كوريا الشمالية ترفض لغة «الفرصة الأخيرة» وتعتبر أي قرار بعزلها إعلان حرب ضدها

TT

سيول ـ لندن ـ وكالات الانباء: ردت كوريا الشمالية على قرار مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية المجتمع في فيينا اول من امس والقاضي بمنحها «فرصة اخيرة» للتعاون بتشديد عزمها على المواجهة. واعتبرت الاجراءات المتوقع تبنيها من مجلس الامن لعزلها بمثابة «اعلان حرب» عليها، مشيرة ان «العقوبات تعني الحرب والحرب لا تعرف رحمة».

وقالت الوكالة الرسمية للبلاد، ان استراتيجية العقوبات التي تبنتها الولايات المتحدة ضدنا، هي «اعلان حرب»، داعية في الوقت نفسه الى استئناف الحوار. وذكرت «ان الولايات المتحدة تريد خنق النظام الذي تتهمة بالانتشار النووي والصاروخي».

وقالت «الاحرى بالولايات المتحدة ان تختار الحوار مع جمهورية كوريا الديمقراطية والشعبية وليس الحرب وان تعي بوضوح ان عليها دفع الثمن الغالي لمثل هذه الاعمال المجنونة».

ومن جهتها، اصرت امس الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للامم المتحدة على لسان مديرها محمد البرادعي بانه امام كوريا الشمالية «اسابيع فقط» للسماح بعودة المفتشين اللذين طردا في الاسبوع الماضي.

وصرح البرادعي لشبكة «سي.ان.ان» الاميركية «اوضحنا لها بانها ليست دعوة مفتوحة، وما هي الا اسابيع فقط»، مضيفا «اذا لم يلتزموا يتعين علينا ان نلجأ الى مجلس الامن التابع للامم المتحدة ومجلس الامن سيتولى المسألة». وأردف البرادعي قائلا «نحن نتحدث عن اسابيع، لانني من المفترض ان اعد تقريرا للدول الاعضاء في اسرع وقت. وأنا افسر اسرع وقت بأنه اسابيع على اكثر تقدير».

وذكر البرادعي انه يعتقد ان حصول بيونغ يانغ بالفعل على بلوتونيوم منذ ازالتها الاختام التي كانت تضعها الامم المتحدة وتعطيلها كاميرات المراقبة في مفاعل يونغبيون النووي مسألة «غير قابلة للتصديق»، الا انه قال انه بالرغم من ذلك فان الالتزام واجب. وقال «نحن نعلم ان بعض هذه المنشآت من الممكن ان تنتج البلوتونيوم، الذي من الممكن استخدامه في الاسلحة النووية وبالتالي فلابد من السيطرة على هذه المشكلة بشكل عاجل قبل تدهور الوضع». وأشار الى ان مفتشي الوكالة الدولية اللذين طردتهما كوريا الشمالة في اواخر ديسمبر (كانون الاول) الماضي قدما للوكالة صورة واضحة للغاية عن الوضع السائد في البلاد. ومضى يقول «تحدثنا اليهما ولدينا صورة جيدة للغاية عما كان يحدث في ذلك الوقت عندما رحلا».

وكرر البرادعي مطالبه لكوريا الشمالية بالتصرف بما يتوافق مع القواعد الدولية في برامجها النووية، مشيرا الى «ان الرسالة التي بعثت لهم امس واضحة للغاية والالتزام وليس التحدي هو الطريق للمضي قدما».

ومن جهة اخرى، ذكرت الوكالة ان اكثر من مائة الف شخص تظاهروا امس في بيونغ يانغ تأييدا لدعم وتعزيز القوات المسلحة الكورية الشمالية الذي اعلن الاسبوع الماضي ردا على الضغوط الاميركية.

ومن جانبها، اشادت كوريا الجنوبية بالقرار الذي اعتمدته وكالة الطاقة اول من امس والذي يطالب بيونغ يانغ باحترام تعهداتها وعدم انتاج السلاح النووي ملقيا اليها في الوقت نفسه طوق نجاة. وقال مسؤول في الخارجية ان «حكومة كوريا الجنوبية تأمل في ان لا تفوت كوريا الشمالية الفرصة الثمينة لحل المشكلة النووية بطريقة دبلوماسية وسلمية».

وتبحث هذه المشكلة لليوم الثاني على التوالي من قبل مسؤولين اميركيين وكوريين جنوبيين ويابانيين مجتمعين في واشنطن حيث عرض الوفد الكوري الجنوبي خطة تسوية تتيح للجميع حفظ ماء الوجه.

ورفض مسؤولون اميركيون التعليق علنا على هذه الخطة الا ان مسؤولا كبيرا اشار الى ان «عناصر الخطة الكورية الجنوبية لا تشكل مشكلة كبيرة». الا ان الرئيس جورج بوش كرر امس وجود هامش للمناورة في التعامل مع هذه المسألة، مؤكدا عدم وجود اي نية لدى بلاده لاجتياح كوريا الشمالية مبديا استعداده لاستئناف الحوار.

وقال بوش في تصريحات صحافية في ختام اجتماع عقدته حكومته في البيت الابيض «سبق ان قلت في كوريا الجنوبية اننا لا ننوي اجتياح كوريا الشمالية»، مضيفا «ننتظر منها ان تحترم واجباتها واتفاقها معنا، بان لا تطور اسلحة نووية».

ومن جانبها، دعت اليابان امس كوريا الشمالية الى اخذ مطالب الوكالة الدولية للطاقة الذرية على محمل الجد. واكد وزير الخارجية اليابانية انه يتعين على بيونغ يانغ «ان توقف فورا كل الاجراءات التي اتخذتها لاعادة اطلاق برامجها النووية».

واضاف ان اليابان تسعى الى الحصول على دعم الصين وروسيا في الوقت الذي يستعد فيه رئيس الوزراء الياباني جونيشيرو كوازومي للتوجه الى موسكو حيث سيلتقي الرئيس فلاديمير بوتين.

واخيرا ينتظر وصول مبعوث خاص للامين العام للامم المتحدة كوفي انان الى كوريا الشمالية هذا الاسبوع لمناقشة المشكلة النووية ومسائل انسانية مع قادة بيونغ يانغ.