بيكر يقدم للعاهل المغربي مقترحات جديدة لإيجاد حل سلمي وسياسي لنزاع الصحراء

TT

استقبل العاهل المغربي الملك محمد السادس امس في اغادير بجنوب المغرب جيمس بيكر، المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة الى الصحراء الغربية، وذلك في مستهل جولة تقوده اليوم الى الجزائر للقاء الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، كما سيلتقي زعيم جبهة البوليساريو محمد عبد العزيز غدا في تندوف (جنوب غرب الجزائر) وسينهيها بزيارة لنواكشوط يوم الجمعة المقبل.

وقال بيكر لمجموعة من الصحافيين عقب لقائه مع العاهل المغربي انه سلم مقترحات جديدة الى الملك محمد السادس في اطار التفويض الذي اعطاه له مجلس الامن لايجاد حل سلمي وسياسي للقضية التي عمرت اكثر من ربع قرن.

وقال بيكر «انا سعيد بعودتي للمغرب مرة اخرى للقاء صاحب الجلالة. ففي 31 يوليو (تموز) الماضي صوت مجلس الامن على التوصية رقم 1439، التي فوضتني بمهمة مبعوث شخصي للأمين العام للأمم المتحدة، لطرح مقترحات من اجل حل سياسي لقضية الصحراء في اطار تقرير المصير. وقد قمت بهذا العمل وقدمت مقترحات الى صاحب الجلالة، والآن اقدمها لمساعديه. وسوف يدرسون هذه المقترحات، وانا متأكد من انهم سوف يعطونكم ردود الفعل عليها في الوقت المناسب».

ووصف بيكر لقاءه مع العاهل المغربي بأنه كان «وديا وبناء». وكان لقاء بيكر مع العاهل المغربي قد دام 20 دقيقة وحضره محمد بن عيسى وزير خارجية المغرب، ومصطفى الساهل وزير الداخلية، والطيب الفاسي الفهري الوزير المنتدب في الخارجية، وفؤاد علي الهمة الوزير المنتدب في الداخلية، ومحمد بنونة مندوب المغرب الدائم لدى الامم المتحدة، ووليم سوينغ، رئيس بعثة «المينورسو» في الصحراء الغربية.

وبشأن فحوى المقترحات التي يحملها بيكر معه في اطار جولته الجديدة، اكتفى بالقول انه يفضل ان يترك للأطراف المعنية ان تقيمها، قبل ان يضيف انها تتماشى مع المهمة التي كلفه بها مجلس الامن. وعندما سئل بيكر عما اذا كان حل القضية يجب ان يتم بين المغرب والجزائر، اكتفى بالرد قائلا «سأذهب الى الجزائر غدا وهذا هو ردي على سؤالكم».

وكانت مصادر رسمية مغربية قد قالت لـ«الشرق الأوسط» ان بيكر يأتي الى المنطقة حاملا مقترحات جديدة في اطار التفويض التي اعطاه له مجلس الامن لايجاد حل سلمي لنزاع الصحراء. بيد ان المصادر لم تفصح عن طبيعة تلك المقترحات.

وأعربت ذات المصادر عن املها في ان تشكل جولة بيكر «مرحلة حاسمة لبلورة حل سياسي عادل ونهائي لهذا النزاع»، واضافت ان هذا الحل «لا يمكن ان يكون الا في اطار احترام السيادة المغربية على جميع التراب المغربي».

ومن جهته، اكد وزير الخارجية المغربي ان بلاده ستدرس مشروع اقتراح بيكر بروح بناءة، معربا عن تقدير المغرب للجهود التي يبذلها بيكر ولمصداقيته ولمعرفته الواسعة بملف الصحراء. وقال بن عيسى في تصريح للصحافة عقب استقبال الملك محمد السادس لبيكر، إنه عرض على العاهل المغربي مشروع اقتراح وذلك في اطار المهمة التي هو مكلف بها من قبل مجلس الامن وفقا لقراره الاخير بتاريخ 30 يوليو (تموز) الماضي، والهادف لايجاد حل سياسي لهذا النزاع.