عودة الحريري تعجل مساعي تهدئة «حرب التلفزيونات» وبري يعمل لجمعه ولحود في قصر الرئاسة اليوم أو غدا

TT

عاد رئيس مجلس الوزراء اللبناني مساء امس من زيارته لباريس، لتنشط فور عودته الاتصالات على مستويات عدة لتطويق الازمة الناشئة بينه وبين رئيس الجمهورية اميل لحود والتي تبين انها لا تزال تراوح مكانها خلافاً لكل ما روج عن انها اقتربت من المعالجة في ضوء المساعي التي يقوم بها رئيس مجلس النواب نبيه بري.

وقالت مصادر معنية انه في حال نجح بري في مسعاه فإن المعالجة ستتوج بلقاء يعقد في قصر الرئاسة اللبنانية اليوم او غداً بين لحود والحريري.

وقد دلّ على مراوحة الازمة مكانها، استمرار مصادر رئاسة الجمهورية في التأكيد ان الرئيس الحريري تشاور مع الرئيس لحود في موضوع الحلقة التي كانت محطة «نيو. تي. في» التلفزيونية الخاصة اللبنانية تنوي بثها عن السعودية في اطار برنامج «بلا رقيب» وما تنطوي عليه، ولكنه لم يخبره بأمر وقف البث الفضائي لهذه المحطة لانها لم تتجاوب مع المساعي التي بذلت مع رئيس مجلس ادارتها تحسين خياط لإقناعه بعدم بث هذه الحلقة. واضافت ان الحريري عندما بحث في امر وقف البث القضائي لتلفزيون «نيو. تي. في» ابلغ اليه ان الرئيس لحود موافق على هذا التدبير. واكدت هذه المصادر ان الازمة تراجعت وهي قيد المعالجة.

لكن مصادر قريبة من الحريري قالت انه اتصل بالرئيس لحود في حضور وزير الخارجية محمود حمود، ووزير الاعلام غازي العريضي، والمدعي العام التمييزي عدنان عضوم، ورئيس المجلس الوطني للاعلام المرئي والمسموع عبد الهادي محفوظ، مشيراً الى اهمية الاستعجال في اتخاذ التدبير الاحترازي بوقف البث الفضائي لـ«نيو. تي. في» لئلا تبث الحلقة وتسيء الى علاقة لبنان بالمملكة العربية السعودية، على ان يبحث مجلس الوزراء في هذه القضية لاحقاً. وقد رد الرئيس لحود، حسب المصادر نفسها، بالدعوة الى إقناع «نيو. تي. في» بعدم بث الحلقة «واذا لم تقتنع «تصرفوا».

واستغربت المصادر نفسها كيف ان وزير الاتصالات جان لوي قرداحي لم يتشاور مع الحريري في اعادة البث الفضائي. وقالت ان «نيو. تي. في» تعهدت الاربعاء الماضي امام قوى الامن الداخلي بعدم بث الحلقة عن السعودية، في حين ان اعادة البث الفضائي اليها تمت يوم السبت. وتساءلت: لماذا طوال هذه المدة الممتدة من الاربعاء حتى السبت الماضيين لم يحصل اي تشاور في هذا الشأن مع الرئيس الحريري؟