البنتاغون يضع خطة للاستعانة بالطائرات المدنية لنقل القوات الأميركية إلى منطقة الخليج

TT

أفادت مصادر مطلعة بأن وزارة الدفاع الاميركية تعد خطة لتوجيه عشرات من شركات الطيران المدنية بنقل القوات الاميركية الى منطقة الخليج، وهي المرة الثانية التي يمارس فيها البنتاغون هذه الصلاحيات منذ تخويلها له غداة الحرب الكورية. وقال مسؤولون في البنتاغون ان عمليات حشد القوات البرية والجوية والبحرية تحسبا للحرب المحتملة مع العراق بدأت في توسيع دائرة مصادر نقل القوات والمعدات. ويرى مراقبون ان الحالة المؤسفة لقطاع النقل الجوي أثارت تساؤلات حول الأثر الاقتصادي لهذا الاستنفار، بيد ان محللين ومسؤولين في قطاع النقل الجوي ابدوا قلقا ازاء الأثر المحتمل للحرب على النقل الجوي التجاري اكثر من قلقهم تجاه تكاليف تنشيط «الاسطول الجوي للاحتياط المدني».

وقال مسؤولون عسكريون ومسؤولون في قطاع النقل الجوي انه لم يتخذ قرار بعد بشأن استدعاء الطائرات، بيد ان مسؤولا دفاعيا بارزا اقر هذا الاسبوع بأن هذا الاستدعاء يمثل «جزءا من الخطة» في وقت بدأت تتسارع فيه وتيرة حشد القوات الاميركية حول العراق. جدير بالذكر ان اثنتين من كبرى شركات النقل الجوي الاميركية أكدتا انهما تجريان مفاوضات في الوقت الراهن مع البنتاغون لتفعيل «الاسطول الجوي للاحتياطي المدني». وأوضح مسؤول في قطاع النقل الجوي انهم تناقشوا حول هذه القضية، وأشار الى ان سير الاحداث ربما يستدعي عملية استنفار شركات النقل الجوي، كما اضاف ان «الاسطول الجوي للاحتياطي المدني» يعد برنامجا يعتمد على التوقيت الذي تعلن فيه الحرب. تجدر الإشارة الى ان الاسطول الجوي المدني انشيء عام 1951 كوسيلة لدعم قدرة الانزال الجوي خلال اوقات الازمات. وبموجب البرنامج المذكور وافقت شركات الطيران على إعارة طائرات وطواقم جوية للجيش الاميركي في زمن الحرب مقابل رسوم محددة لقاء وعود بالعمل التجاري مع الحكومة في زمن السلم. وكان هذا البرنامج قد استخدم في نقل 400000 جندي وضابط الى منطقة الخليج عام 1991، اذ تعتبر تلك هي المرة الوحيدة التي طبق فيها البرنامج. ولكن في ظل تدهور الاوضاع المالية لشركات النقل الجوي يواجه البنتاغون صعوبة في استمالة هذه الشركات للبقاء ضمن البرنامج. ويرغب البنتاغون بصورة رئيسية في طائرات كبيرة الحجم مثل «747» و«767» و«دي ـ سي 10» على اعتبار سعتها التي تستوعب اعدادا ضخمة من القوات مع امكانية إعدادها بسهولة لحمل الشحنات الثقيلة. ومن المفترض ان تجري كل شركة نقل ترتيباتها الخاصة مع القوات الجوية مع تحديدها مسبقا لنوع وعدد الطائرات التي يمكن ان تقدمها عند الحاجة.

* خدمة «لوس انجليس تايمز» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»