«الأفغان العرب» بدأوا عودة مخططة لليمن أوائل التسعينات وتحالفوا مع الحكومة في الحرب الأهلية قبل أن يصطدموا معها

1998 مثل مرحلة فاصلة بأول إعلان لجيش عدن ـ إبين والأصوليون أقاموا معسكرات في جبال المراقشة وحطاط

TT

تعود البدايات الاولى لاستهداف الارهاب لليمن الى اعوام 1988 و1989 حيث كشف النقاب قبل فترة من الان عن تفكير وخطة كان يعتزم زعيم تنظيم «القاعدة» اسامة بن لادن اطلاقها وتنفيذها في جنوب اليمن قبل الوحدة اليمنية عام 1990 وضد النظام السابق في اليمن الجنوبي (جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية انذاك) وتحديداً في عام 1989 من خلال القيام بأعمال «جهادية» عسكرية وتشكيل حركة او تنظيم جهادي على علاقة بالقاعدة ومحاولة اسقاط ذلك النظام باعتباره نظاماً شيوعياً ومعادياً للاسلام بحسب توصيف تنظيم القاعدة وزعيمه له.

ولعل من المفارقات العجيبة ان يكون الامين العام المساعد للحزب الاشتراكي اليمني المعارض الذي اغتيل اخيرا جار الله عمر هو اول من كشف عن خطة اسامة بن لادن زعيم تنظيم «القاعدة» ضد النظام في جنوب اليمن وان يكون ضحية للارهاب والتطرف من خلال جريمة اغتياله يوم 28 ديسمبر (كانون الاول) 2002.

لكن وكما يرى المهتمون بالشأن اليمني وبعض المراقبين والساسة اليمنيين ان البؤرة الاولى التي ولدت فيما بعد عدة سنوات ما يمكن اعتباره محاولات لتأسيس تشكيلات او تنظيمات «الجهاد» وتشكيل خلايا وتكوين ارتباطات لعناصر من اليمن بتنظيم القاعدة والنشاط فيها هي توجه اعداد من الشباب اليمني المسلم ومن خلال ما نظمته وشجعت عليه ودفعت به بعض الحركات الاسلامية في اليمن في اعوام الثمانينات الى افغانستان وعن طريق باكستان للدفاع عن الاسلام والجهاد ضد قوات الاتحاد السوفياتي السابق والشيوعية على الاراضي الافغانية وارتباط الكثيرين منهم بالتنظيمات الجهادية التي عرفت فيما بعد بـ«الافغان العرب» وتزعم اسامة بن لادن لها وخاصة اليمنيين الذين سهلت لهم العلاقة بهذا الشخص كونه من اصل يمني ثم عودة الكثيرين منهم الى اليمن بعد اندحار السوفيات من أفغانستان.

لكن هذا الاستنتاج لا يعني ان كل اولئك الشباب المسلم الذين شاركوا في القتال ضد القوات السوفياتية في افغانستان وعادوا الى اليمن كان لهم ارتباط بما يوصف بالنشاط الارهابي او انخرطوا في اطار الجماعات والخلايا «الجهادية» وانهم يصنفون على اساس عناصر ذات ارتباط بالقاعدة في اليمن اذ ان الغالبية من اولئك الشباب قد عادوا الى حياتهم العادية والطبيعية اثر عودتهم من افغانستان.

ولم يشذ عن هذه القاعدة سوى اعداد قليلة ظلوا على صلة وارتباط بتلك التنظيمات التي لا تمت الى اليمن بصلة ولا مصلحة لهم ولا لبلدهم بها، وهم من يشكلون الان عناصر يعتبرها القانون اليمني خارجة عنه وتلتصق بالنشاط الارهابي.

والحقيقة ان الكثيرين ممن عادوا من افغانستان كانت نظرتهم للنظام في جنوب اليمن بأنه معاد للاسلام والمسلمين وكان يمكن لو تأخر تحقيق الوحدة اليمنية وقيام الجمهورية اليمنية عام 1990 ان يأخذ نشاطهم ضد ذلك النظام منحى آخر لكن الوحدة بين شطري اليمن جعلتهم ينحون جانبا ما كان ربما يستحوذ على تفكيرهم لكن الامر لم يدم على حالته تلك طويلا اذ ان تطورات الوضع السياسي وبداية ظهور الخلافات والمماحكات والمكايدات السياسية بين شريكي الوحدة المؤتمر الشعبي العام والاشتراكي اليمني ايقظت ما كان كامنا في عقول ونفوس اعداد من اولئك العائدين من افغانستان وخاصة تجاه الحزب الاشتراكي.

