رسامة أميركية تقود مظاهرة «عراة» اليوم في سان فرانسيسكو احتجاجا على حرب العراق

دونا شيهان وزوجها يتحدثان لـ«الشرق الأوسط» عن استخدام «التعري» كسلاح ضد الحرب

TT

اتصلت «الشرق الأوسط» أمس برسامة أميركية، تبلغ من العمر 72 سنة، وتنوي قيادة مظاهرة ضخمة في شوارع سان فرانسيكسو اليوم وهي عارية تماما مع فتيات أخريات، احتجاجا منهن باسم السلام على الحرب المرتقبة ضد العراق.

وقالت دونّا شيهان، بالهاتف من بيتها، إنها ليست عربية ولا من أصل عربي، كما قد يتخيل أحدهم من اسم عائلتها، ولا هي من تشيكوسلوفاكيا السابقة، وفقا لما ذكروا عنها بالخطأ في بعض التلفزيونات بالمدينة «بل أنا أصلا من ايرلندا، وعائلة شيهان موجودة هناك بكثرة الى الآن. لكن بعضهم ظن أني عربية الأصل، وبالغوا في ذلك ، بل قال لنا أحد اللبنانيين هنا إن عائلتنا تحريف من عائلة شاهين، وأخبرنا أنه اسم طير صحراوي، لكنني لست من أصل عربي، وهو أهم ما أريد قوله قبل أي شيء آخر» وفق تعبيرها.

وقالت شيهان، وهي رسامة تعيش من بيع ما ترسمه من لوحات منذ 50 سنة تقريبا، إنها لم تكن تعرف أصلا أين يقع العراق «لكني سمعت دائما بصدام حسين.. أعتقد أنه مليء بالسلبيات، لكني احتج على اعلان الحرب علىه، لا دفاعا عنه بل عن السلام، فنحن جماعات ميالة الى السكينة والمحبة ولا نرضى باعلان الحرب على أحد».

وتساءلت شيهان، التي تبيع لوحاتها بأسعار تتراوح بين 200 و300 دولار كمعدل، فيما اذا كان هناك أي خطر على حياتها اذا ما زارت بعض الدول العربية وتعرفوا الى نشاطها المعارض للحرب على العراق «فأنا لا أعرف الشيء الكثير عن العالم العربي، مع أني أعتقد أنه عالم مشوق ومثير للفضول».

وكانت دونا شيهان، التي لم ترزق بأي ابن من زوجها، بول ريفيلل، الذي لم تقترن بسواه ويصغرها في العمر بأكثر من 20 سنة، قد اعتمدت التعري كسلاح احتجاجي منذ رأت نفسها عارية في الحلم العام الماضي وسط جماهير تقودهم في أحد الشوارع ضد الحروب «لكن الذي شجعني أكثر هي المظاهرات التي قادتها النساء في نيجيريا قبل عام، حيث احتججن وخلعن ملابسهن خلال نزاع مع شركة «شيفرون تكساكو للنفط» لمطالبتها بمزيد من فرص العمل والخدمات في نيجيريا، لذلك قمت قبل شهرين باقناع أكثر من 50 امرأة في بلدة مارشال، حيث أقيم الى الشمال من سان فرانسيكو، للمشاركة معي في التعري، واتخاذ صورة جماعية لنا ونحن نحتج ضد الحرب في العراق»، على حد تعبيرها.

وقالت الرسامة إنها لم تتلق أي دعوة لزيارة العراق، ولا اتصل بها أي سفير عراقي في الخارج «ولا أدري في الحقيقة اذا كنت سأقبل بزيارة العراق اذا ما تلقيت دعوة، فأنا لا أدافع عنه أو عن زعيمه، بل عن السلام، لأني ضد الحرب» كما قالت قبل أن تحيل الهاتف ليتحدث عنها زوجها، لشعورها بآلام فاجأتها.

