وزير الخارجية المصري يدعو الفلسطينيين إلى فترة هدوء ويستبعد تقسيم السودان

TT

دعا مساء اول من امس وزير الخارجية المصري أحمد ماهر إلى فترة هدوء تشهدها الأراضي الفلسطينية حتى يتم على ضوئها اختبار مدى مصداقية المجتمع الدولي والطرف الآخر «اسرائيل» في وضع أسس التسوية السلمية واتاحة الفرصة لها طالما أنها محل اتفاق. وأشار ماهر إلى أن مصر تعمل مع الفلسطينيين من أجل التوصل الى هذه الفترة من الهدوء لوقف نزيف الدم الفلسطيني، ووقف سياسات الهدم والاغتيال والاعتقال التي تمارسها الحكومة الاسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني.

وقال ماهر خلال محاضرة ألقاها في الجمعية المصرية للقانون الدولي: «ان زيادة المقاومة الفلسطينية قد تنقلب الى العكس، وتتناقص معها المنفعة الحدية والجدوى منها، كما أن فترات كفاح الشعوب وكل حركات التحرر الوطني عرفت تنويعاً لأساليب النضال، فتارة تأخذ بالمقاومة المسلحة وأخرى بالتفاوض والحل السلمي، وثالثة بالمزج بينهما» وحذر من أن «استهداف المدنيين الاسرائيليين يستخدم ضد الفلسطينيين وقضيتهم العادلة».

وحمل ماهر على حكومة اسرائيل وقال: «انها جاءت وفقاً لاستراتيجية لم تحقق بموجبها لا أمناً ولا سلاماً لشعبها».

وانتقد ماهر الموقف الرسمي الأميركي تجاه تلك السياسات الاسرائيلية وقال انه لايرقى الى حجم ما تقوم به من ممارسات وعدوان وتابع : «انهم (الأميركيون) قد يضطرون الى نقد هذه السياسات، ولكنه نقد خفيف، لا يتواءم مع حجم ممارساتها».

وعن السودان قال: «ان وحدته تعرضت للمخاطر بسبب سوء سياسات». داعياً الى حتمية أن يتعامل أبناء السودان كلهم على قدم المساواة في المواطنة والثروة والبترول ويتعين أن يتمتع جميع أبناء شعبه بهذه الثروة وأن تعم الجميع شمالاً وجنوباً.

ولفت في هذا السياق الى أن هناك مناطق بالسودان تتسم بالفقر الشديد ونقص في كل شيء، وشدد على أن الحفاظ على وحدة السودان لا بد أن يتحقق من خلال المساواة الكاملة بين كل السودانيين في الحقوق والواجبات والثروة.

واستبعد ماهر فكرة تقسيم السودان التي قال أنها لا تلقى قبولاً حتى بين دول الجوار له ووصفها بأنها فكرة خاطئة كما أنها لن تقتصر على الجنوب والشمال وحدهما لكنها ستمتد الى مناطق أخرى حتى في الشمال ذاته كما تؤثر على الاستقرار بالمنطقة كلها. وشدد على أن السودان كي يقيم كياناً قوياً في اطار وحدته لا بد أن يحسن السودانيون التعامل فيما بينهم. وحول العراق حذر ماهر مجدداً من أن أي حرب ضد العراق من شأنها أن تؤدي الى سقوط الكثير من الضحايا من الجانبين، كما أنها سوف تمس مستقبل هذه المنطقة والسلام والاستقرار في ظل ما تعانيه حالياً بسبب ما يحدث في الأراضي الفلسطينية، وكذا موجة العداء والكراهية المتنامية ضد العرب والمسلمين، وبالتالي فإن أي عمل عسكري سوف يزيد مشاعر الاحباط ويولد العنف والتوتر وهذا لن يحل أي مشكلة».