حملت اعوام 90 وحتى 1993 عودة الغالبية من اليمنيين الذين ذهبوا الى افغانستان. وكانت عودة بعضهم مخططة وعلى صلة وارتباط بتنظيم «القاعدة» وما سبق اعلانه من تنظيمات «جهادية» للأفغان العرب وعلى اساس من النشاط لتشكيل فروع ظاهرها انها مستقلة ولكن ترتبط تنظيميا بالتنظيمات الام وتعمل على بناء نفسها بشكل سري ومنظم. وكانت السنوات من 90 حتى 92 فرصة لها لمثل هذا البناء وبعيداً عن اعين السلطة وفي مناطق نائية وفي اماكن تقع في سلاسل جبلية وعرة اتخذت ـ البعض منها ـ اماكن للتجمع والتدريب والبناء التنظيمي، حتى بدأت تفصح عن نفسها اواخر العام 1992 من خلال البدء بالنشاط والذي تمثل بالقيام بعدة تفجيرات عشية رأس السنة الميلادية 1993 استهدفت فنادق في عدن وبعض منشآت في أبين، وهو العام الذي تفاقمت فيه الخلافات بين شريكي الوحدة والسلطة آنذاك.

وفي عام 1993 اتسعت شقة الخلاف بين الشريكين واتخذ النصف الثاني منه طابع المكايدات والمماحكات السياسية وبدأ نوع مما يمكن وصفه بالاصطفاف من قبل القوى السياسية والاحزاب مع هذا الطرف او ذاك وكان من مساوئ تلك الاوضاع وتصاعد تداعياتها ان اوجد مناخات ملائمة لمثل تلك «التنظيمات الجهادية» والخلايا والعناصر ذات الارتباط بها واتاح لها هامشا من امكانية النشاط والحركة وساعد على ذلك تواجد عناصر من جنسيات عربية ذات صلة بتنظيمات مماثلة في بلدانها وتمتلك قدراً من الخبرات التنظيمية والتخطيطية والتدريب على السلاح وكان من امر ذلك ان اتخذت تلك العناصر والتنظيمات من ساحة بعض المحافظات الجنوبية مسرحا لنشاطها.

واشتمل نشاطها في ذلك العام على القيام بالتفجيرات ومحاولات الاغتيالات السياسية والاصطدام بقوى الامن كما حدث في محافظة لحج على سبيل المثال علاوة على الاتجاه نحو الافصاح عن نفسها واظهار نفسها على اعتبار انها تحارب الافكار والاتجاهات والميول ومن ثم الاحزاب والقوى التي تصفها بالاشتراكية والشيوعية وعدوة الاسلام والمسلمين والوحدة اليمنية.

وجاء عام 1994 ووصول الخلاف بين الشريكين حد الصراع وعدم امكانية التوفيق بينهما ومن ثم اشتعال نيران الحرب الاهلية صيف ذات العام واعلان الانفصال وهو ما فتح الباب على مصراعيه لتلك التنظيمات والعناصر لايجاد مكان لها والظهور علنا من خلال القتال الى جانب القوات الحكومية ضد الحزب الاشتراكي وقواته حتى انتصار القوات الحكومية وانتهاء العمليات العسكرية للحرب الاهلية ودخولها الى عدن يوم السابع من يوليو (تموز) وكانت فرصة اولئك في ايجاد موطئ قدم لهم والافادة من غنائم الحرب كمشاركين في الانتصار وبالفعل اتيحت لهم الفرصة كي يأخذوا مواقع لهم وبالذات في عدن والمحافظات المجاورة لها ولكن الى حين قصير.

وقد انتهى شهر العسل القصير ـ مجازا ـ لتلك الجماعات بسبب ما قامت به من تصرفات وممارسات اثارت حفيظة السكان في عدن ومحاولاتها وضع نفسها موضع الند للقوات الحكومية في المدينة والاستيلاء على كميات من الاسلحة والذخائر والتمركز في مواقع تخص تلك القوات الامر الذي استفزها فحاولت السيطرة عليها سلما الا انها اصطدمت بتلك فكانت معركة شوارع في عدن بين الطرفين بعد اقل من شهر من توقف العمليات العسكرية للحرب الاهلية استمرت نهار يوم كامل. وحاول كما ذكر يومها بعض انصار تلك الجماعات في محافظة ابين التحرك الى عدن لمساندتها الا ان القوات الحكومية قطعت طريق إبين ـ عدن بآليات ومدرعات وانذرتهم بالابادة ان استمروا. وهكذا وضع حد لتلك الجماعات التي كانت تعمل باسم «الجهاد» وعادت مجددا للكمون والنشاط السري مع ما تزامن مع ذلك من تنبه السلطات لخطرها ومتابعتها ووضعها نصب اعينها وبهذا انتهى فصل آخر من نشاط تلك الجماعات.

