البحرية العسكرية الأميركية تنتشر في المتوسط استعدادا لحرب العراق

TT

اعلن الادميرال جون ستفلبيم قائد مجموعة المعركة ان حاملة الطائرات هاري ترومان من طراز «نيميتز» والسفن التابعة لها تعزز الوجود الاميركي في البحر الأبيض المتوسط بعد غياب طويل في اعقاب الهجمات الارهابية في 11 سبتمبر (ايلول) 2001.

ويأتي تعزيز الوجود الاميركي العسكري في وقت يقوم فيه مخططو الحرب في الولايات المتحدة بدراسات في شرق البحر المتوسط قبالة سواحل اسرائيل ولبنان، لدور محتمل في اي حرب جديدة ضد العراق. وتجدر الاشارة الى ان حاملات الطائرات الست التي شاركت في حرب الخليج 1991 لم تكن تبحر في البحر المتوسط، ولكن الامر سيختلف في حالة نشوب حرب جديدة. فخلال الحرب السابقة لم تتمكن الطائرات الاميركية من استخدام المجال الجوي الاردني، ولكن ربما تحصل الولايات المتحدة على تصريح هذه المرة.

والسماح بالطيران عبر اسرائيل والاردن سيفتح ممرا للطائرات المنطلقة من حاملات الطائرات بالطيران من البحر المتوسط الى صحراء غرب العراق، وهي منطقة هامة بالنسبة للولايات المتحدة واسرائيل. فخبراء الاستراتيجية في البنتاغون يدعون الى تحرك سريع في حالة اندلاع الحرب لاغلاق قدرة القوات المسلحة العراقية على شن هجمات صاروخية او طائرات بلا طيار من غرب العراق عبر الاردن ضد اسرائيل.

واعرب الكابتن مايكل غرثوسن قبطان الحاملة التي تصل حمولتها الى 97 الف طن وتعمل بالطاقة النووية، وهي احدث حاملة في الترسانة الاميركية، عن شكه في قيام الحاملة بهذا الدور. وقال القبطان «يعتمد الامر على كيفية تشكيل التحالف». وافاد بانه من منطلق عسكري كلما تعددت نقاط الدخول للمجال الجوي العراقي، كان الامر افضل.

والحاملة ترومان دخلت الخدمة في عام 1998 وتحمل 5 الاف بحار و80 طائرة مقاتلة، وهي تشبه نفس عدد الحاملات السبع من طراز «نيميتز» وتحمل نفس عدد الطائرات، وهي بصفة اساسية طائرات من طراز «تومكاتس اف ـ 14» و«هورنتس اف ـ 18».

ولكي يدعم الوجود الاميركي في المنطقة نشر ستفلبيم مجموعته القتالية: حاملة طائرات، وطراد، وفرقاطة وخمس مدمرات ومجموعة سفن امدادات وغواصات. واوضح القبطان تسورت اوبريان قائد السفن العائمة في المجموعة القتالية «ننتشر من مضيق جبل طارق الى شرق البحر المتوسط، ونؤكد وجودنا في المنطقة. ونستخدم السفن في الحرب على الارهاب. ونحقق مع 50 سفنية يوميا في البحر المتوسط». ولكنه اوضح ان الصعود الى متون السفن من الامور النادرة.

وتتولى المجموعة القتالية مصاحبة السفن في المناطق المزدحمة مثل جبل طارق، حيث ربما يهاجم الارهابيون تلك السفن، طبقا لما ذكره اوبريان.

ومن المرتقب ان تنطلق خلال هذا الشهر تدريبات على الدفاع الجوي مع قوات اسرائيلية من الممكن ان تصبح حاسمة في الإبقاء على اسرائيل خارج اي حرب تنشب مع العراق. وكجزء من هذه التدريبات، نشرت في اسرائيل بطاريتان مضادتان لصواريخ باتريوت، اذ من المحتمل ان تبقى هاتان البطاريتان هناك بصورة دائمة. وقال ستفلبيم انه يتوقع ان يشارك جزء من مجموعته القتالية في التدريبات. هناك احتمال ايضا في الإبقاء على سفينة حربية مزودة بنظام حماية قادر على مراقبة مئات المواقع في نفس الوقت قرب الساحل الاسرائيلي للمساعدة في تنسيق عمليات اعتراض الصواريخ في المنطقة.

* خدمة «واشنطن بوست» خاص ـ بـ«الشرق الأوسط»