المستوطنون يغرقون الأراضي الفلسطينية بالمياه العادمة

TT

تتفاقم مشكلة المياه العادمة المنسابة من المستوطنات الإسرائيلية إلى الأودية والسهول الفلسطينية، بسبب تجاهل إسرائيل للمشكلة وعدم تحريكها ساكناً، رغم تحذيرات المسؤولين الفلسطينيين من كارثة بيئية في رام الله.

وقال مصطفى ذياب، رئيس المجلس القروي لبلدة دورا القرع القريبة من رام الله، إن المياه العادمة التي تتدفق من مستوطنة بيت آيل أدت إلى تدمير الأراضي الزراعية التي لم يستطع المزارعون فلاحتها بسبب ارتفاع نسبة ملوحة التربة. وأضاف ذياب، أن تلك المياه تجري طوال أشهر السنة في الوديان وبين المزروعات وتتجمع في برك كبيرة وتنبعث منها روائح كريهة وتتجمع فيها الحشرات المختلفة.

وتهدف إسرائيل من وراء ذلك، الى الحيلولة دون استفادة الفلسطينيين من الخزان الجوفي، حيث أن دفن النفايات الصلبة من المستوطنات بطرق غير آمنة يتسبب في تسرب مواد ملوثة إلى المياه الجوفية.

ويتم التخلص من النفايات الصلبة في مستوطنة ارائيل في الأراضي الزراعية في محافظة سلفيت شمال غربي الضفة الغربية، حيث تكدس وتحرق وتحدث تلوثاً للهواء، كما أن السوائل التي تحتويها النفايات الصلبة ترشح في التربة ملوثة المياه الجوفية. اضافة الى أن مخلفات معسكرات الجيش والمستوطنات القريبة من جنين تحرق بطريقة تسبب الضرر للبنايات والأراضي الزراعية المحيطة بها.

وقال بلال عموص مهندس البيئة الفلسطيني: إن إقدام إسرائيل على ترحيل عدد من المستوطنات الصناعية إلى أراضي الضفة الغربية وغزة وازدياد عدد المستوطنات، أدى إلى ازدياد كميات المياه العادمة التي تحتوي على المواد الكيماوية والخطرة، والتي أصبحت تشكل تهديداً مضاعفاً على البيئة.

وأشار إلى أن كمية المياه العادمة الخارجة من المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية ومدينة القدس تبلغ حوالي (34.5) مليون متر مكعب سنوياً.

وأكد عموص، أن المياه العادمة تعمل على تدمير البيئة الزراعية وتدمير التربة، وإتلاف المزروعات وتتسبب في رفع درجة ملوحة التربة وزيادة نسبة الصوديوم، كما أن تراكم المواد الصلبة والذائبة الموجودة في المياه العادمة يؤدي إلى انسداد مسامات التربة وبالتالي عدم قدرتها على الإنتاج.