مصر طلبت مبعوثا عراقيا آخر غير ابن عم صدام المتهم بارتكاب جرائم في الكويت وكردستان

TT

نفى الدكتور محسن خليل مندوب العراق الدائم لدى الجامعة العربية والقائم بالأعمال العراقي في القاهرة لـ«الشرق الأوسط» ما تردد من معلومات أمس من انه غادر العاصمة المصرية على عجل متوجها الى بغداد، لاطلاع السلطات العراقية على تحفظات مصرية على استقبال علي حسن المجيد، ابن عم الرئيس العراقي صدام حسين، عضو مجلس قيادة الثورة العراقي، الذي تأجلت زيارته الى القاهرة الى وقت آخر بعدما كان مقررا أن تبدأ اليوم.

وقال خليل، خلافا للتقارير التي تحدثت عن مغادرته، إنه عاد ظهر أول من أمس الى القاهرة مجددا بعد غيبة طالت نحو ثلاثة أسابيع شارك خلالها في المؤتمر السنوي الثاني الذي تعقده وزارة الخارجية العراقية للسفارات العراقية وممثلي المصالح العراقية في الخارج، مشيرا الى أن تاريخ مغادرته القاهرة كان في الحادي والعشرين من الشهر الماضي وان تاريخ عودته كان يوم أول من أمس.

واعتبر خليل أن زيارة علي حسن المجيد الى القاهرة باتت مؤجلة الى بعض الوقت، لكن من دون أن يفصح عن مبررات هذا التأجيل من وجهة النظر العراقية، موضحا أن المشاورات والاتصالات مستمرة بين القاهرة وبغداد للبحث عن مخرج حيال الأزمة الراهنة وبلورة موقف عربي جماعي ضد الحشود العسكرية الأميركية في المنطقة، والتهديدات المستمرة التي تطلقها الولايات المتحدة بشأن توجيه ضربة عسكرية ضد العراق.

ولفت الانتباه الى ما وصفه بالمواقف الإيجابية، التي عبر عنها الرئيس المصري حسني مبارك من تحذيرات قوية من العواقب الوخيمة التي قد تتعرض لها شعوب ودول المنطقة في حال قيام الولايات المتحدة بتنفيذ تهديداتها بضرب العراق.

اضافة الى ذلك توقعت مصادر دبلوماسية مصرية أن يتم تأجيل زيارة المبعوث العراقي الى القاهرة الى مطلع الشهر القادم، مشيرة الى أن بغداد قد توفد إما طارق عزيز نائب رئيس الوزراء العراقي أو طه ياسين رمضان نائب الرئيس العراقي عوضا عن علي حسن المجيد الذي ورد اسمه ضمن قائمتين احداهما كويتية وأخرى وزعتها إحدى المنظمات المتعاونة مع المعارضة العراقية وتدعى «اندايت» بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية في مناطق الأكراد بشمال العراق وفي الكويت ايضاً.

ويعد المجيد القاسم المشترك لهاتين القائمتين نظرا لكونه الحاكم العسكري السابق للكويت ابان أزمة الدخول العراقي في الثاني من أغسطس (آب) عام 1990، ويشتهر المجيد بلقب علي كيماوي، وهو متهم بارتكاب أعمال وحشية ضد الأكراد في حلبجة، وما يعرف بالأنفال التي قيل انه استخدم خلالها اسلحة كيماوية محظورة دوليا.

ونفت مصادر دبلوماسية مصرية لـ«الشرق الأوسط» أن تكون الولايات المتحدة قد طلبت من السلطات المصرية تسليم المجيد حال وجوده في الأراضي المصرية، مشيرة الى أن القاهرة رأت انه من الأفضل إيفاد مبعوث آخر خلافا للمجيد بسبب حساسيات سياسية معروفة لدوره في عملية غزو الكويت.

وقالت المصادر ان ذلك لا يعني قطع الحوار والاتصالات مع بغداد.

جدير بالذكر أن علي حسن المجيد قام قبل بضعة أشهر بزيارة رسمية الى ليبيا والتقى الزعيم الليبي معمر القذافي من دون أن يسبب وجوده في طرابلس أية مشاكل سياسية أو تطلب أي جهة تسليمه، لكن عزة إبراهيم نائب الرئيس العراقي اضطر عام 1998 الى قطع فترة علاجه في العاصمة النمساوية فيينا بعدما تقدمت شخصيات نمساوية بطلب لتوقيفه واعتقاله باعتباره من المسؤولين العراقيين المتهمين بارتكاب جرائم حرب.