الكويت تعيد إلى العراق 4 بحارة دخلوا مياهها الإقليمية

TT

سلمت الكويت الى العراق امس اربعة من بحارته اعتقلتهم البحرية الكويتية في الخامس من الشهر الماضي اثناء دخول سفينة الى المياه الاقليمية الكويتية. وكانت السلطات العراقية قد رفضت الشهر الماضي استعادتهم بدعوى ان هؤلاء اعتقلوا في المياه الدولية ومن منصة ثابتة كانوا يعملون عليها.

وطلبت الحكومة الكويتية من اللجنة الدولية للصليب الاحمر التي اشرفت على تسليم المعتقلين، بصفتها وسيطا محايدا، تسهيل اعادة البحارة العراقيين الى بلدهم. وكان مندوبو اللجنة لدى البعثة الاقليمية لشبه الجزيرة العربية زاروا العراقيين والتقوا بكل منهم على انفراد، وفقا للاجراءات المتبعة للتأكد من انهم يودون العودة الى وطنهم بملء ارادتهم.

وقال وكيل وزارة الخارجية الكويتية خالد سليمان الجار الله لـ«الشرق الأوسط» ان بلاده تعاملت مع العراقيين الاربعة وفق مقتضيات حقوق الانسان، مشيرا الى ان «الاجهزة الامنية حققت معهم لفترة الى ان ثبت دخولهم الى المياه الاقليمية عن طريق الخطأ». واضاف ان الكويت لا تفضل احتجاز ابرياء ايا كانت جنسيتهم «فنحن نضع في نصب اعيننا احترام آدمية الانسان، ولا يمكن ان نقبل ان تكون سجوننا بيوتا للابرياء، وسجلنا في حقوق الانسان في هذا الجانب يؤكد تعاملنا الحضاري مع المساجين».

وعن وجود محتجزين عراقيين آخرين اوضح الجار الله ان «جميع المقيمين العراقيين، وهم بعشرات الالآف، يحملون اقامات صالحة ويتمتعون بجميع الحقوق، باستثناء عدد بسيط منهم ارتكب جرائم جنائية احيلوا على اثرها الى القضاء الذي منحهم حق التقاضي وتوكيل محامين للترافع عنهم في محاكمات علنية، وبعد استنفاذ جميع الاجراءات القضائية صدرت بحقهم احكام، كأي شخص ارتكب جرما يقضي عقوبته». وقال ان «الكويت لا يمكن ان تسجن اشخاصا سواء عراقيين او غيرهم من دون تقديمهم، الى محاكمة». واوضح «ان جميع القضايا بما فيها ذات البعد السياسي تحال على المحاكم التابعة للقضاء الكويتي المستقل خصوصا اننا الغينا منذ سنوات طويلة محكمة امن الدولة تعزيزا للعدالة وتحقيقا لمباديء حقوق الانسان». استخف الجار الله بالادعاءات العراقية التي تطالب بالبحث عن المفقودين العراقيين، وقال «يبدو ان العراق اكتشف فجأة وبعد تسع سنوات ان لديه مفقودين في الكويت».

وتساءل الجار الله «اين المطالبة العراقية خلال تلك السنوات؟ الا يفترض ان يكون الانسان العراقي مقدراً لدى نظامه؟ ام انها محاولة لخلط الاوراق حول قضية اسرانا الذين طالبنا بهم منذ اللحظة الاولى لتحرير الكويت». واضاف ان الكويت فتحت مواقعها للصليب الاحمر وللجان حقوق الانسان للبحث عن اي عراقي «ونحن مستعدون للتعاون مع اي جهاز يراه النظام العراقي للتأكد من المفقودين العراقيين».