مصادر مغاربية: المباحثات الجزائرية ـ المغربية والموريتانية ـ الليبية في الجزائر تميزت بالمصارحة والمكاشفة

الرئيس بوتفليقة يخص بن عيسى بوداع «حار وحميم» وبلخادم يزور الرباط قريباً

TT

قالت مصادر مغاربية مطلعة في الجزائر أمس لـ«الشرق الأوسط» إن اجتماع وزراء خارجية دول الاتحاد المغاربي في العاصمة الجزائرية كان فرصة لتضميد الجراح واذابة الجليد في العلاقات بين دول الاتحاد لا سيما العلاقات المغربية ـ الجزائرية، والعلاقات الليبية ـ الموريتانية.

ووصفت المصادر ذاتها الاجتماع بأنه مثل احد «أوجه الانشراح والانفراج في العلاقات بين دول الاتحاد»، مضيفة ان المباحثات الثنائية التي جرت بين المسؤولين المغاربة والجزائريين، والمسؤولين الليبيين والموريتانيين تميزت بالمصارحة والمكاشفة.

وشكلت مسألة العلاقات الموريتانية ـ الاسرائيلية محور المباحثات التي جرت بين علي عبد السلام التريكي وزير الوحدة الافريقية الليبي، ومحمد ولد الطلبة، وزير خارجية موريتانيا. وقالت المصادر ان المباحثات دامت مدة طويلة.

يذكر ان موريتانيا رفضت منذ اقامة علاقتها مع اسرائيل مناقشة هذه العلاقة باعتبارها موضوعا سياديا، بينما كانت ليبيا تشترط أن تقطع موريتانيا هذه العلاقة لكي يكون بالامكان ان يحضر الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي القمة المغاربية الى جانب الرئيس الموريتاني معاوية ولد الطايع.

ولذا لم تكن قضية الصحراء هي المشكلة الوحيدة المطروحة على اجتماع وزراء خارجية الدول المغاربية الخمسة، فقد علمت «الشرق الأوسط» أن الخلاف الليبي ـ الموريتاني بشأن علاقة نواكشوط بتل أبيب كان من ضمن الاسباب التي ادت الى تمديد اجتماع وزراء خارجية الاتحاد المغاربي يوما آخر.

واعتبر المراقبون ان الخلاف الموريتاني ـ الليبي هو ما قصده محمد بن عيسى وزير خارجية المغرب في تصريحاته الاخيرة حينما قال: «لسنا ضد القمة، لكن يجب الاعتراف بان هناك مشاكل معلقة بين البلدان الاعضاء في الاتحاد، ليس فقط بين المغرب والجزائر، بل بين بلدان أخرى كذلك».

وفي سياق ذلك، علمت «الشرق الأوسط» ان بن عيسى اجرى اول من امس مباحثات مع نظيره الجزائري عبد العزيز بلخادم، قبيل مأدبة الغداء التي اقامها الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة في قصر الشعب على شرف وزراء خارجية اتحاد المغرب العربي.

وقالت مصادر مطلعة ان لقاء بن عيسى ـ بلخادم كان بناء، وتعرض للقضايا الثنائية بين البلدين، كما تناولت المباحثات زيارة بلخادم الرسمية المرتقبة للرباط تلبية لدعوة من نظيره المغربي التي وجهها له هذا الاخير العام الماضي، بيد أنه لم يتم تحديد موعد لها.

وقبيل لقائه بلخادم عقد بن عيسى لقاءات مكثفة مع مختلف المسؤولين الجزائريين في ردهات فندق شيراتون في العاصمة الجزائرية، الذي احتضن اجتماع وزراء الخارجية، وهي لقاءات حضرها عبد القادر مساحل الوزير الجزائري المنتدب للشؤون المغاربية والافريقية، وبوعلام بسايح سفير الجزائر لدى الرباط، ومحمد سعيد بن ريان سفير المغرب لدى الجزائر. ولاحظ المراقبون ان لقاء بن عيسى ـ بلخادم يدخل في سياق ذوبان الجليد بين البلدين منذ المكالمة الهاتفية التي تمت بين العاهل المغربي الملك محمد السادس والرئيس بوتفليقة عقب الفيضانات التي تعرض لها المغرب قبل عدة اسابيع. كما لاحظوا ايضا الالتفاتة الخاصة التي قام بها الرئيس بوتفليقة تجاه الوزير المغربي خلال مأدبة الغداء، حيث خصه بوداع وصفه كثيرون بأنه «وداع حميم وحار»، وهما في طريقهما الى سيارة الوزير المغربي. اضافة الى ذلك خصص للوفد المغربي منذ وصوله الى الجزائر استقبال وعناية خاصة من المسؤولين الجزائريين.