بريطانيا تواصل توجيه الدعوات لمؤتمر لندن رغم قرار إسرائيل منع الفلسطينيين من السفر

TT

وجهت الحكومة البريطانية امس دعوة الى السلطة الفلسطينية للمشاركة في مؤتمر السلام المصغر الذي دعت الى عقده في لندن في 13 يناير (كانون الثاني) الحالي لبحث تطور الاصلاحات في السلطة. وسيعقد المؤتمر برئاسة وزير الخارجية البريطاني جاك سترو، وسيشارك فيه الى جانب السلطة الفلسطينية، مصر والسعودية والاردن واللجنة الرباعية التي تمثل الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة.

وتأتي هذه الدعوة التي وجهت اول من امس الى مصر، رغم قرار الحكومة الاسرائيلية منع وفد من السلطة الفلسطينية من السفر الى لندن للمشاركة في المؤتمر، وذلك في اعقاب عملية تل ابيب المزدوجة مساء يوم الاحد الماضي التي اسفرت عن مقتل 23 شخصا وجرح اكثر من ،100 واعلنت مسؤوليتها عنها «كتائب شهداء الاقصى» ـ الجناح العسكري لحركة «فتح».

وكانت الحكومة الاسرائيلية قد انتهزت هذه العملية للرد على رئيس الوزراء البريطاني توني بلير الذي استثنى اسرائيل من هذا المؤتمر، الامر الذي اغضب رئيس الوزراء ارييل شارون. وزاد من الغضب الاسرائيلي رفض بلير طلبا خاصا من شارون بالسماح لممثل حكومي اسرائيلي للمشاركة على نحو غير رسمي في المؤتمر. واعتبر شارون موقف بلير هذا محاولة بريطانية للتدخل في الانتخابات الاسرائيلية، خاصة انها تزامنت مع دعوة زعيم حزب العمل الاسرائيلي المنافس، عمرام متسناع، للقاء بلير في 10 داونينغ ستريت غدا، ورفض رئيس الوزراء البريطاني استقبال وزير الخارجية الاسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال زيارته للندن في ديسمبر (كانون الاول) الماضي. وسلمت الدعوة البريطانية للمشاركة في المؤتمر الذي كان بلير شخصيا قد دعا الى عقده في خطاب امام مجلس العموم في 16 ديسمبر (كانون الاول) الماضي في محاولة لدفع عملية السلام، في اطار رسالة من سترو نقلها القنصل البريطاني المساعد، بيرز كازالت، الى ياسر عبد ربه وزير الثقافة والإعلام الفلسطيني.

وحسب وكالة الانباء الفلسطينية «وفا» فان الرسالة تضمنت الدعوة الرسمية للوفد الفلسطيني وجدول الأعمال للمؤتمر خلال يومي 13 و14 يناير (كانون الثاني) الجاري.

وأكدت الرسالة تصميم الحكومة البريطانية على عقد المؤتمر وبحث جميع القضايا المتصلة بخطة «خريطة الطريق» والإصلاحات في السلطة، وصولا الى قيام الدولة الفلسطينية المستقلة. ودعت الرسالة الى ضرورة أن يرتقي الجميع إلى مستوى التطلعات والاهتمام الدولي بهذا المؤتمر وبالأهداف الموضوعة له، في اشارة الى قرار المجلس الوزاري الامني الاسرائيلي المصغر منع سفر الوفد.

ولا تزال الحكومة البريطانية تأمل في ان تعدل الحكومة الاسرائيلية عن قرارها هذا، رغم رفض نتنياهو طلبا من سترو في هذا الشأن وذلك خلال محادثة هاتفية اجراها الاخير اول من امس.

وكشف الناطق الرسمي باسم رئيس الوزراء البريطاني أمس أنه وجه رسالة الى شارون يدعوه فيها الى العودة عن قرار منع الشخصيات الفلسطينية من التوجه الى لندن لحضور المؤتمر. وإذ اكتفى الناطق بالتلميح أولاً الى الرسالة قائلاً «لن أدهش إذا «تأكد» ان رئيس الوزراء (بلير) قد كتب الى شارون»، فهو أوضح لاحقاً أن «الرسالة ستكون اليوم في طريقها» الى تل ابيب. وقال إن لندن تتابع مساعيها مع تل أبيب، قائلا «اننا على اتصال بالحكومة الاسرائيلية على اعلى المستويات».

وتردد الناطق الذي كان يتحدث في مؤتمر صحافي بمقر «جمعية الصحافيين الاجانب» بلندن، في تأكيد او نفي عقد المؤتمر في موعده المقرر. وأشار الى ان بريطانيا تواصل العمل بخصوص الاجندة وغيرها وكأن المؤتمر سيعقد فعلاً، مؤكداً «ما زلنا نواصل إعداد العدة بالطريقة التي كنا نستعد فيها (لعقد المؤتمر)». غير انه أقر بأن كل شيء متوقف على رد إسرائيل، قائلاً «نحتاج الى رؤية ما تتمخض عنه اتصالاتنا مع الحكومة الاسرائيلية».

وفي رد على سؤال آخر، شدد مجدداً على ضرورة «الانتظار لرؤية ما يحصل» من جانب اسرائيل. ولم يهون من الصعوبات التي تواجهها جهود السلام او المشكلات التي تعاني منها السلطة الفلسطينية، إلا انه شدد على أن بريطانيا تدرك وجوب «العمل مع الواقع الموجود على الارض».

واعترف الناطق الرسمي باسم بلير أن لندن اتصلت بواشنطن بخصوص التطورات الاخيرة التي ادى اليها الموقف الاسرائيلي. وإذ لم يوضح ما اذا كان بلير او سترو قد التمسا مساعدة الولايات المتحدة، طالبين منها ممارسة ضغوط على شارون، فقد اكتفى بالقول «إن الولايات المتحدة كانت على اطلاع كامل (بما يجري منذ بدء الازمة)، كما كانت مؤيدة (لضرورة عقد المؤتمر)». واعتبر ان الرئيس الاميركي جورج بوش «كان اول رئيس اميركي يذكر رسمياً ضرورة إقامة دولة فلسطينية».

واشار الناطق الى أن بلير سيؤكد في كلمة يفترض انه القاها في وقت لاحق من ظهر أمس أمام مؤتمر لسفراء بريطانيا في العالم، على ضرورة حل نزاع الشرق الاوسط وإنصاف الفلسطينيين والاسرائيليين.