خبراء الأسلحة الدوليون يجرون أول عملية تفتيش جوي في العراق والبرادعي يطالب أميركا بمعلومات أدق عن مواقع الأسلحة المشبوهة

TT

فيما بدأ مفتشو الاسلحة امس استخدام طائرات الهليكوبتر لاول مرة في مهمتهم للكشف عن اسلحة الدمار الشامل العراقية، اعلن مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي ان فريق مفتشيه لم يجد حتى الآن اي دليل على اي نشاط عراقي في مجال تطوير السلاح النووي، وطالب اميركا بمعلومات ادق عن المواقع العراقية التي تشتبه فيها. واقلعت ثلاث طائرات هليكوبتر تابعة للأمم المتحدة من معسكر الرشيد في ضواحي بغداد. وقال مسؤولون عراقيون ان المفتشين توجهوا الى موقع في عكاشات قرب القائم على مسافة 450 كيلومترا غرب بغداد بالقرب من الحدود السورية. ورافقتهم طائرتا هليكوبتر تابعتان لدائرة المراقبة العراقية، وهي حلقة الوصل مع المفتشين الدوليين. وحملت احدى الطائرتين العراقيتين صحافيين بوسائل اعلام غربية. وسبق ان فتش الخبراء مصنع القائم في 10 ديسمبر (كانون الاول). واعلن يواكي آنذاك ان المصنع كان مرتبطا بانتاج اليورانيوم من معدن يستخرج في المنطقة. وتوجهت فرق اخرى الى خمسة مواقع على الاقل. وتوجه فريق من خبراء الصواريخ الى منشأة المعتصم في جرف الصخر على مسافة 40 كيلومترا جنوب بغداد.

وزار فريق من خبراء الاسلحة البيولوجية مركزا لأبحاث السرطان في العاصمة. وبدأ الخبراء المتمركزون في مدينة الموصل على مسافة 375 كيلومترا شمال بغداد تفتيش جامعة الموصل بحثا عن اية دلائل قد تشير الى مشاركتها في برامج الاسلحة المحظورة. وزار فريق من الوكالة الدولية للطاقة الذرية مصنعا للإسمنت بقرية الكبيسة على مسافة 200 كيلومتر غرب بغداد بالقرب من قاعدة جوية. وقال يواكي ان لدى المفتشين الذين يوجد مقرهم في بغداد ست طائرات هليكوبتر ستستخدم لنقل المفتشين بصورة اسرع عن طريق البر ولمراقبة منشآت ومواقع عراقية. وفيما ينتظر ان يرفع خبراء الامم المتحدة تقريرا لمجلس الامن غدا على ان يقدموا تقييما اشمل عن مدى التزام العراق بقرارات المجلس بحلول 27 يناير (كانون الثاني) الحالي، قال محمد البرادعي ان مفتشيه لم يعثروا بعد على اي دليل على ان بغداد تطور اسلحة نووية. وقال «لم نر اي دليل بعد». ولم يقدم اي من رؤساء فرق التفتيش التابعين للأمم المتحدة اي دليل على وجود برامج اسلحة محظورة منذ عودة المفتشين للعراق في نوفمبر (تشرين الثاني) بعد غياب دام اربع سنوات. واضاف البرادعي في واشنطن امس ان المفتشين بحاجة الى بضعة اشهر لانهاء عملهم، وقال ان على الولايات المتحدة ان تقدم معلومات اكثر دقة للمفتشين الدوليين عن الاسلحة حتى يتمكنوا من اتمام تحقيقهم في العراق. واضاف البرادعي في مقابلة اجرتها معه شبكة التلفزيون الاميركية «ايه بي سي» ان الاميركيين «يقاسموننا معلومات، لكنني اعتقد اننا بحاجة الى مزيد من المعلومات». واضاف «قدموا لنا معلومات عامة لكننا بحاجة الى معلومات محددة اكثر لنتمكن من التحرك». وتابع «اننا على اتصال مع الادارة (الاميركية) وآمل ان نحصل خلال الاسابيع المقبلة على قدر اكبر من المعلومات، بحيث نتمكن من التركيز على اي نشاط مشبوه في العراق».