قوات البيشمركة تتطلع للمشاركة في الهجوم الأميركي المحتمل وتتحدث عن إقبال جنود صدام على شراء الملابس الكردية

الملازمة سروه تقود كتيبة من 500 مجندة وتقول : بعض الرجال يرون في وجودنا تطورا وآخرون يعتبرون أن هذا ليس مكاننا

TT

كثف عناصر البيشمركة الكردية التابعون للاتحاد الوطني الكردستاني من تدريباتهم مع تصاعد التهديد الاميركي بشن حرب على العراق من دون ان يعرفوا كما يقول قادتهم ما اذا كان الاميركيون سيقومون بجنيدهم «لتحرير» بغداد. ويؤكد قائد هذه الميليشا الكردية مصطفى سعيد قادر ردا على سؤال، انه ينتظر «بفارغ الصبر» الهجوم الاميركي.

ويقول مصطفى الذي تعرض للتعذيب في السجون العراقية حيث امضى 15 شهرا في التسعينات ان لديه الاسباب التي تجعله يتمنى اعتقال «الدكتاتور» العراقي صدام حسين ومحاكمته واعدامه، مؤكدا انه يفضل ان يقتله بيديه. لكن قادر كغيره من المسؤولين السياسييين والعسكريين التابعين للاتحاد الوطني الكردستاني في محافظة السليمانية الواقعة خارج سلطة بغداد، لا يعرف خطط الاميركيين وان كان لا يساوره ادنى شك بان الهجوم الاميركي واقع. وتساءل «هل سيتصرفون بمفردهم ام سيشركون المعارضة العراقية؟».

ويقول عدنان المفتي احد مسؤولي الاتحاد الوطني ان «احدا لم يطلب منا شيئا» متوقعا ان تندلع الحرب نهاية الشهر المقبل. وردا على سؤال عن الحديث عن وجود عناصر من الاستخبارات الاميركية في كردستان ، اكتفى المفتي، وهو نائب رئيس وزراء في حكومة السليمانية، بالقول ان «الاميركيين يروحون ويجيئون باستمرار وتربطنا علاقات جيدة بهم لكنني لا اعرف اذا كانوا ينتمون الى المخابرات الاميركية». ومع انه يعتقد ان القوات العراقية ستقوم بالدفاع عن بغداد ومدن استراتيجية اخرى مثل كركوك والبصرة والموصل، فان الاكراد يتدربون على الدفاع عن انفسهم لمواجهة احتمال حدوث اعمال انتقامية للجيش العراقي ضدهم. غير ان مصطفى قادر كان اكثر حذرا مؤكدا ان المقاتيلن الاكراد يستعدون «لكل الاحتمالات» وينتظرون اوامر جلال طالباني ، زعيم الاتحاد الوطني الكردستاني . وقال «لقد دفعنا ثمنا باهضا في السابق لكن اذا كان علينا ان ندفع المزيد من اجل عراق ديمقراطي فسنفعل ذلك». واضاف ان هذا ماجعل «التدريبات اكثر قسوة في الاونة الاخيرة».

وقال مصطفى قادر ان الاتحاد الوطني يمكنه تعبئة ما بين 20 و25 الف مقاتل (اغلبهم من البيشمركة) الى جانب عدد مماثل يستطيع الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني حشدهم. ويمكن للاتحاد الوطني ان يرفع عديد قواته الى 50 الفا في حال لجأ الى استدعاء الاحتياطي. واوضح مصطفى قادر ان رجاله لا يملكون الا رشاشات كلاشنيكوف وبعض قاذفات الصواريخ ولم يتلقوا اسلحة ولا اموالا من الخارج في الاونة الاخيرة، مشيرا الى ان الاسلحة الاضافية الوحيدة التي حصلوا عليها كانت عن طريق عمليات تهريب مع الجيش العراقي. وتابع ان القوات العراقية كما كان شأنها في الماضي لن تصمد وستلتحق بصفوف قواته على الفور. واشار الى ان الجنود العراقيين على خطوط المواجهة اعدوا بالفعل خططا للفرار ويقتنون ثيابا كردية. واكد مصطفى سعيد قادر بدون تردد «سنذهب الى بغداد» في حال مشاركة كردية. وكان جلال طالباني قد صرح الجمعة ان الامر «سيكون سباقا الى بغداد» اكثر منه باتجاه كركوك المدينة التي يطالب بها الاكراد.

وتضم قوات الاتحاد الوطني الكردستاني مئات المجندات بينهن ضابطات ومنهن الملازمة سيروا اسماعيل التي تعتمد تماما على كتيبتها المكونة من 500 مجندة كردية لان تكون في الصف الاول عندما يحين وقت الهجوم. ومثل الكثير من الاكراد فان هذه المرأة ، 28 سنة، لديها حسابات تريد تصفيتها مع الرئيس العراقي. وتقول «ان جنوده دمروا قريتي» رافضة التحدث عن اقاربها الذين فقدتهم. ولهذا السبب فقد اصرت على المشاركة في القسم النسائي من البيشمركة في نوفمبر (تشرين الثاني) 1996 ودخلت الكلية العسكرية وحملت السلاح مع الرجال في «معارك داخلية» (بين الاكراد) وضد عناصر جماعة «انصار الاسلام» المجموعة التي يقول الاكراد انها على علاقة بتنظيم «القاعدة» والذي يواجهونه غير بعيد من الحدود مع ايران.

وتضيف سيروا وهي تعدل خصلات شعرها الاسود تحت قبعتها الخضراء التي تعلو وجهها اللطيف، ان لديها سببا اخر للمشاركة وهو «الدفاع عن حقوق النساء». وتعمل على تدريب النساء في كتيبتها وتعليمهن استخدام الكلاشنيكوف في معسكر السليمانية في ظروف تدريب قاسية تماما كما يتدرب الرجال. وتقول «ان بعض عناصر البيشمركة من الرجال يرون في وجودنا دليلا على التطور في حين يعتبر البعض الاخر ان هذا ليس مكاننا». ومهما يكن من امر فانها والمجندات «سيقمن بدورهن» في حال تم اشراك القوات الكردية في حرب محتملة وذلك «لاننا مقاتلات» كما تقول سيروا. وفي حال لم يتم اشراك القوات الكردية فانها وعناصر الميليشيا اللواتي معها «سيطعن اوامر القيادة». غير انها لا تخفي انها «ترغب في قيادة كتيبتها الى بغداد».