اشتباك القوات الفرنسية في ساحل العاج مع المعارضين لنظام أبيدجان يخلف 30 قتيلا

TT

قتلت القوات الفرنسية في ساحل العاج اول من امس 30 مقاتلا من بين القوات المعارضة للرئيس لوران غباغبو، وسقط تسعة جرحى بين جنودها. وفور الاعلان عن عدد القتلى، الذي يعد جسيما في نزاع يكاد يتحول الى حرب اهلية شاملة في ساحل العاج، هدد فصيل المقاتلين الرئيسي من الانسحاب من محادثات السلام المقررة في باريس منتصف الشهر الحالي. وجرت المواجهات الدامية في مدينة دويكوي (غرب البلاد) المعروفة بانتاجها للكاكاو، الذي تعد ساحل العاج المنتج الاول له في العالم. ويشكل الوجود العسكري في ساحل العاج، ولو جاء بترحيب حكومة البلاد، تحديا لاستقلالية المصير التي تسعى الى تحقيقها الدول الافريقية، اذ يعد اشتباك الجيش الفرنسي الاكبر من نوعه في القارة بعد حرب التشاد قبل عشرين عاما. وحصلت فرنسا، في حملتها ضد «المتمردين» في ساحل العاج، على الضوء الاخضر من اعضاء مجلس الامن بما فيهم الولايات المتحدة لدعم سلطة لوران غباغبو، بعدد من الجنود هو في تزايد مستمر اذ تضاعف 4 مرات خلال فترة لم تتجاوز 4 اشهر من 650 جنديا الى 2500 جندي. ولم تستبعد المصادر العسكرية الفرنسية بقاء الجيش الفرنسي في الدولة الواقعة غرب افريقيا لسنوات تأتي.

وهكذا اعلنت الحركة والحكومة مطلع الاسبوع الماضي لدى زيارة وزير الخارجية الفرنسي دومنيك دي فلبان للعاصمة ابيدجان انهما سيحضران محادثات سلام جديدة تتوسط فيها فرنسا في 15 يناير (كانون الثاني) لانهاء الصراع المستمر منذ اربعة اشهر. ووقعت الحركة الوطنية وقفا لاطلاق النار مع الحكومة في 17 اكتوبر (تشرين الاول). وتسبب الصراع الدائر في ساحل العاج والناجم عن انقلاب فاشل وقع في 19 سبتمبر (ايلول) في تقسيم البلاد التي يقطنها 16 مليونا على اساس عرقي ودمر الصراع سمعة البلاد كواحة للاستقرار في منطقة مضطربة.

وقال الفصيل الذي شارك في اشتباكات اول من امس انه غير ملتزم باتفاق وقف اطلاق النار وانه شن هجوما على القوات الفرنسية ردا على ما قامت به القوات الحكومية.

وخففت وزيرة الدفاع الفرنسية ميشيل اليو ماري من شأن الاشتباكات حين سألها راديو «ار.تي.ال» الفرنسي عما اذا كانت تهدد محادثات باريس، اذ ردت بالنفي قائلة «لا، انها عملية قام بها 40 مسلحا فتحوا النار على القوات الفرنسية، ويبدو ان العملية نفذها اناس خارجون عن اي سيطرة».

وكررت موقف حكومتها القائل بان فرنسا سترد على اي طرف يهاجم قواتها وستتخذ اجراء ضد الجانب الذي ينتهك وقف اطلاق النار.

والموقعان اللذان شن عليهما الهجوم هما على التوالي: المحور الشمالي في اتجاه مان عاصمة الغرب الكبير من قبل نحو اربعين رجلا، وكذلك المحور الشمالي الشرقي في بلودي من قبل نحو ثلاثين رجلا. وجرت اشتباكات عديدة في نهاية ديسمبر (كانون الاول) الماضي بين الجنود الفرنسيين المنتشرين في دويكوي والمتمردين من حركة ساحل العاج الشعبية للغرب الكبير، التي ظهرت في نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي في غرب البلاد.

وفتح الجنود الفرنسيون النار يومي 21 و29 ديسمبر الماضي على عناصر من الحركة. وتفتح السيطرة على دويكوي (200 كيلومتر غرب ياموسوكرو)، وهي مفترق طرق استراتيجي للمتمردين، الطريق الى دوالا (غرب)، وهي عاصمة «حلقة الكاكاو» التي يعد ساحل العاج اول منتج عالمي لها وكذلك الى ميناء سان بادرو الذي يمر عبره حوالي نصف كاكاو ساحل العاج.