بليكس يؤكد كشف مفتشيه عمليات لتهريب أسلحة انتهاكا لقرارات مجلس الأمن

قال إن 60 خبيرا جديدا معظمهم عرب وأميركيون سيباشرون العمل قريبا في العراق

TT

قال هانز بليكس كبير مفتشي الاسلحة التابعين للأمم المتحدة ان فرق التفتيش في العراق عثرت على مواد مهربة ذات صلة بأسلحة، إلا انه لم يتضح ما اذا كانت هذه المواد مرتبطة بأسلحة الدمار الشامل. من ناحية ثانية، كشف الدبلوماسي السويدي الذي يرأس لجنة الرصد والتحقق من اسلحة الدمار الشامل العراقية (انموفيك) عن ان 60 مفتشا، معظمهم عرب واميركيون، يستعدون للتوجه الى بغداد قريبا، مشيرا الى ان عمليات التفتيش توسعت. ومضى بليكس يقول لهيئة الاذاعة البريطانية «بي.بي.سي» في مقابلة اذيعت في وقت متأخر الليلة قبل الماضية «اكتشفنا عدة حالات من الواضح ان العراق استورد فيها مواد ذات صلة بالاسلحة، في انتهاك للقيود التي يفرضها مجلس الامن. ولم نحدد بعد ما اذا كانت هذه الاكتشافات او المواد مرتبطة بأسلحة الدمار الشامل». واستطرد «كان الاستيراد كبيرا في قطاع الاسلحة ومن الواضح انه كان تهريبا في انتهاك للقيود كما ان الكميات كبيرة».

من ناحية ثانية، اعلن بليكس في تصريحات اوردتها صحيفة «واشنطن بوست» ان 60 مفتشا جديدا سينضمون الى الفريق العامل في العراق والذي سيواصل نشاطاته حتى مارس (اذار) المقبل، على اقل تقدير. وافاد بليكس بأن إعداد المفتشين الجدد، ومعظمهم من العرب والاميركيين، بدأ امس وسيقارب عدد عناصر لجنة الامم المتحدة للمراقبة والتحقق والتفتيش في العراق مائتي مفتش بعد وصولهم، بدون ان يحدد اي تاريخ لذلك. وقال بليكس ان عمليات التفتيش ستستمر حتى مارس، على اقل تقدير، الشهر الذي ستقدم فيه لجنة «انموفيك» لمجلس الامن الدولي تقريرا يعرض «المهام الاساسية المتبقية» ويفصل برنامج عملها المقبل. واشار كبير المفتشين الى ان التقرير المرحلي الذي سيعرضه على مجلس الامن في 27 يناير (كانون الثاني) الحالي سيمثل «بداية عملية التحقق والتفتيش وليس نهايتها». وكان الرئيس الاميركي جورج بوش قد وصف التقرير المرحلي الذي سيقدم في 27 من الشهر الجاري بأنه بداية «المرحلة النهائية» قبل ان تتخذ واشنطن قرارا بشأن تدخل عسكري محتمل ضد العراق. وفي ما يتعلق بسير مهمة «انموفيك»، قال بليكس ان فريقه فتح مكتبا في الموصل (شمال العراق) وآخر في البصرة (جنوب)، وهو يملك في تصرفه ثماني مروحيات اضافية ويخطط للقيام بعمليات مراقبة جوية بواسطة طائرات بدون طيار تقدمها دول مختلفة. وافاد بليكس بأن فريقه سيبدأ هذا الاسبوع باجراء مقابلات مع علماء عراقيين، مشيرا الى ان المقابلات ستجري في جلسات خاصة اذا امكن الامر. وفي ما يتعلق باحتمال اجراء المقابلات خارج العراق مثلما تطالب به الولايات المتحدة بصورة خاصة، اعتبر انه لا تزال هناك عوامل خارجة عن ارادة المفتشين، مشيرا الى انه لا يمكن للجنة «انموفيك» ارغام اي كان على مغادرة البلاد. واعلن بليكس ايضا ان المفتشين يوسعون نطاق عمليات البحث عن الاسلحة في العراق بفضل معلومات حصلوا عليها من الاستخبارات الاميركية والبريطانية. واضاف «لقد زرنا بالفعل مواقع لم نزرها من قبل، كما سنزور المزيد منها مستقبلا». وكان بليكس قد شكا الشهر الماضي من ان الولايات المتحدة وبريطانيا لم تتقدما بمعلومات استخبارات يحتاجها. وينتظر ان يزور بليكس ومدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي بغداد يومي 19 و20 يناير (كانون الثاني) الحالي لاجراء مباحثات مع المسؤولين العراقيين قبل تقديم تقريرهما الاول حول شهرين من عمليات التفتيش الى مجلس الامن في 27 من هذا الشهر .

من ناحية ثانية، تواصلت عمليات التفتيش في العراق امس وشملت ما لا يقل عن ستة مواقع، حسبما افاد المركز الصحافي التابع لوزارة الاعلام العراقية. وبحسب المركز فان فريقا متخصصا في الصواريخ اتجه الى مصنع لمراقبة محركات الصواريخ في الزعفرانية في محيط بغداد، وزار فريق ثان موقع المعتصم التابع لمؤسسة حطين قرب بغداد، وزار فريق بيولوجي مستودعا عسكريا في مجمع التاجي شمال بغداد، وقام فريق آخر بعملية تفتيش في حي الجادرية بالعاصمة، وزار فريق من وكالة الطاقة الذرية مؤسسة القعقاع قرب اليوسفية جنوب بغداد، كما زار فريق آخر مصنع ذو الفقار في مجمع التاجي.

ونفى متحدث باسم لجنة المراقبة والتفتيش والتحقق التابعة للأمم المتحدة شائعات سرت امس افادت بان أوامر صدرت للمفتشين بمغادرة العراق. وقال المتحدث بعد ان اتصل بفريق المفتشين في بغداد ان اللجنة «لا تعرف شيئا عن أي اوامر بالمغادرة». وفي بغداد قال هيرو يواكي المتحدث باسم المفتشين ان بليكس لا يعلم شيئا عن أي أمر من هذا القبيل. واضاف «الكل من حولي يقوم بعمله كالمعتاد». وفي فيينا قال متحدث باسم الوكالة الدولية للطاقة الذرية ان الخبراء النووين التابعين للوكالة لم يسمعوا أي اوامر بمغادرة العراق. واضاف مارك غوزديكي «بالتأكيد لم نسمع ان المفتشين طلب منهم المغادرة». وقال متعاملون في البورصات اثرت في حركة اسواق المال وأثرت على التعاملات بالعملات والنفط والاسهم الأميركية. كما انتاب المتعاملين قلق بسبب تصريحات بليكس بان المفتشين اكتشفوا عمليات تهريب تتصل بالاسلحة في العراق. وانخفض الدولار لفترة وجيزة بسبب الشائعات واقترب من اقل مستوى له منذ ثلاثة اعوام مقابل اليورو.