وسألت «الشرق الأوسط» الزوج عن طبيعة الآلام التي شعرت بها دونا شيهان وهي تتحدث بالهاتف، فقال إنها تعاني «من تصلب في شرايين القلب، وهي ليست بكامل صحتها الجسدية في هذه اللحظة بالذات وتشعر بآلام مفاجئة أحيانا، وتحتاج الى راحة سريعة. مع ذلك فهي ماضية في مشروعها لقيادة مظاهرة الاحتجاج غدا (اليوم) ولا أعتقد أن شيئا سيثنيها عما تنوي، فهي عنيدة».

* تكبرك بأكثر من 20 سنة، ولم ترزق منها بأولاد وما زلت زوجها، أليس هذا غريبا؟

- ما الغرابة في ذلك.. أحببتها، وما زلت أحبها.. إنها رفيقتي في الحياة، ولا أتذكر لحظة مشاكسة مرت علينا.. هل تنصحني بأن أطلقها، وهي زوجتي.

* لا بالعكس، ولكن ألا تغار عليها حين تخرج عارية في الشارع ؟

- الحقيقة أني أغار كأي زوج، ولكن، لتعريها أهداف سامية وهذا يقلص من الاحراج. وعلى أي حال فأنا لست متأكدا من أنها ستتعرى في مظاهرة سان فرانسيسكو.

* قبل ذلك تعرت، وظهرت على شاشات التلفزيونات عندكم.

- كان ذلك قبل شهر وخلال عاصفة ثلجية، والمصور الذي التقط الصور تعاقدت هي ومن تعرين معها على الصور. كما أنها تعرت ومعها نساء أخريات وفتيات، معدل أعمارهن من 22 الى 30 سنة، ولم يكن هناك رجال.

* واذا تعرت في مظاهرة الغد بسان فرانسيسكو ؟

- هي حرة، وهذا أسلوبها للتعبير، وأنا أشجعها على ما تفعل، لأني مثلها ضد اعلان أي حرب على أي جهة ولأي سبب.

* لماذا التظاهر بسلاح التعري ؟

- الى جانب أنه يلفت النظر ويثير شهية الصحافيين، مثلك الآن تماما، فان التعري يذكرنا بالجسد، فهو الذي يموت من الحرب، وهي فلسفة شيهان وطريقتها في شرح موقفها.

* الا تراه نوعا من اشاعة الفاحشة ؟

- التعري احتجاجا هو لمعارضة الحرب..الحرب هي أكبر الفواحش، لا تنس ذلك. والتعري يحتاج الى شجاعة، لأنه ليس بوسع أي انسان أن يتعرى، لكنه عندما يرى غيره قد خلع ملابسه فانه يقلده، وهكذا تتضخم الاحتجاجات ويصل ضجيجها لمن يجب أن يصل اليهم.

وشرح بول ريفيلل أن زوجته شيهان تتلقى كل يوم «العشرات من الرسائل بالبريد الالكتروني، ومن كافة أنحاء العالم، ومعظمها من نساء متزوجات وفتيات عازبات يرغبن بالاحتجاج على الحرب عاريات مثلها». وذكر أنها ترد على الراغبات بالاشتراك وتنصحهن أن ينطلقن من بيوتهن وهن مرتديات ثياب النوم، أو ملابس الحمام «لأن ذلك أسهل عليهن لخلع الملابس حين يصلن الى موقع انطلاق المظاهرة» وفق اعتقاده الراسخ.

وذكر بول، الذي أكد أن زوجته لم ترسم أي لوحة عن العراق أو صدام حسين، إن شيهان تخطط أيضا للاحتجاج وهي عارية على الحرب بين الفسطينيين والاسرائيليين يوما ما «فهي لا تريد لهؤلاء الناس أن يتقاتلوا، وقد تظل السنين والسنين تصرخ وتحتج من دون أن يسمع أحدهم صوتها، أما اذا ما خلعت ملابسها مع نساء مثلها، فالجميع سيركضون للتحدث عنها، وهذا فن اختصار الطريق» على حد ما أنهى وهو يتنبأ بأن موجة التعري الاحتجاجي ستجتاح العالم، وستشمل الرجال أيضا «اذا ما بقي العالم يميل الى الحروب كما هو الآن» كما قال.

=