طلب السجن المؤبد لمسلح لبناني حاول اغتيال قاض على قوس المحكمة

TT

طلب قاضي التحقيق في بيروت القاضي حاتم ماضي انزال عقوبة الاشغال الشاقة المؤبدة بمسلح حاول اغتيال احد القضاة على قوس المحكمة داخل قصر العدل في بيروت في 23 ديسمبر (كانون الاول) الماضي ومحاولة قتل موظفين كانوا داخل المحكمة. وقد احيل المتهم الى محكمة الجنايات في بيروت لمحاكمته بالتهم المنسوبة اليه.

واعتبر القاضي ماضي، في قرار ظني اصدره في هذه القضية امس، فعل المتهم خليل علي سنو،29 عاماً، لجهة اقتحام المحكمة واطلاق النار على قاضي الامور المستعجلة في بيروت فادي النشار واصابته بطلق ناري في كتفه ورئته «جناية محاولة قتل عمداً وعن سابق تصور وتصميم» وفقاً للمادة 549/201 من قانون العقوبات اللبناني التي تصل عقوبتها القصوى الى الاشغال الشاقة المؤبدة.

كذلك طلب القاضي ماضي عقوبة السجن ستة اشهر للمدعى عليهما محمد غلاييني وعلي يحفوفي لاقدامهما على بيع المسدس المستعمل في الجريمة للمتهم سنو، فيما قرر منع المحاكمة عن المدعى عليهم احمد السحراني وادهم الرهاوي وانور الرهاوي لعدم كفاية الدليل الجرمي بحقهم.

وجاء في القرار الظني ان المتهم سنو «ارتكب جريمته بدافع شخصي وبفعل حالة اليأس التي كان يعيشها بسبب وضعه العائلي الصعب وظروف حياته القاسية». واستبعد القرار كلياً ان يكون وراء هذه القضية «اي دافع اصولي او ان يكون المتهم سنو ينتمي الى اي جماعة اصولية او عقائدية كما روّج في بعض الصحف».

وروى القرار الظني تفاصيل حياة المتهم منذ نشأته الى حين ارتكابه الجريمة، بدءاً من سفره الى سويسرا في العام 1992 وترحيله الى لبنان بعد سنتين لانه كان يقيم بصورة غير مشروعة، وانه امتهن السرقة عملاً له. وكان من نتيجة هذا العمل ان مكث خمس سنوات في السجن انفاذاً لاحكام قضائية وغادره في اكتوبر (تشرين الاول) الماضي. وقد تكونت لديه قناعة خلال وجوده في السجن بأن الاحكام التي صدرت بحقه كانت قاسية ما دفعه بعد مغادرة السجن الى البحث عن مسدس للقيام بعمل ينتقم فيه للظلم اللاحق به».

وجاء في وقائع القرار الظني ان المتهم سنو «حضر صباح يوم الاثنين في 23 ديسمبر (كانون الاول) الماضي الى قصر العدل في بيروت ودخل بمسدسه وصعد الى الطبقة الثانية حيث قاعات المحاكم وراح يسأل بعض المحامين عن قضاة يتولون النظر في الملفات الجزائية، لكنه وجد قاعات المحاكم التي يجلس فيها هؤلاء القضاة خالية. عندها دخل الى قاعة محكمة الامور المستعجلة وجلس على المقعد الامامي يراقب القاضي فادي النشار وسير المحاكمات. وبعد ثلاثة ارباع الساعة وحين انتهت المحاكمات نهض المتهم عن مقعده وتوجه الى قوس المحكمة عبر فتحة الى اليسار وبسرعة اصبح خلف ظهر القاضي النشار حيث طوّق عنقه بيده اليسرى ووضع فوهة المسدس في عنقه من الجهة اليمنى قائلاً له: انت قاض.. قف سأقتلك. ففوجئ القاضي بهذا الموقف، وبحركة لاشعورية عاد بكرسيه الى الوراء قليلاً ودفع بالمعتدي عنه وهم بالوقوف، الا ان المتهم سنو عاجله بطلق ناري اخترق الرئة اليمنى من الوراء وخرجت الرصاصة من تحت الثدي الايمن. وتابع المتهم اطلاق النار باتجاه كاتب المحكمة والمباشر اللذين كانا قد اختبآ عند سماعهما صوت الطلقة الاولى، الا ان المسدس(تعطل) فلقمه سنو من جديد وعاد ليطلق النار لكنه لم يصب احداً. ثم خرج مسرعاً من الباب الرئيسي للمحكمة، بعدما رمى بمسدسه بالقرب منه كما خلع سترته. ولدى محاولته الخروج من الطبقة الثانية تاه. ولدى تلمسه مخرجاً من قصر العدل دخل احدى قاعات المحاكم ظناً منه انها تؤدي الى خارج القصر، لكن بعض رجال الامن، وهم من مرافقي بعض القضاة، كانوا يطاردونه وادركوه في تلك القاعة. وقد جرى استجوابه من قبل القوى الامنية فاعترف بجريمته.