بغداد وموسكو توقعان على عدد من الاتفاقيات النفطية و«لوك أويل» الروسية تعلن استعادتها العقد المفسوخ

TT

وقعت بغداد وموسكو امس على عدد من الاتفاقيات النفطية لتطوير واستكشاف حقول نفطية عراقية، حسب ما افاد مسؤولون من كلا البلدين. من جهتها، اعلنت شركة «لوك اويل» النفطية الروسية انها استعادت حقوقها في حقل القرنة الغربي - 2 الذي الغت بغداد الشهر الماضي عقدا معها لتطويره. ولكن العراق لم يؤكد ما اعلنته «لوك اويل». والاتفاقيات النفطية التي وقعها مسؤولون في وزارتي النفط العراقية والطاقة الروسية في بغداد تتضمن تطوير حقل الرافدين النفطي من قبل شركة «سويوز»، واستكشاف للرقعة الجغرافية رقم 4 في الصحراء الغربية العراقية واتفاقية اخرى بين الوزارتين تتضمن العديد من المشاريع المستقبلية. واعلن وكيل وزارة النفط العراقية حسين سليمان الحديثي للصحافيين عقب التوقيع ان «ما تم التوصل اليه اليوم هو تعبير عن رغبة قيادتي البلدين لتطوير العلاقات التي يزيد امدها على 40 سنة». واضاف «تم التوقيع على اتفاقية مع شركة ستروي لاستكشاف الرقعة الجغرافية رقم 4 في الصحراء الغربية للعراق وهو من المشاريع المهمة جدا ونحن على ثقة عالية بان الشركة ستنفذ برامجها وفق شروط الحصار»، مشيرا الى ان «هذا العقد سيعمل على تحقيق زيادة في انتاج النفط الخام والغاز وزيادة الاحتياطات ويضيف خطوة الى الامام في استثمارات وجهد وعمل مشترك بين روسيا والعراق». واوضح الحديثي ان «الاتفاقية الاخرى وقعت مع شركة سويوز لتطوير حقل الرافدين وهي اتفاقية مبدئية بالخطوط العريضة. ونأمل من هذه الشركة ان تبذل جهودا موفقة للوصول الى الاتفاقية النهائية». واشار الى ان «هناك عقدا اخر تم الاتفاق الاولي عليه مع شركة تات ونأمل ان يصل هذا المشروع الى مراحله النهائية قريبا». واوضح المسؤول العراقي ان «شركة زرابيج لها دور كبير في تنفيذ مشاريع في العراق وتدور مباحثات الان حول تطوير حقل بن عمر وهو احد الحقول العملاقة في العراق، فضلا عن انها تتفاوض مع الجانب العراقي في وزارة النفط في مجال الحفر». وقال «نتمنى للعلاقات بين العراق وروسيا المزيد من التطور والتفاعل»، مشيرا الى ان «هذه العلاقات لا يمكن ان تؤثر عليها مواقف عرضية «لانها مبنية بناء رصينا ومتينا واستراتيجيا». وتابع ان «ما يتم التحدث عنه في هذا المجال هو عقد مع شركة كان المطلوب ان تنفذه ولكنها اخلت بالتزاماتها سواء بتنفيذ العمل او المباشرة بالعمل لفترة تزيد على خمس سنوات. لهذا تم انهاء العقد بسبب عدم التنفيذ»، في اشارة الى شركة «لوك اويل» النفطية. لكن «لوك اويل» اعلنت امس انها استعادت حقوقها في حقل القرنة الغربي ـ 2 النفطي العراقي. واعلن متحدث باسم الشركة في موسكو ان «كل شروط الطرفين قد سحبت» في ختام المفاوضات التي جرت في بغداد. واوضح المتحدث ان ابرام هذا الاتفاق يسمح لشركة «لوك اويل» باستعادة حقوقها في اكبر حقل نفطي عراقي «القرنة الغربي ـ 2» (جنوب العراق). وقد تم ابرام الاتفاق في بغداد بعد محادثات جرت بين وفد روسي بقيادة نائب وزير الخارجية الكسندر سلطانوف ونائب الرئيس العراقي طه ياسين رمضان، كما اوضحت «لوك اويل». وكان العراق فسخ في 12 ديسمبر (كانون الاول) عقدا بقيمة ستة مليارات دولار جرى توقيعه في 1997 مع كونسورتيوم روسي تملك شركة «لوك اويل» ثلثي اسهمه من اجل تطوير حقل القرنة الغربي، متذرعة بان اكبر الشركات الروسية «لم تف بالتزاماتها».

وبموجب هذا الاتفاق يتعهد الكونسورتيوم باستثمار ستة مليارات دولار في استغلال هذا الحقل من الان وحتى العام 2020 (اي اربعة مليارات دولار من الاستثمارات لشركة لوك اويل). لكن المجموعة الروسية لم تستثمر اي مبلغ بعد في المشروع بسبب الحظر الدولي المفروض على العراق منذ اجتياحه الكويت في .1990 وكانت «لوك اويل» اتهمت بغداد بانها تصرفت لدواع «سياسية» احتجاجا منها على دعم موسكو لقرار الامم المتحدة رقم 1441 المتعلق بنزع اسلحة العراق والذي صدر في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وتدخلت الحكومة الروسية آنذاك رسميا في محاولة لحمل العراق على العودة عن قراره بالغاء هذا العقد الذي يكتسي اهمية بالغة ليس بالنسبة لشركة «لوك اويل» وحسب وانما ايضا لكل الاقتصاد الروسي. يذكر ان حقل القرنة الغربي ـ 2 هو اكبر الحقول النفطية في العراق وتقدر احتياطاته بما بين سبعة و10 مليارات برميل ويسمح بانتاج 600 الف برميل في اليوم.

الى ذلك، اضاف الحديثي ان «الشركات الروسية لها الافضلية في التعامل». واوضح ان «الشركات الروسية متاح لها العمل في العراق ولهذا نحن وقعنا على رقعة استكشافية تعد من المشاريع الاستراتيجية بين العراق وروسيا والتفاوض على حقل كبير جدا يساوي غربي القرنة ـ 2 تتراوح طاقته ما بين 450 الى 500 الف برميل». وقال ان «مجموع العقود التي تم توقيعها مع روسيا بحدود 900 عقد مع اكثر من 227 شركة بمبالغ تزيد على مليار يورو منذ بدء العمل باتفاق النفط مقابل الغذاء كما ان كميات النفط المصدرة من خلال روسيا تزيد على مليار و200 الف برميل منذ بداية مذكرة التفاهم 1996».

من جانبه، اعلن مسؤول في وزارة الطاقة الروسية «ناقشنا كل المسائل وعلى كافة المستويات وبما يخص الاستكشاف والتنقيب وحفر الابار النفطية وموضوع تجهيز المواد بما فيها مشاريع القرنة الغربي والرافدين واستكشاف الرقع في الصحراء الغربية». واضاف اننا «بحثنا في تعزيز المشاريع التي سننفذها مستقبلا».