قطريتان تطلبان اللجوء في مصر ومفوضية اللاجئين تتدخل لحمايتهما

شقيقاهما اصطحباهما من الدوحة في محاولة لإجهاضهما بعد زواجهما من هنديين ضد رغبة العائلة

TT

فاجأت فتاتان قطريتان وصلتا مطار القاهرة يوم الأحد الماضي بصحبة شقيقين لهما، السلطات المصرية بطلب الحماية واللجوء الى مصر، خوفاً من تعرضهما الى خطر تتوقعانه من شقيقيهما، فأبقتهما السلطات المصرية في المنطقة الدولية بالمطار، وفصلت بينهن وبين شقيقيهما، وسمحت لهن امس بالخروج من مطار القاهرة الدولي والاقامة بأحد فنادق ضاحية مصر الجديدة.

وقالت مصادر مصرية لـ«الشرق الأوسط» ان الفتاتين القطريتين هما ظبية، 25 عاماً، وشقيقتها نيلة، 28 عاما، وقدمتا إلى القاهرة يوم الأحد الماضي على متن طائرة تابعة للخطوط الجوية القطرية، وكان بصحبتيهما شقيقان لهما بغرض اجراء عملية اجهاض.

واضافت ان الفتاتين تزوجتا من شابين هنديين، الأول محمد، 32 سنة، ويعمل طبيباً ومتزوجاً من ظبية، والثاني وسام، 34 سنة، وهو رجل أعمال متزوج من شقيقتها نيلة، وينتمي الشابان الهنديان الى ولاية تينجالور المسلمة التي تقع جنوب الهند بالقرب من ولاية حيدر آباد.

وحسب المعلومات التي وردت الى المفوضية السامية لحقوق اللاجئين بالأمم المتحدة والمنظمة المصرية لحقوق الانسان، والتي ارسلها الزوجان من الهند اليهما بالبريد الالكتروني، فان الفتاتين القطريتين تعرفتا على الشابين الهنديين عام 1996، ونشأت بينهم علاقة عاطفية. واستمرت اللقاءات والاتصالات بين الطرفين، خاصة ان الفتاتين كانتا تقومان بزيارة الهند بين حين وآخر لأن والدتهما من اصول هندية، وحاول الشابان الزواج من الفتاتين الا ان أسرتهما رفضت هذا الزواج وعارضته بشدة.

واوضحت ان الفتاتين تمكنتا من السفر الى الهند في شهر أغسطس (آب) الماضي، وعقد قرانهما على الشابين المسلمين في محكمة هندية، وقضيتا معهما هناك نحو اربعة اشهر حملت خلالها الفتاتان من زوجيهما.

وقال الشابان الهنديان في رسالة الى مركز مساعدة اللاجئين بالمنظمة المصرية لحقوق الانسان ان أسرة الفتاتين القطريتين «طلبت منهما العودة الى قطر، واخبرتهما ان العائلة لا تمانع في الزواج ولكنها تطلب فقط ان تتم اعادة عقد القران داخل قطر مرة اخرى». واضافا انهن صدقتا الأسرة ووافقتا على ذهاب الفتاتين الى قطر في 24 الشهر الماضي، وعقب وصول الفتاتين الى قطر فوجئتا بأن الأسرة ترتب لانفصالهما عن زوجيهما، والتخلص من الحمل عن طريق عملية اجهاض يتم اجراؤها في مصر، وتمكنت الفتاتان من الاتصال هاتفياً بزوجيهما اللذين ابلغا منظمات حقوق الانسان بمصر بالأحداث المتلاحقة للفتاتين، وقاما بالاتصال بالمفوضية السامية لحقوق اللاجئين بالأمم المتحدة داخل مصر مطالبين بتدخلهما العاجل لدى السلطات المصرية لتوفير حماية لزوجتيهما، وحماية الجنين اللذين التي يبلغ عمراهما الآن داخل رحم كل منهما اربعة اشهر.

ولدى وصول الفتاتين القطريتين الى مصر يوم الأحد الماضي طالبت مفوضية اللاجئين ومركز مساعدة اللاجئين بالمنظمة المصرية لحقوق الانسان الحكومة المصرية بتوفير الحماية للفتاتين القطريتين.

وقامت السلطات المصرية بوضع الفتاتين في المنطقة الدولية، وتم فصلهما عن شقيقيهما اللذين حاولا العودة بالفتاتين الى قطر مرة اخرى، الا ان السلطات المصرية منعتهما من ذلك رغم تدخل بعض الدبلوماسيين من السفارة القطرية.

وقام مندوبو مفوضية حقوق اللاجئين بالأمم المتحدة بزيارة الفتاتين والتأكد من سلامتهما الصحية، وعدم تعرضهما للايذاء البدني، وعدم عودتهما مرة اخرى الى قطر، كما ارسلوا اليهما بطاقة حماية مؤقتة، خاصة ان الفتاتين طلبتا عدم العودة الى بلدهما.

وذكرت مصادر مطلعة ان السلطات الأمنية المصرية ما زالت تبحث امر الفتاتين القطريتين، ولم يتم اتخاذ موقف حتى الآن، انتظاراً للمفاوضات الجارية حالياً بين السفارة القطرية والمفوضية السامية لحقوق اللاجئين بالأمم المتحدة.