الحملة الأميركية في العالم الإسلامي لم تنجح في تحقيق أهدافها

TT

يرتدي عدد من طلاب جامعة اندونيسيا الوطنية بنطلونات الجينز من ماركة «ليفيز» الاميركية المعروفة، فضلا عن ان غالبيتهم ترى ان المجتمع الاميركي مجتمع متسامح يمارس فيه المسلمون شعائرهم الدينية بحرية. اذ يخلص ذلك في مجمله الهدف الرئيسي لحملة علاقات عامة كلفت واشنطن 600 مليون دولار من اجل تحسين صورة الولايات المتحدة في نظر المسلمين منذ 11سبتمبر (ايلول) عام 2001. بيد ان الجانب الايجابي ينتهي الى هذا الحد فقط. فالطالب احمد عمران، الذي يرتدي فانلة (تي شيرت) «بلانيت هوليوود» يعتقد ان رسالة الولايات المتحدة في هذا الجانب بدأت تصل بوضوح وبصوت عال، لكنها في نظره رسالة خاطئة. يقول عمران موضحا: «ندرك ان هناك حرية دينية في الولايات المتحدة ونقدر ذلك، ولكن ما يثير استيانا هو سلوك الولايات المتحدة المتغطرس في بقية العالم».

هذه ايضا وجهة نظر الشارع الاندونيسي بصورة عامة ابتداء من الباعة الجوالين حتى الاكاديميين الذين تلقوا تعليما في الولايات المتحدة، اذ يعتقد كل هؤلاء ان الحملة الاعلامية الاميركية لا تتناسب مع اهتمامات ومخاوف المسلمين، ذلك ان ما يؤثر بالفعل في تكوين انطباعاتهم ازاء الولايات المتحدة لا يتركز حول كيفية معاملة المسلمين داخلها، وانما علاقاتها الدولية خصوصا تجاه اسرائيل والعراق. علاوة على ذلك، يقول المحللون ان الولايات المتحدة اذا مضت قدما في خططها لغزو العراق، فإن ذلك يعني ازدياد المشاعر المعادية لأميركا وسط المسلمين، اذ يعتقد آزيوماردي آزرا ان تزايد هذا النوع من المشاعر تجاه الولايات المتحدة سيزداد بالتأكيد اذا غزت العراق. ومعروف ان الولايات المتحدة تتمتع بسمعة ايجابية في اندونيسيا مقارنة بأي دولة اخرى في العالم الاسلامي، ولكن حملة العلاقات العامة الاميركية لم تحقق نجاحا فيها، فقد تراجعت نسبة التأييد من 75في المائة عام 1995الى 61 في المائة العام الماضي. وتمثل مصر في هذا السياق نموذجا بارزا لصعوبة كسب حرب الرأي العام، فعلى الرغم من ان القاهرة تحتل المركز الثاني من ناحية حجم المساعدات الاميركية، فان نتائج الاستطلاع المذكور اشارت الى ان نسبة 6 في المائة فقط من المصريين عبروا عن وجهة نظر مؤيدة لواشنطن.

*خدمة «كريستيان ساينس مونيتور» خاص بـ«الشرق الأوسط»