موسى يناشد السودانيين اللجوء للحوار ويدعو «التجمع» المعارض للعودة إلى السودان

TT

ناشد الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسي الحكومة والمعارضة السودانية «التوجه نحو الحوار والوفاق ووقف الحرب وتحقيق السلام والحفاظ على وحدة البلاد».

ودعا موسى في مؤتمر صحافي التجمع الوطني الديمقراطي المعارض للعودة الى السودان «والدخول في حوار رسمي حر، فالوقت من ذهب والظروف خطيرة ونريد ان يسهم كل السودانيين حكومة ومعارضة في ذلك ونحن كدول عربية ومواطنين عرب لنا مصلحة في ان يحل السلام في السودان».

واعلن موسى انه سيلتقي مع جون قرنق رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان قريبا، معرباً عن امله في عقد هذا اللقاء في اقرب وقت ممكن. واوضح ان لقاءه المرتقب مع قرنق يأتي من منطلق اهمية الحوار مع مختلف الاطراف السودانية ومن منطلق دعم الوحدة السودانية. ولفت الامين العام للجامعة العربية الى وجود خطة شاملة لاعادة اعمار جنوب السودان وجعل شعار الوحدة جذابا، وقال ان هناك اجتماعات ستعقد على مدى الفترة القليلة القادمة بينها اجتماع لمنظمات المؤتمر المدني بالخرطوم يوم 8 مارس (اذار) المقبل واجتماع آخر لمؤسسات الاستثمار العربية بحضور ممثلي الحكومات ومؤتمر ثالث لصناديق التنمية والتمويل.

ومن جانبها، وصفت نادية مكرم عبيد مبعوثة الجامعة العربية للسلام في السودان في تصريحات صحافية، القضية السودانية بانها «ليست سهلة وان هناك مجموعة من الامور المتشابكة ولكن لا بد من النظر اليها بواقعية وتفاؤل كبير». وقالت «بدأنا مشاورات حول عملية السلام وسنتعامل مع الشق التنموي لانه مهم وحتى نجعل الوحدة خيارا جذابا وضروريا وهذا سيتم عبر عدة طرق». واشارت الى ان اجتماعا سيعقد قريبا يضم رجال وسيدات اعمال من الدول العربية لبحث التنمية في جنوب السودان.

وبدوره، قال وزير الخارجية الليبي علي التريكي ان السودان يرغب في السلام الذي «يحافظ علي وحدة التراب ونحن كدول عربية سندعم السودان في اطار وحدته».

اما وزير الخارجية المصري احمد ماهر فقال ان ثلاثية السلام والتنمية والوحدة يجب ان نقوم بها وان نسهم معهم (السودانيين) في اعمار جنوب السودان. واضاف في تصريحات صحافية انه يجب تأكيد مبدأ المواطنة والمساواة حتى يختار الشعب السوداني بشماله وجنوبه الوحدة. وجدد القول ان المبادرة المشتركة حية حتى وان لم تكن فعالة او مفعلة في هذه الايام.

وحول الاتهامات الاميركية ضد السودان وليبيا وسورية بامتلاكها اسلحة دمار شامل، قال عمرو موسى «طالما هناك تحرك نحو هذه القضية وفقا لقرارات الامم المتحدة يتعين ان يشمل اسلحة اسرائيل لانها اول الدول التي يتعين تصفية ترسانتها من هذه الاسلحة».

واكد موسى في المؤتمر الصحافي الختامي لاعمال اللجان العربية ان موضوع انسحاب ليبيا من الجامعة قد انتهى تماما وفقا لما اعلنه وزير شؤون الوحدة الافريقية الليبي علي التريكي.

وجدد موسى انتقاده للاصوات التي تتحامل على الجامعة الامر الذي اعتبره «تطورا خطيرا». وقال الامين العام للجامعة انه لا يضيق بالانتقادات طالما ان هذا يهدف الى البناء وتقويم المسار ودعم العمل العربي. لكن موسى لام بشدة الاصوات العربية التي تشكك في دور الجامعة وتدعو الى هدمها. وتساءل عن مغزى هذه التوجهات واهدافها الحقيقية في وقت يتجه العالم نحو التكتل والاندماج في كيانات موحدة «لكننا نجد من بعض العرب من يدعون الى هدم الجامعة وتفكيك هذا البنيان».

ودعا موسى الى نقد بناء اذا كان الامر يتطلب اصلاح عمل او اداء الجامعة، مشيرا الى ان هناك عملية اصلاح جارية بالفعل.

وحول القضية الصومالية، اكد موسى متابعة الجامعة للمباحثات الجارية في نيروبي. واكد على ضرورة وقف وانهاء الصراعات في الصومال، مشدداً على انه «لا يمكن دفع مليم واحد لفصيل صومالي لاعادة اعمار الصومال حتى تنتهي هذه الحروب».