سفير فلسطين في الرياض: عرفات يعرف نتائج طلبه الذهاب للحج ومصر والأردن يتوسطان لدى إسرائيل لعبور 11 ألف حاج

TT

أعلن السفير الفلسطيني في الرياض هاشم الشيخ ديب عن طلب بلاده للتدخل المصري ـ الاردني، الى جانب المنظمات الدولية، لدى السلطات الاسرائيلية من اجل فتح المعابر امام اكثر من 11 ألف حاج فلسطيني ينوون اداء فريضة الحج لهذا الموسم، وإنهاء اجراءات جوازات سفرهم ليتسنى نقلهم جوا وبرا. واعتبر ديب ان لدى الفلسطينيين خيار اللجوء الى الدول الكبرى في العالم لتمارس ضغوطا على الاسرائيليين لذات الغرض في حال تعثر الجهود المصرية ـ الاردنية.

وكشف في حديث لـ«الشرق الأوسط» ان الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات لم يقرر اداء فريضة الحج لهذا العام خشية ان تنتهزها حكومة ارييل شارون بالتعاون مع الاحزاب الاسرائيلية اليمينية المتطرفة لإبعاد ياسر عرفات عن الاراضي الفلسطينية. وكان ذلك اجابة عن سؤال حول اذا ما فكر في استعمال حقه الديني لكسر طوق الحصار المفروض عليه منذ اشهر.

وقال السفير «حقيقة ان السيد الرئيس لديه دراية كافية بالعقلية الاسرائيلية الانتهازية لمثل هذه المواقف. وأبو عمار يعلم انه لو تقدم بطلب الحج ومنح كل الضمانات فان اليهود ومن ورائهم اميركا لن ترى بأسا في نقض التزامهم للرئيس او غيره من الدول، ولذا فان ابو عمار اذكى من ان يتورط».

وأكد ان عرفات سيتوجه للمملكة العربية السعودية لحظة تأكده من ان الامور والمعطيات الدولية كلها مربوطة باتفاقات ملزمة تتيح له فرصة التنقل دوليا كما كان عليه الوضع منذ اتفاقية اوسلو. وقلل من قيمة الضمانات الاميركية في مثل هذه الحالة «لأن الولايات المتحدة شاهد رئيسي وضامن على اتفاقية أوسلو والتي جرى التوقيع عليها في حديقة البيت الابيض أمام العالم كله». وتابع ديب «ان ابو عمار منح 200 شخص من ابناء شعبنا مكرمة الحج لهذا العام من ماله الخاص. وهي عادته السنوية، حيث يتقدم جميع المعسرين الى لجنة خاصة متقدمين بأوراق تثبت عجزهم عن اداء الفريضة ومن ثم يجمع العدد ليدخل في قرعة يختار منها العدد الممنوح».

واشار الى ان وسيلة «القرعة» يجري الاعتماد عليها في اختيار عدد الحجاج ككل، حيث شهدت مراكز تقديم طلبات حج الفلسطينيين اكثر من 35 الف طلب «وقعت القرعة على 11500 شخص من بينهم ليتوجهوا الى الاراضي المقدسة هذا العام».

وحول حجاج «عرب 48» والاجراءات التي تمت تجاه وصولهم الى الاراضي المقدسة، قال السفير الفلسطيني ان عددهم وصل الى 4500 حاج، واوضح بالقول «سينضم حجاج فلسطينيي الداخل الى بعثة الحج الاردنية، بهدف استخراج جوازات سفر اردنية ليتمكنوا بها من دخول الاراضي السعودية، لأن السلطات الاسرائيلية ترفض منحهم جوازات سفر فلسطينية بحجة انهم مواطنون اسرائيليون، يجري في هذه الحالة تخييرهم بين الاستغناء عن جواز السفر الاسرائيلي مقابل الجواز الفلسطيني نهائيا»، وكان من ضمن بنود اتفاقية أوسلو حصول الفلسطينيين للمرة الاولى في تاريخهم على جوازات سفر خاصة بهويتهم الوطنية.

ووصف الاوضاع التي تحيط بالفلسطينيين وكبار مسؤوليهم بالقول «انهم يعيشون داخل حصار واجراءات قسرية تمنعهم من التحرك من منطقة الى اخرى داخل حدود السلطة الفلسطينية».