تحقيقات سرية مع المتهم بالتخابر لصالح العراق و«أمن الدولة» تشارف على الانتهاء من القضية

TT

أكدت مصادر أمنية موثوقة أمس لـ«الشرق الأوسط» ان مباحث أمن الدولة الكويتية شارفت على الانتهاء من التحقيق في قضية الرقيب الكويتي محمد فهد الجويعد، 40 عاما، المتهم بالتجسس لصالح المخابرات العراقية وعدد آخر ممن اعتبرتهم شركاء له، مشيرة الى انها قد تسلم الملف الى النيابة العامة مساء امس.

وعلى الصعيد نفسه، أكدت مصادر قانونية مطلعة ان النيابة العامة تسلمت بالفعل ملف الجويعد وبدأت بالتحقيق معه في سرية تامة وبدون حضور محام عنه، فيما لم تتسلم بعد ملفات باقي المتهمين الذين كانوا قيد التحقيق في أمن الدولة حتى صباح أول من امس.

واشار المصدر الأمني الى ان المتهم الجويعد اعترف أثناء التحقيقات التي بدأت معه منذ ما يقارب العشرة ايام بتجنيده من قبل المخابرات العراقية للعمل لصالحهم والقيام بجمع معلومات سياسية وأمنية ومعلومات تفصيلية حول تحركات بعض الشخصيات البارزة في الكويت لقاء مبالغ مالية يتقاضاها منهم.

وفي الوقت ذاته، رفضت مصادر بنيابة أمن الدولة التأكيد ما اذا كانت قد بدأت بالفعل بالتحقيق مع المتهم واكتفت بالقول بأن التحقيقات في هذه القضية بالذات «سوف تتسم بالسرية التامة لحساسيتها».

وكان مصدر أمني موثوق قد أكد في وقت سابق، ان أمن الدولة القت القبض على عدد من شركاء المتهم وانها تحقق معهم لمعرفة مدى تورطهم في القضية، لكنه لم يعط أية تفصيلات حول عددهم او جنسياتهم حفاظا على سلامة التحقيقات. وكان نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الشيخ محمد الخالد الصباح قد اطلع الحكومة خلال اجتماعها امس على ملف قضية الجويعد وتفاصيل عملية القبض عليه والمخططات التخريبية التي كان ينوي تنفيذها. ونقل عن لسانه قوله ان هذه القضية تكشف نوايا النظام العراقي الذي لا يزال متربصا بالكويت ويسعى الى زعزعة أمنها واستقرارها ونوه بالقبض على المتهم الذي وصفه بأنه «اهم جاسوس للنظام العراقي»، وقال ان الجهات الأمنية كانت تنتظر اللحظة الحاسمة لالقاء القبض عليه متلبسا.

وكان وزير الاعلام ووزير النفط بالوكالة الشيخ أحمد الفهد قد وصف قضية الجويعد بانها حالة شاذة لا تتكرر في المجتمع الكويتي، معربا عن ألمه لوجود مواطن يتعاون مع النظام العراقي. وذكر امس نقلا من مصادر أمنية، ان الجويعد من مواليد العراق وتلقى دروسه الابتدائية فيه قبل ان ينتقل الى الكويت، وهو أب لثلاثة ابناء ومنفصل عن زوجته منذ فترة طويلة. ويقول رفاقه في العمل انه كان كثير التحدث معهم عن رحلاته الى الخارج وكان دائما يدعوهم لمرافقته الى دبي من باب المجاملة.

وذكرت المصادر ان الجويعد كان يتصل بعملاء المخابرات العراقية عن طريق بطاقة هاتفية، وانه كان حريصا على عدم استعمال هاتفه النقال او هاتف العمل خوفا من ان يكون مراقبا. واشارت المصادر ايضا الى انه خضع لتدريبات عراقية عن كيفية نقل المعلومات من الكويت الى المخابرات العراقية وانه عثر في منزله على بعض الاجهزة الخاصة بالجواسيس.

وحسب اعترافات المتهم فان خاله الذي جنده للعمل مع المخابرات العراقية كان ضمن المجموعة التي ستصل الى الكويت لتنفيذ عدد من الاعمال الارهابية وجاء في اعترافاته ايضا ان المخابرات العراقية طمأنته بأن لا شبهة حوله وان المخربين لن يدخلوا الى الكويت عن طريقه وان دوره سيقتصر على استضافتهم اثر وصولهم.

وكانت مصادر أمنية قد ذكرت ان اعترافات المتهم سجلت بالصوت الصورة.