بلير: العالم ستسوده الفوضى إذا نجح إرهابيون في تدبير أحداث تؤلب الأمم ضد بعضها

قال إن عملية السلام في الشرق الأوسط مهمة مثل قضية أسلحة الدمار الشامل

TT

في بادرة غير مسبوقة، دعا رئيس الوزراء البريطاني توني بلير الولايات المتحدة إلى الاصغاء الى المجموعة الدولية وفيما انتقد موجة العداء لواشنطن معتبرا اياها مصدرا لفوضى قد تلحق الاذى بالعالم، نفى الزعيم البريطاني ان تكون بلاده تابعة ومطيعة لاميركا، وحذر من ان المتشددين الذي يتبنون نسخة مشوهة للاسلام يمثلون خطرا على العالم لا سيما ان احتمال تعاونهم مع دول قمعية تملك اسلحة الدمار الشامل، قائم، واعتبر ان من الضرروي تعزيز التواصل البريطاني مع العالم العربي والاسلامي ومتابعة الترويج للديمقراطية، مبينا ان العرب والمسلمين قد ضاقوا بما يعتبرونه «معايير مزدوجة» لجهة التعاطي مع العراق واسرائيل.

وقال بلير، الذي كان يلقي مساء امس في لندن كلمة اختتام «مؤتمر القيادة» الذي حضره 200 من رؤساء البعثات الدبلوماسية البريطانية في العالم، ان الاخرين «يواجهون مشكلة مع الولايات المتحدة».

واضاف ان هذه المشكلة تتمثل في ان الناس يسمعون الولايات المتحدة (وهي تتحدث) عن هذه القضايا (اسلحة الدمار الشامل والارهاب) وربما يوافقون معها، بيد انهم يريدون الولايات المتحدة ان تصغي اليهم ايضا. وزاد «بالنسبة للمجموعة الدولية فان عملية السلام في الشرق الاوسط مهمة ايضا، والفقر العالمي مهم، وظاهرة الدفء العالمي مهمة، والامم المتحدة مهمة والاهمية ليست حكرا على الارهاب واسلحة الدمار الشامل وحدهما».

وشدد الزعيم البريطاني على ان بلاده «يجب ان تبقى الحليف الاقرب للولايات المتحدة» معتبرا ان هذه العلاقة المميزة تخدم «مصلحتنا بصورة هائلة» وان دولا كثيرة في العالم تتمنى ان تكون صلاتها باميركا على هذه الدرجة من المتانة. الا ان بلير رأى ان علاقات بريطانية الفريدة مع اميركا سمحت وتسمح لها بالتأثير على اجندة البيت الابيض السياسية، وقال: «لا بد من بقاء لندن قريبة من واشنطن وكحليفة تؤثر فيها وتواصل توسيع اجندتها» لتشمل قضايا او نقاطا غابت عن نظر الادارة الاميركية.

واكد بلير ان «ثمن التأثير البريطاني ليس، كما يظن البعض، ان علينا ان نقبل بطواعية ما تطلبه الولايات المتحدة» ورد موافقة واشنطن الى التعاطي مع الازمة العراقية عبر الامم المتحدة علامة من علائم قيامها بتوسيع اجندتها. واعتبر ان «خيار الولايات المتحدة للذهاب الى الامم المتحدة بخصوص العراق كان خطوة حاسمة، في حد ذاته وكرمز لرغبتها للعمل مع الاخرين».

واعرب بلير عن قناعته بان «التشدد الديني من خلال تفسير الاسلام تفسيرا خاطئا، هو خطر في العالم كله، ليس لانه يحظى بدعم أعداد كبيرة من الناس العاديين بل أيضا لأنه يمكن لقلة من المتطرفين أن تتلاعب به وتستخدمه لتشويه حياة أشخاص عاديين». وحذر رئيس الوزراء البريطاني من أن الفوضى قد تعم العالم إذا نجح إرهابيون في تدبير أحداث تؤلب الأمم ضد بعضها البعض. وأضاف إن هذا الدمار قد يصدر عن «أنظمة غير مسؤولة ودول قمعية إذا حصلت على أسلحة الدمار الشامل» أو يمكن أن يأتي إذا انقسم العالم وكانت «الولايات المتحدة في زاوية، والقوى المعادية للولايات المتحدة في الزاوية الأخرى».

وحث الزعيم البريطاني سفراء بلاده على مزيد من التواصل مع العالم الإسلامي. وقال «إن سبب وجود معارضة لموقفنا إزاء العراق لا يعود إلى حب العرب والمسلمين للرئيس صدام حسين بل إلى الإحساس بوجود معايير مزدوجة».

وشدد على أن «عملية السلام في الشرق الأوسط تبقى أساسية (لتحقيق) أي فهم (متبادل) مع العالم الإسلامي والغربي».

وانتقد «الإرهاب» الذي يؤدي إلى سقوط ضحايا مدنيين إسرائيليين أبرياء لا سيما أنه سيؤدي حتما إلى رد فعل قوي من جانب الحكومة الإسرائيلية.

وقال بلير إن التواصل مع العالم الإسلامي «يعني أيضا التعاطي مع كيفية تحرك هذه الدول نحو استقرار ديمقراطي أكبر واحترام حرية وحقوق الإنسان. واعتبر أن بلاده قادرة بفضل علاقتها التاريخية بالعالم العربي، على لعب دور الجسر بين المنطقة والغرب، وفهم آمال وآلام العرب بصورة جيدة.