البيت الأبيض: العثور على الرؤوس الكيماوية العراقية الفارغة يثير القلق وسنستخدمها دليلا

TT

لم تبد الادارة الاميركية اكتراثاً يذكر بالخطاب الذي القاه الرئيس العراقي صدام حسين امس بمناسبة الذكرى الثانية عشرة لحرب الخليج الثانية، بينما اعربت عن عثور المفتشين الدوليين على 12 رأسا كيماوياً فارغاً اول من امس بانه امر «جدي ومثير للقلق» ويؤكد ان العراق «مستمر في الكذب» بان ليس لديه اسلحة دمار شامل، ومستمر في عدم تعاونه وامتثاله لقرارات مجلس الامن الدولي.

وقال آري فلايشر المتحدث باسم البيت الابيض امس ان الرئيس جورج بوش يعتبر عثور المفتشين على رؤوس كيماوية فارغة في العراق اول من امس أمراً جدياً ومثيراً للقلق».

واضاف فلايشر «ان ما تم العثور عليه يثبت ان النظام العراقي يكذب، وكان يجب عليه ان يضمن ما تم العثور عليه في الاعلان الذي قدمه لمجلس الامن عن برامج اسلحة الدمار الشامل لديه. ويكذب في قوله: انه ليس لديه اسلحة دمار شامل». وعما اذا كان العثور على الرؤوس الفارغة يشكل «خرقاً ماديا» من جانب العراق؟ قال فلايشر: «ان الموضوع ليس موضوع خرق مادي ام لا. اذ من الواضح ان العراق في وضع يوصف «بالخرق المادي الآن وفي الماضي». بل إن من الواضح ان النظام العراقي يكذب. وهذا دليل آخر على ان العراق لا يتعاون كاملاً مع المفتشين.

وان ما تم العثور عليه سيستخدم دليلاً على عدم تعاون العراق تعاوناً «فعالاً»، اشارة الى المرحلة المقبلة من الجهود الاميركية اواخر هذا الشهر لاقناع مجلس الامن والعالم والشعب الاميركي بان العراق يكذب ولا يتعاون تعاوناً فعالاً لنزع اسلحته.

ومن جهة ثانية، تولي الادارة الاميركية الزيارة التي سيقوم بها كبير المفتشين هانس بليكس ومدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي الى بغداد بعد غد اهمية كبيرة لجهة الرسالة التي سيبلغانها لبغداد وهي ان الخيار الوحيد امام العراق: اما المزيد من التعاون الفعال ونزع اسلحة العراق، أو مواجهة الحرب.

وعلى هذا الصعيد، ورغم مطالبة جهات عدة اعطاء المفتشين المزيد من الوقت لانجاز مهمتهم فان الادارة تعمل وكأن الحرب على العراق لا مفر منها، خصوصا في ضوء التحدي الذي اعلنه الرئيس العراقي في خطابه امس. وفي هذا الاطار تواصل القوات الاميركية تدفقها على المنطقة استعداداً للحرب. التي اكد رجحان وقوعها تهديد الرئيس الاميركي للرئيس العراقي اول من امس وقوله: ان الوقت ينفد امام صدام للتخلي عن اسلحته وان صبر الولايات المتحدة سينفد عند نقطة ما، وانه (الرئيس الاميركي) سيقود تحالفاً لنزع اسلحة صدام حسين.

ومن جهة اخرى رأى مسؤولون في الادارة، انه ورغم اهمية ما تم العثور عليه، فانه لا يعد سبباً وافياً وكافياً لاتخاذ الرئيس بوش قراره بالحرب على العراق. الا ان ذلك يعد دليلاً سيقود الى ظهور ادلة اخرى جديدة على ان العراق لا يزال يمتلك اسلحة دمار شامل. وان استجواب العلماء العراقيين بحرية تامة، وتحديداً خارج العراق، سيؤدي الى توفر الادلة الدافعة على كذب النظام العراقي، وانه لا تزال لديه اسلحة دمار شامل يخفيها عن العالم.