واشنطن ترحب بدعوة الصين احتضان الحوار مع المسؤولين في بيونغ يانغ

الأمم المتحدة تلتفت إلى «الأزمة الإنسانية» في كوريا الشمالية وتوفد مبعوثا خاصا

TT

بكين ـ سيول ـ وكالات الأنباء: اسرعت واشنطن امس الى الترحيب بدعوة الصين، التي تقدمت بها صباح امس، لاحتضان لقاء بين المسؤولين في الولايات المتحدة وكوريا الشمالية لفض النزاع الدائر بينهما.

وقال آري فيشر المتحدث باسم البيت الابيض «اننا نرحب بهذه الخطوة»، مضيفا «ونرى مناسبا ان يلتقى المسؤولون للحديث، لاسيما اننا نعتقد ان الرسالة التي بعثت الى بيونغ يانغ واضحة وتعرب عن موقف كافة حلفائنا الذين يدينون، هم ايضا، الاجراءات التي اتخذتها كوريا الشمالية».

واعرب فيشر عن تمني بلاده بان تقبل كوريا الشمالية باجراء اللقاء ـ الحوار في بكين قريبا، قائلا «هذا متروك الآن لكوريا الشمالية، لكننا نتمنى استجابتها». و أعلنت الصين امس عن استعدادها لاستضافة محادثات بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية لانهاء الازمة.

وقالت جانغ شيوي المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية للصحافيين «اذا كان الطرفان المعنيان مستعدين لاجراء حوار في بكين فأعتقد أنه لن تكون هناك صعوبات في تحقيق ذلك».

وغداة طلب كولن باول، وزير الخارجية الاميركي، من بيونغ يانغ توقيع اتفاق نووي جديد، تواصلت الجهود الدبلوماسية الدولية لاخماد الازمة، اذ وصل وفد من المسؤولين الاستراليين الى عاصمة الدولة الشيوعية لاجراء سلسلة لقاءات مع المسؤولين في البلاد.

وقال باول في مقابلة نشرتها صحيفة «وول ستريت جورنال» امس انه اذا وافقت كوريا الشمالية على التخلي عن طموحاتها النووية فان واشنطن ما زالت بحاجة «لترتيب جديد» يحد بصورة أفضل من قدرتها على انتاج أسلحة نووية في المستقبل. وبدت كلمات باول معززة لتلميحات المبعوث الاميركي الى آسيا، جيمس كيلي، بأن بلاده قد تخفف من موقفها في المواجهة. ونقلت الصحيفة عن باول قوله انه في حين أن الاتفاق حد من انتاج المواد المستخدمة في صنع الاسلحة النووية، فانه «لم يتطرق للقدرة على الانتاج، ومن ثم فاني أعتقد أننا بحاجة لترتيب جديد وليس مجرد العودة لاطار العمل الحالي».

وردت كوريا الشمالية عبر وكالتها للأنباء على التلميحات الاميركية قائلة: «المسألة النووية مسألة ثنائية لا يمكن تسويتها سلميا الا بالتفاوض بين الطرفين الرئيسيين»، مضيفة «ان محاولات الولايات المتحدة تدويل مشكلتنا النووية ليست سوى محاولة للتهرب من مسؤوليتها». وتابع المبعوث الاميركي في سيول مباحثاته مع مسؤولين برئاسة البلاد وفي الحزب الحاكم من بينهم ليم دونغ وون، مستشار الرئاسة الخاص لشؤون الامن وأحد واضعي «سياسة الشمس المشرقة»، التي تستخدم المعونات الاقتصادية والاتصالات لاستمالة الجارة الشمالية وحثها على اجراء تغييرات وتسهيل اعادة المصالحة مع الجنوب.

ونقلت وكالة «يونهاب» الكورية الجنوبية للانباء عن مسؤول بالرئاسة قوله «ان الرسالة التي يوجهها المجتمع الدولي باستمرار هي أن كوريا الشمالية ستشهد مزايا كثيرة ان هي تخلت عن مشروعها».

واوضح ان بلاده ستؤكد هذه الرسالة في محادثات من المقرر أن يجريها وزراء من شطري كوريا الاسبوع القادم في سيول. ومن المقرر أن يتوجه كيلي في وقت لاحق من يوم امس الى بكين، أقرب حليف لكوريا الشمالية. وفي ذات السياق من المتوقع ان يصل اليوم الى بيونغ يانغ موريس سترونغ موفد الامين العام للأمم المتحدة، قادما اليها من بكين. وعزا الموفد زيارته لتفادي وقوع «ازمة انسانية» في هذا البلد الذي يعاني من سوء التغذية.

وصرح سترونغ، 74 عاما، وهو رجل اعمال سابق «امامنا وضع انساني مستفحل ويزداد تفاقما ونريد ان نعلم من جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية الطريقة الفضلى للمساعدة تفاديا لوقوع ازمة انسانية».

يشار الى ان كوريا الشمالية اعتمدت الى حد كبير خلال السنوات السبع الاخيرة على المساعدة الخارجية لاطعام مواطنيها المقدر عددهم بـ23 مليون نسمة، وذلك اثر سلسلة كوارث طبيعية وانهيار اقتصادها.

وقد ابلغ برنامج الغذاء العالمي الاسبوع الماضي عن حاجته الملحة لـ80 الف طن من الاغذية لثلاثة ملايين كوري شمالي يعيشون بدون اي مساعدة منذ الخريف المنصرم.