أحد المتهمين البريطانيين في تفجيرات السعودية يوجه التماسا للملك فهد للعفو عنه

TT

أصبح البريطاني وليم باترك لي المتهم مع آخرين في قضايا التفجيرات والمتاجرة بالخمور في الرياض والخبر شاهدا على زملائه البريطانيين واثنين آخرين بعد أن قدم التماسا إلى خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز يطلب فيه العفو عنه بعد أن اعترف بجريمته وصدق اعترافه من القضاء السعودي.

وأكد لـ«الشرق الأوسط» مصدر مطلع على تفاصيل هذه القضية والتحقيقات التي صاحبتها أن وليم لي سلم السفير البريطاني في الرياض قبل عشرة أيام رسالة إلى الملك فهد وقام السفير بدوره بإيصالها لوزارة الخارجية السعودية تمهيدا لتسليمها إلى خادم الحرمين الشريفين.

وحسب المصدر فقد تضمنت هذه الرسالة اعترافا بكل ما نسب إليه، مؤملا أن يساعد موقفه الجديد في منحه عفوا استثنائيا.

وكان البريطانيون الخمسة بالإضافة إلى شخص سادس كندي وآخر سابع من الجنسية البلجيكية، قد اعترفوا للمحققين بحضور موكليهم وهم من المحامين السعوديين، إلا أنهم بعد أن انفردوا بموكليهم تراجعوا عن اعترافاتهم، لكن وليم لي لوحده عاد واعترف بحضور المحققين ثم عاد وأنكر فقدم الدفاع مذكرته في 24 يوليو (تموز) 2002 على أساس إنكاره.

وعلمت «الشرق الأوسط» أن فريق الدفاع عن المتهمين البريطانيين قابل وليم باترك لي قبل يومين بعد اعترافه الأخير في خطابه الموجه للملك فهد ثم قابله مرة ثانية أمس وتأكد فريق الدفاع من مضمون خطابه الذي يعلق عليه أملا كبيرا في أن يساهم في منحه عفوا استثنائيا من أعلى سلطة في السعودية.

وكان القضاء السعودي قد أصدر أحكاما نهائية على المتهمين السبعة وصدقت هذه الأحكام من مجلس القضاء الأعلى إلا أنها لم تنفذ بعد أن أجاز ولي الأمر، استثنائيا، لمجلس القضاء الأعلى إعادة النظر في مذكرة الدفاع المقدمة في شهر يوليو والمبنية على إنكار المتهمين لاعترافاتهم وإصرارهم على ادعائهم بأن هذه الاعترافات أخذت منهم قسرا ثم صدر تأكيد رسمي بأن الأحكام الشرعية التي صدرت بحق المتهمين ستطبق عليهم.

وعاد المصدر الموثوق الذي تحدث لـ«الشرق الأوسط» ليؤكد أن اعتراف لي في خطابه لخادم الحرمين الشريفين هو بمثابة تطور مهم في القضية لأن وليم لي سيكون شاهدا على زملائه الآخرين في حال استمرارهم على إنكار اعترافاتهم السابقة.

وتابع المصدر بقوله: هناك ثلاثة أمور يعتمد عليها في مثل هذه القضايا الأمنية وهي: الاعتراف والشهادة والأدلة والقرائن الأخرى، وفي حال وليم لي فإن اعترافه الأخير يدينه شخصيا ويمكن أن يستخدم أيضا شاهدا على الآخرين.

وقال المصدر إن مثل هذه التطورات تؤدي إلى التريث في تنفيذ الأحكام النهائية لإجراء المزيد من الاستقصاء والتثبت. وفي ما يتعلق باعتراف وليم باترك وأمله في أن يساعد اعترافه في أن يشمله عفو استثنائي ذكر المصدر أن ما يأمله المتهم أصبح متروكا لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز الذي له بحكم أنه ولي للأمر، أن يقرر ما يراه مناسبا نحو هذه القضية.