وصحيح ان الكثير من المعلومات والاسرار والحقائق تتكشف عند وقوع حادثة ما الا ان البعض منها يبقى غير معروف او طي الكتمان لأسباب منها ان اماطة النقاب عنها لم يأت وقته وهذا الامر ينطبق على ما كشفه قبل اقل من عامين الرئيس اليمني علي عبد الله صالح حين اوضح علاقة زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن بتفجيرات عدن عشية رأس السنة الميلادية العام 1993 والتي استهدفت فنادق في المدينة.

فقد كشف الرئيس صالح بأن اسامة بن لادن كانت له علاقة مباشرة بالتخطيط لتلك التفجيرات حينما كان وقتها في السودان وان الحكومة اليمنية ابلغت الحكومة السودانية وطلبت اليها وتسليمه للتحقيق معه فيما ينسب اليه وقام بابلاغ الرئيس السوداني بالموضوع وسلمه طلبا بهذا الشأن وفد برئاسة رئيس المجلس الاستشاري الحالي عبد العزيز عبد الغني. وبعد ذلك تكشفت علاقة اسامة بن لادن بحادثتي تفجير المدمرة الاميركية «يو. إس. إس كول» عام 2000 وناقلة النفط الفرنسية تيمبيرغ اخيرا.

ويبدو ان الاحداث والوقائع التي شهدها العام 1994 وخاصة تلك التي اعقبت انتهاء الحرب الاهلية قد طرحت على تلك الجماعات مراجعة استراتيجيتها ورسم سياسة اخرى لعملها ونشاطها تقول بالطلاق النهائي مع السلطة رغم ان الوقوف معها في الحرب الاهلية لم يكن سوى محاولة الافادة من ذلك لايجاد موطئ قدم لها مع الاحتفاظ بالهدف الاساسي في اقامة سلطتها. ومن هنا حددت موقفها تجاه السلطة والنظام بالمعاداة والصدام معه وباستخدام كافة الاساليب والوسائل المتاحة امامها وعلى هذا الاساس مضت في عملها ونشاطها بعد تلك الفترة وحتى الان.

وشهدت الاعوام من 95 وحتى ما قبل انتهاء العام 1998 نشاطا محموما لتلك الجماعات كان في غالبه يشبه فترة بناء واستعداد وتحضير وتكديس للوسائل والتمويل ورسم الخطط لمستقبل النشاط المقبل وقد اتسم ذلك بالسرية التامة وما يشبه الكمون.

ومع ذلك فلم تتميز تلك الاعوام بفترة استراحة واستقرار بل شهدت احداثا اتسمت بالتخريب والتفجيرات وحبك المؤامرات ومحاولات الاغتيالات السياسية وان لم تكن تلك الجماعات لوحدها وراء تلك الاعمال بل كانت وراء العديد منها جهات اخرى اتهمت بعلاقتها «بالانفصاليين» وجهات «خارجية معادية» وقد تمكنت الاجهزة الامنية من اعتقال العديد من الشبكات التي كانت وراء تلك الاعمال وعقدت لها محاكمات وصدرت بحق اكثرها الاحكام القضائية.

وذكر رئيس الحكومة اليمنية في تقريره حول الارهاب المقدم يوم 30 ديسمبر 2002 الماضي الى البرلمان بعض تلك الحوادث والتي تعرضت لها بعض المحافظات اليمنية وقال «لقد تعرضت بعض محافظات الجمهورية للعديد من حوادث التفجيرات التي قامت بها عناصر اجرامية وارهابية خلال السنوات الاخيرة بهدف الاخلال والاضرار بالأمن والاستقرار والسكينة العامة وضرب الاقتصاد الوطني».

