلل كهربائي في الطائرة التي كانا قد أقلعا بها خلال نفس اليوم من الدار البيضاء في اتجاه الجزائر.

وخلال التحقيق صرح الطياران السعوديان بأنهما كانا قد التحقا كمدربين بشركة« الزيدي للطيران» في جدة، والتي أسسها خالد الزيدي في اطار مشروع انشاء مدرسة للتكوين في مهن الطيران المدني تتكون من فرعين: واحد في السعودية متخصص في التكوين النظري، وآخر في المغرب للتدريبات التطبيقية. وفي بداية صيف عام 2001 قدم المدربان الشابان الى الدار البيضاء رفقة مشغلهما خالد الزيدي والطيار رامي مقدم من أجل انشاء الفرع المغربي للشركة، قبل أن يتوجهوا، رفقة نفس الأشخاص، الى الولايات المتحدة، حيث أسس سليمان الزيدي شركة أخرى تحت اسم «زيدي أفياشن كوربوريشن»، وذلك قصد شراء طائرتين صغيرتين تعتزم الشركة استعمالهما للتدريب على الطيران في المغرب، غير أن أحداث 11 سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة ألقت بظلالها على المشروع وحالت دون انطلاقه في الموعد المحدد خلال شهر سبتمبر .2001 وبعد عودتهما للسعودية بسبب تعثر مشروع «الزيدي للطيران» التحقا للعمل كطيارين لدى شركة «الجمال السريعة للنقل» المحدودة في السعودية والتي يديرها مرابط محمد الصواف، وهو أحد الشركاء في شركة «الزيدي للطيران».

وبخصوص الحادثة، صرح المتهمان خلال التحقيق معهما أن مشغلهما الجديد مرابط الصواف هو الذي كلفهما مهمة تسلم طائرة سكوتا المرابضة في مطار آنفا ونقلها الى مصر. ولأجل ذلك زودهما بتوكيل مكتوب وقعه بوصفه مالك الطائرة، مشفوعا بوثيقة تسجيل رقم الطائرة لدى الفيدرالية الأميركية للطيران المدني. وقالا ان الصواف أوصاهما بالاتصال في المغرب بمواطنهما السعودي عبد العزيز السديس ليتسلما منه مفاتيح الطائرة. وأوضحا أنهما بعد وصولهما للمغرب اتصلا بالسفارة السعودية ثم بالسلطات المغربية المختصة لانجاز الاجراءات الادارية اللازمة لاتمام مهمتهما.

من جهته، قال خالد سليمان الزيدي خلال التحقيق انه المالك الحقيقي للطائرة، واتهم الصواف بالاحتيال عبر استعمال بطاقة معلومات لاعادة تسجيل رقم الطائرة، والتي حصل عليها الصواف من مكاتب الشركة بالسعودية، وملأها باسمه للايهام بأن الشركة مسجلة باسمه. وقال الزيدي ان تلك الوثيقة تخص طلب اعادة تسجيل رقم الطائرة ولا تشكل اثباتا للملكية. وأوضح الزيدي أن ما يربطه بالصواف هو عقد شركة ابتدائي مؤرخ في 14يوليو 2001، ينص على اتفاق بين الطرفين حول دخول الصواف شريكا في الشركة الموجودة بالسعودية، والتي تضم شركاء آخرين. غير أن تعثر المشروع بعد أحداث 11 سبتمبر جعل الصواف يتماطل في تسديد المبالغ المالية التي التزم بها مقابل حصته في الشركة قبل أن يطلب من الزيدي فسخ العقد المبرم بينهما.

وفي قرار احالة المتهمين الى غرفة الجنايات لدى محكمة الاستئناف بالدار البيضاء بتهمة السرقة الموصوفة، علل قاضي التحقيق قراره بكون المتهمين على علم أن خالد الزيدي هو الذي أحضر الطائرة الى المغرب، وبالنزاعات القائمة بينه وبين الصواف حول الشركة، واستعمالهما لمفاتيح غير المفاتيح الأصلية للطائرة وأخذها دون استشارة خالد الزيدي، زيادة على كون التفويض الممنوح لهما من قبل الصواف من أجل تسلم الطائرة والتوجه بها الى مصر صادراً عن شركة «الجمال السريعة للنقل» المحدودة وليس عن شركة «زيدي أفياشن كوربوريشن»، مالكة الطائرة حسب وثائق الملف.