قالت مصادر اوروبية امس ببروكسل ان هناك مشاورات مكثفة تجري حاليا بين الولايات المتحدة والدول الاعضاء في منظمة الامن والتعاون في اوروبا، بغرض التوصل الى صيغة مناسبة لعودة اللجنة الاوروبية التابعة للمنظمة للعمل مرة اخرى في الشيشان.
واضافت نفس المصادر ان التطورات الاخيرة التي شهدتها الشيشان هي التي استدعت تكثيف تلك المشاورات، وذلك في اعقاب رفض روسيا تمديد عمل اللجنة، الذي انتهى في 31 ديسمبر (كانون الاول) الماضي. وكانت اللجنة مكلفة بمراقبة الوضع في الشيشان اعقاب الاتهامات التي وجهتها المنظمات التي تدافع عن حقوق الانسان للممارسات التي تقوم بها القوات الروسية من عمليات اعتقال تعسفية، وذلك في اعقاب دخول الجيش الروسي المنطقة في اكتوبر (تشرين الاول) عام 1999.
وتضاربت الانباء حول ردود الفعل الروسية ازاء الضغوط الدولية لاقناع روسيا بالسماح لاعضاء اللجنة الاوروبية للعودة من جديد لممارسة عملها، ففي الوقت التي افادت فيه تقارير صحافية ان الا بامفيلوفا مفوضة حقوق الانسان في مكتب الرئاسة الروسية قد دعت من موسكو اعضاء اللجنة الاوروبية الى استئناف عملها، الا انها اضافت في تصريحات لاذاعة موسكو اخيراً: «ان اللجنة يجب ان تركز عملها على الجانب الانساني وتوفير المزيد من الامكانات لمساعدة اللاجئين الشيشان».
اما اصلان اصلاخانوف، النائب في مجلس الدوما الروسي فقد وصف في تصريح اخر للاذاعة بان اغلاق مكتب بعثة المنظمة الاوروبية في الشيشان عمل «خطأ». وحذر اصلاخانوف من ان اعداء التغييرات الدستورية في الشيشان سوف يستخدمون الخطوة لتوجيه اتهام لروسيا بالتضيق على المنظمات الدولية».
وقد توقعت مصادر اوروبية امس بان تنجح المشاورات الحالية في ايجاد حل للازمة الحالية وهذا ما اكده المتحدث باسم الخارجية الاميركية عندما اعرب عن ان واشنطن تأمل في متابعة اللجنة لعملها، الذي وصفه بانه «تعاون بناء وجهود انسانية فعالة». جاء ذلك في الوقت الذي يعلن فيه وزير الدفاع الروسي بان جيش بلاده سوف يلجأ الى «الطريقة الاسرائيلية» في تصفية ما وصفهم بالارهابيين الشيشان.