وتابع «كما ان معظم التفجيرات التي حدثت في الفترة الماضية قد ارتكبت بشكل متدرج من حيث تطور وسائلها واشكالها وخطورتها على النحو الآتي:

استخدام القنابل الصوتية، استخدام السيارات المفخخة، الزيادة التدريجية لكمية وقوة المتفجرات، استخدام وسائل التحكم عن بعد، استخدام عناصر اجنبية في اعمال التفجير والتدريب واستهداف منشآت نفطية ومصالح حيوية واقتصادية تمس كل افراد الشعب.

وكانت المعلومات قد ذكرت بأن تلك الجماعات من تنظيمات «الجهاد» قد اقامت تجمعات لها بشكل معسكرات ابان تلك الاعوام وتواجدت فيها الى جانب العناصر من اصول يمنية عناصر من جنسيات عربية مختلفة وهدفت تلك المعسكرات التي اشارت المعلومات الى تركزها بشكل اساسي في جبال المراقشة وجبل حطاط بمحافظة أبين والجبل الابيض بمحافظة شبوة وفي محافظتي صعدة وذمار الى تجميع تلك المجاميع التابعة لها والتدريب والتخطيط والاستعداد والتحضير للنشاط في المرحلة القادمة.

ظلت تلك المجاميع وطيلة الفترة منذ عودتها من افغانستان وحتى منتصف عام 1998 تتحرك وتمارس نشاطها دون الافصاح عن اي تجمع او تنظيم تعمل تحت ظله او اسمه حتى كان النصف الثاني من نفس العام 1998 والذي يمكن اعتباره مرحلة جديدة وفصلا اخر من نشاط تلك الجماعات تمثل بالاعلان عن تشكيل ما سمي بجيش عدن الاسلامي كأول تنظيم من هذه الصبغة يعلن عن نفسه في اليمن ومن خلال منشور سري وزع على نطاق محدود وسمي البيان الاول وحمل توقيع امير الجهاد وزعيم التنظيم ابو الحسن المحضار.

وتضمن ذلك البيان الاول الاعلان عن تنظيم للمجاهدين تحت تسمية جيش عدن الاسلامي وهدفه هو اقامة شرع الله في الارض ونظام يقوم على تلك الشريعة ومحاربة ما وصفه بالفساد والنظام غير الاسلامي في اليمن وانه تشكل من شباب مجاهدين يؤمنون بالله ورسوله والجهاد في سبيل تطبيق شرع الله في الارض.

كما وزع ذلك التنظيم بياناً ثانياً وايضا على نطاق محدود وسري دعا فيه كل من يشاطره اهدافه الانضمام اليه وكذلك افراد القوات المسلحة والأمن. وقال ان من يحاول الوقوف في وجهه منهم فسيعتبر عدواً ويجب قتاله. وحرض على اسقاط النظام القائم. وقد حمل هذا البيان ايضا توقيع زعيمه ابو الحسن المحضار، وقد بلغت البيانات ـ المنشورات ـ التي صدرت عنه في حدود ستة الى سبعة بيانات حتى اختفائه.

ومثلت عملية اختطاف 16 سائحا اوروبيا في محافظة ابين شرق عدن يوم 28 ديسمبر 1998 والتي نفذها اعضاء في ذلك الجيش وقادها شخصيا زعيمه ابو الحسن المحضار بمثابة اثبات لاعلان قيام ذلك التنظيم وممارسة نشاطه الفعلي على ارض الواقع للتدليل ايضا على قوته ووجوده وقدرته على الحركة والفعل والنشاط.

وباعتبار ان عملية الاختطاف تلك تحمل اهدافا وابعاداً سياسية وطابعاً كما وصف ارهابياً وتختلف تماما عن عمليات الاختطافات لاجانب في اليمن ذات الابعاد المطلبية والصفة القبلية فقد تعامل معها النظام والحكومة اليمنية بالحسم واستخدام القوة والسلاح لانهاء عملية الاختطاف ما ادى الى اشتباك القوة العسكرية التي ارسلت لهذا الغرض مع منفذي الاختطاف ومقتل اربعة من السياح واحد الافراد المشاركين في تنفيذ العملية وهو من جنسية عربية واعتقال زعيم جيش عدن الاسلامي وقائد عملية الاختطاف ابو الحسن المحضار وعدد من اتباعه وفرار آخرين.

