محكمة مغربية تواصل الاثنين النظر في قضية سرقة طائرة سعودية

TT

استمعت محكمة الاستئناف في الدار البيضاء أول من أمس الى الطيارين السعوديين المتهمين بسرقة طائرة مدنية صغيرة تملكها شركة سعودية خاصة خلال شهر يوليو (تموز) الماضي من مطار آنفا في الدار البيضاء، كما استمعت الى شاهدين في القضية. وقررت المحكمة مواصلة الاستماع للشهود ومرافعات المحامين يوم الاثنين المقبل.

وأبدى المدعي العام استغرابه من الترخيص للمتهمين من طرف سلطات المطار بالاقلاع بالطائرة والتحليق بها في اتجاه مصر في غياب كل الوثائق القانونية الضرورية لذلك.

ولاحظ المدعي العام أن الطيارين لم تكن في حوزتهما عند اقلاعهما بالطائرة شهادة لملكية الطائرة، ولا شهادة الصيانة، ولا وثيقة تأمين الطائرة، كما أنهما لم تكن في حوزتهما الوثائق التقنية التي يشترط توفرها على متن الطائرة.

وكان الطياران السعوديان رائد أحمد عبد العزيز بغدادي، 26 سنة، ومحمد رمزي علاف، 22 سنة، قد تمكنا من الحصول على ترخيص من سلطات الطيران المدني المغربية في 4 يوليو الماضي باستلام طائرة صغيرة من نوع «سكوتا تي بي 9» من املاك الشركة السعودية الخاصة «زيدي للطيران» والتحليق بها في اتجاه مصر، وذلك بعد ادلائهما بتفويض مكتوب من رجل الأعمال االسعودي مرابط محمد الصواف، ووثيقة تصريح برقم تسجيل الطائرة لدى الهيئة الفيدرالية الأميركية للطيران تحمل اسمه وتوقيعه. غير أن حصول عطب في الطائرة أجبرهما على الهبوط الاضطراري في مطار مدينة فاس، وهناك طلبت منهم سلطات المطار الادلاء بشهادة تأمين الطائرة الامر الذي أخرهما، فبعثا بفاكس الى مشغلهما الصواف في جدة يطلبان منه ارسال شهادة التأمين لكي يتمكنا من مغادرة مطار فاس. في تلك الأثناء كان رجل الأعمال خالد سليمان الزيدي يبلغ لدى السلطات الأمنية في الدار البيضاء عن اختفاء طائرة تابعة لشركته «زيدي للطيران»، كانت راسية في مطار آنفا فتم اعتقال الطيارين السعوديين في فاس وتقديمهما للمحاكمة بتهمة السرقة الموصوفة.

وصرح المتهمان أنهما كانا قد التحقا بشركة «زيدي للطيران» كمدربين، حيث تهدف الشركة الى انشاء مدرسة للتدريب على مهنة الطيران المدني في المغرب والسعودية، غير أن تعثر المشروع بعد أحداث 11 سبتمبر جعلهما يغادران الشركة ليعملا كطيارين لدى «شركة الجمال السريعة للنقل» في السعودية التي يديرها مرابط محمد الصواف، وهو أحد شركاء خالد الزيدي في شركة «زيدي للطيران».

وخلال الاستماع الى المتهمين والشهود أول من أمس تركزت أسئلة القضاة والمحامين حول العلاقات بين خالد الزيدي ومرابط الصواف والمتهمين، وحول الوثائق القانونية والتقنية اللازمة لاقلاع الطائرة.

واتهم دفاع خالد الزيدي المتهمين باستعمال مفاتيح مستنسخة بطريقة غير مشروعة عن المفاتيح الأصلية لتشغيل الطائرة، والادلاء بوثيقة تتضمن معلومات خاطئة، مشيرا الى أن وثيقة التصريح برقم تسجيل الطائرة التي أدلى بها المتهمان لا تعتبر اثباثا للملكية، وقال الدفاع ان الصواف كان قد حصل عليها كمطبوع فارغ من مكاتب الشركة بجدة وقام بتعبئتها باسمه وتوقيعه واستعملها في الاحتيال للحصول على الطائرة.