اتحاد العمال اللبناني يتظاهر اليوم رفضا للنظام الضريبي للحكومة

TT

تابعت قيادة الاتحاد العمالي العام في لبنان، امس، لقاءاتها مع الفاعليات الدينية والسياسية طلباً لتأييدها التظاهرة العمالية التي ينظمها الاتحاد اليوم الى وسط بيروت احتجاجاً على النظام الضريبي الذي تعتمده الحكومة اللبنانية، فيما برزت مواقف نقابية في قطاع التعليم الرسمي لوقف الاضراب الذي بدأ امس، بعدما الغت لجنة المال النيابية من مشروع الموازنة العامة المواد التي كانت تقضي بفرض رسوم وضرائب جديدة وتقضي بزيادة ساعات العمل لموظفي القطاع العام.

الا ان التنظيمات والروابط النقابية المعنية بقطاع التعليم اعلنت انها ستشارك في التظاهرة العمالية التي ستسير بعد ظهر اليوم من ساحة البربير الى ساحة رياض الصلح وسط بيروت على مشارف مقري رئاسة الحكومة والمجلس النيابي.

واعلنت «حركة التجدد الديمقراطي» التي يرأسها النائب نسيب لحود وكتلة الرئيس السابق للحكومة عمر كرامي عدم مشاركتهما في التظاهرة، احتجاجاً على «تطويق السلطة للتظاهرة معنوياً وسياسياً ومحاولة اخراجها عن مضمونها».

وشملت لقاءات قيادة الاتحاد العمالي العام، امس، البطريرك الماروني نصر الله صفير والمرجع الشيعي اللبناني الشيخ محمد حسنين فضل الله ومطران بيروت للروم الارثوذكس الياس عودة ووزير الصحة سليمان فرنجية الذي اكد تأييده للتظاهرة واعلن انه طلب الى محازبيه المشاركة فيها.

وصرح رئيس الاتحاد العمالي غسان غصن بعد ترؤسه وفد الاتحاد في اللقاء مع البطريرك صفير: «ان البطريرك هو الى جانب العمال لما يتعرضون له من تعد على حقوقهم سواء لجهة صرفهم من العمل او تشريدهم من مواقع عملهم، وهو مع تأمين العدالة للعمال بحيث لا تكون الضرائب مسحوبة على ذوي الدخل المحدود والطبقات الكادحة».

وبعد اللقاء مع فضل الله قال غصن «جئنا لنعرض على سماحته هذه الصرخة التي اطلقناها... وكنا في وجهة نظر متوافقة حول ان حركة الاتحاد العمالي العام هي حركة حق».

واشار مكتب فضل الله الى انه شدد على ان صرخة الاتحاد العمالي تحتاج الى الكثير من التخطيط في ظل الاوضاع العامة المحيطة بالبلد «لانه امام التعقيدات السياسية في البلد نحتاج للتدقيق في طبيعة التحرك، فقد يتم الالتفاف على الحركة العمالية بأكثر من طريقة»، ورأى فضل الله «بأن البلد الذي يعيش عماله في متاهات وضياع ومأساة هو بلد لا يحترم نفسه». واعتبر فضل الله ان المشكلة في هذه المرحلة «تكمن في ان المديونية وعجز الموازنة يراد له ان يصادر البقية الباقية من الفئات الفقيرة والمتوسطة».

وبعد اللقاء مع المطران عودة قال غصن: «ان التظاهرة (اليوم) هي مسيرة الصرخة في مواجهة النظام الضريبي والاجتماعي والاقتصادي الذي تنتهجه الحكومة». وبعد لقائه الوزير فرنجية نقل غصن عنه تأييده للتظاهرة، وقال: «ان وفداً كبيراً من الشمال (منطقة فرنجية) سيشاركنا، وهم من الذين يمثلهم الوزير فرنجية». وكانت المدارس الرسمية في بيروت والمناطق اللبنانية قد نفذت امس اضراباً شاملاً، وعقدت رابطات المعلمين الرسميين اجتماعات اكدت فيه المشاركة في التظاهرة العمالية اليوم.

في المواقف السياسية اعلنت «حركة التجدد الديمقراطي» «عدولها عن المشاركة في تظاهرة الاتحاد العمالي بعدما اجمعت قوى السلطة على مختلف مشاربها على تطويق هذه التظاهرة معنوياً وسياسياً ومحاولة افراغها من مضمونها، وهي القوى المسؤولة بالدرجة الاولى عن المعاناة الاجتماعية وعن الأزمة المالية والاقتصادية وعن ضرب الحركة النقابية».

واعتبرت النائبة نايلة معوض ان مشاركة كتلة رئيس الحكومة رفيق الحريري في التظاهرة العمالية المنظمة لمواجهة اجراءات الحكومة الضريبية «لا تهدف الا الى تفريغ المظاهرة من مضمونها ولتسخيف الحركة المطلبية وحرية التعبير» واعلنت انها «لن تشارك في هذه التظاهرة التي حولت الى مهزلة وهرطقة».

وانتقد رئيس التنظيم الشعبي الناصري النائب اسامة سعد زيادة رسوم المياه التي «تصل الى 50% واختلاف النسبة بين منطقة واخرى»، واعتبر عضو كتلة نواب «حزب الله» في البرلمان اللبناني النائب جورج نجم «ان ما تضمنته الموازنة من فرض ضرائب جديدة يكشف حقيقة اعتياد الحكومة على سلب المواطنين كل ما يدخل الى جيوبهم لتغطية عجزها وهدرها للمال العام».

وجاء في بيان لاتحاد الرابطات المسيحية «ان اخطر ما يواجه لبنان، بعد غيوم المنطقة، ليس ازماته الاجتماعية وانين طبقاته الوسطى والفقيرة بل كيفية تعاطي الحكومة مع مطالب عماله واساتذته ومزارعيه وصناعه. ان التحرك الهادف الى تصحيح المسار مطلب حق، والاتحاد اذ يؤيد صرخات الوجع الذي يوحد اللبنانيين، يستغرب ان تصبح المظاهرات وكأنها ضد مجهول».