وقد تمت محاكمة ابو الحسن المحضار وعدد من اعضاء جيشه في محافظة ابين التي كانت مسرحا لعملية الاختطاف تلك والتي لقيت اصداء داخلية وخارجية كبيرة ومثيرة وحكم عليه بالاعدام. وعقب مصادقة محكمة استئناف المحافظة والمحكمة العليا في اليمن ومصادقة رئيس الجمهورية نفذ فيه الحكم كما حكم على عدد ممن شاركوا في العملية وبضمنهم شخص تونسي بالسجن لمدد تراوحت بين 20 عاما و5 اعوام وبينهم عدد من الذين صدرت الاحكام بحقهم غيابيا باعتبارهم فارين من وجه العدالة.

هذا التطور في عمل تلك الجماعات في اليمن المتمثل بالاعلان عن تشكيل اول تنظيم للجهاد وهو جيش عدن الاسلامي وقيامه بتنفيذ عملية اختطاف شهيرة ومثيرة وخطيرة اواخر ديسمبر 1998 تزامن مع تطور اخر في اطار النشاط الارهابي الموجه ضد اليمن والذي تتصل خيوطه بتنظيم القاعدة من خلال وسطاء مرتبطين به في الخارج وفي لندن تحديداً.

فقد تمكنت الاجهزة الامنية في عدن يوم 23 ديسمبر 1998 من اعتقال مجموعة مكونة من ستة اشخاص اضافة الى اعتقال الامن في محافظة شبوة شرق عدن اربعة اخرين ضمن تلك المجموعة وجميعهم (العشرة اشخاص) من الجنسيتين البريطانية والفرنسية وبحوزتهم كمية كبيرة من الاجهزة والادوات والوسائل التي كان يراد بها تنفيذ اعمال تخريبية واقلاق الاستقرار والامن في اليمن.

وفي هذا الصدد اوضح رئيس الوزراء اليمني في تقريره الى البرلمان يوم 30 ديسمبر الماضي بأن المدعو ابو الحمزة المصري (رئيس مكتب انصار الشريعة في لندن ووالد احد افراد تلك المجموعة) قام بارسالهم الى المدعو ابو الحسن المحضار وذلك للقيام بأعمال تخريبية ومنها عملية اختطاف الـ16 سائحا اوروبيا واعطى لهم الدعم المالي والمادي، وان نتائج التحقيقات مع تلك المجموعة اوضحت تورط ابو الحمزة المصري وتواصله مع العناصر المذكورة وتحريضه لها للقيام بالأعمال الارهابية والتخريبية وفي اطار ما يسمى بجيش عدن الاسلامي.

وقد تمت في عدن محاكمة تلك المجموعة المكونة من عشرة اشخاص ممن يحملون الجنسية البريطانية والفرنسية وبضمنهم ابن ابو الحمزة المصري (كامل) وقد ادينوا جميعا وصدرت بحقهم احكام بالسجن تراوحت بين سبعة اعوام والاكتفاء بمدة السجن الاحتياطي والتي لم تتجاوز العام لبعضهم ولا يزال عدد منهم يقضون العقوبة حتى اليوم في سجن المنصورة المركزي بعدن فيما اطلق سراح ابن ابو الحمزة المصري بعد انقضاء فترة عقوبته وغادر عائدا الى لندن العام الماضي 2002.

كان العام 2000 عاصفا في تاريخ الارهاب في اليمن وفي التحول الذي شهده النشاط الدراماتيكي للارهاب ليس فقط على الصعيد الوطني اليمني ولكن ليشمل تأثيره ويعم وقعه وليحس بأوجاعه المؤلمة العالم بأسره وفي المقدمة منه الولايات المتحدة الاميركية من خلال حادثة تفجير المدمرة الاميركية «يو. إس. إس. كول» في ميناء عدن الدولي يوم 12 اكتوبر 2000 وما نجم عنه من دمار في المدمرة وسقوط 17 قتيلا واصابة 39 فردا من طاقمها من مشاة البحرية (المارينز) وليدخل اليمن في نفق عميق صعب عليه الخروج منه حتى يومنا.

وبعد هجمات 11 سبتمبر 2001 في اميركا اختار اليمن ان يكون في موقع الشريك في التحالف الدولي ضد الارهاب لكن ذلك الموقع لم يجنبه موضع البلد المستهدف من قبل الادارة الاميركية الا ان سير اليمن في العمل لمكافحة الارهاب في ساحته وزيادة حجم ومجالات التعاون مع الولايات المتحدة مكن اليمن من اخراج نفسه من هذا الموضع كبلد مستهدف ونيل الرضا بوضعه في موقع الشريك الفاعل في الحرب الدولية ضد الارهاب.