السلطة الفلسطينية تعتبر تأييد شارون المشروط للدولة شعارا فارغا وتسمية جديدة للاحتلال وتكريسا له

TT

حذرت السلطة الفلسطينية من ان نجاح رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون سيفشل خطة «خريطة الطريق» الاميركية. وقال نبيل شعث وزير التخطيط والتعاون الدولي الفلسطيني، ان شارون معني بنسف خطة «خريطة الطريق» لانه يعي انها تعني تدويل الصراع الفلسطيني ـ الاسرائيلي، الامر الذي يرفضه شارون جملة وتفصيلا. ووصف شعث استعداد شارون بقبول فكرة اقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح بانها «شعارات فارغة تندرج ضمن جهود شارون الرامية الى تضليل الرأي العام الاسرائيلي الداخلي و«ايهامه» انه يملك خطة سياسية. اما وزير الحكم المحلي وكبير المفاوضين صائب عريقات فقد وصف هذه التصريحات بـ «تسمية جديدة للاحتلال وتكريس له». وقال عريقات لوكالة الصحافة الفرنسية ان «ما يطرحه شارون ليس خطة انه تسمية الاحتلال باسم جديد». واضاف ان «شارون يعلن رسميا اليوم الرفض الاسرائيلي الرسمي لخريطة الطريق، ونحن قلنا ان شارون يسعى لكي يضم خريطة الطريق الى ارشيف تقرير ميتشل وتفاهمات تينيت وهو يعلن عن ذلك رسميا».

وطالب عريقات «الولايات المتحدة والمجتمع الدولي باعلان موقف ازاء هذا الرفض» وقال «واضح جدا ان شارون يطرح استبدال الاملاءات بالمفاوضات والمرحلة الانتقالية الطويلة الامد بالقرارين 242 و338 اي بقاء الاحتلال الاسرائيلي، كما يطرح استمرار الاستيطان والاحتلال». وحذر عريقات من ان خطة شارون تنطوي على «تطور خطير جدا جدا» ودعا اللجنة الرباعية (الولايات المتحدة وروسيا والأمم المتحدة والاتحاد الاوروبي) التي «خدعها شارون عندما طلب منها عدم الاعلان عن خريطة الطريق في 20 ديسمبر (كانون الاول) الماضي، ان تخرج بموقف والا تسمح لشارون بتدمير هذه الخطة».

واعتبر نبيل ابو ردينة المتحدث الاعلامي باسم الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في تصريحات لوكالة الصحافة الفرنسية تصريح شارون حول الدولة الفلسطينية انه «خدعة وتضليل للرأي العام ودعاية انتخابية ومحاولة لتخريب خريطة الطريق قبل تبنيها رسميا». واوضح ابو ردينة «ان الطريق الى السلام يمر عبر الشرعية الدولية والاعتراف بالحقوق الفلسطينية وتنفيذ الاتفاقات الموقعة وليس من خلال فرض واقع جديد وتكريس الاحتلال، مؤكدا ان الانسحاب الاسرائيلي والالتزام بالشرعية الدولية هي الطريق الوحيد للسلام وان المحاولات الاسرائيلية لتجاوز الشرعية الفلسطينية ستفشل حتما لان الشعب الفلسطيني هو صاحب القرار ومصدر الشرعية».

وكان شارون قد اعرب في حديث مع مجلة «نيوزويك» الاميركية، عن استعداده للاعتراف بدولة فلسطينية تكون منزوعة السلاح كليا وبدون حدود نهائية في المرحلة الاولى وذلك في حال تم اجتثاث ما وصفه بـ «الارهاب».

وقال «انا مستعد، اذا اتخذوا (الفلسطينيون)، اجراءات ضد الارهاب، للاعتراف بدولة فلسطينية منزوعة السلاح كليا وبدون حدود نهائية تكون لها فقط شرطة مجهزة باسلحة خفيفة». واضاف ان «اسرائيل ستشرف على الحدود الخارجية وسيكون لها حق التحليق فوق الاراضي الفلسطينية». واوضح انه «في مرحلة ثالثة وفي حال انتهى الارهاب كليا، يجب ان نقرر الحدود النهائية».

وفي هذه المقابلة التي اجريت معه قبل اسبوعين من الانتخابات التشريعية الاسرائيلية المقررة في 28 يناير (كانون الثاني) الجاري التي يرجح ان يفوز فيها شارون وحزبه الليكود، قلل رئيس الوزراء الاسرائيلي من جهة اخرى، من اهمية الجهود التي تبذلها «اللجنة الرباعية» من اجل تحقيق السلام في الشرق الأوسط.

وقال شارون «اللجنة الرباعية، انها لا شيء» مضيفا «لا تأخذوها على محمل الجد، هناك خطة اخرى سوف تنجح». وشدد ايضا على ضرورة استبعاد الرئيس عرفات عن اي موقع في السلطة او عن اي موقع مؤثر معتبرا انه من الممكن استحداث منصب رئيس للوزراء في السلطة الفلسطينية ودعا الى تنظيم انتخابات حرة.

واوضح انه كان من الممكن استئناف المفاوضات لو ابعد عرفات ولو كان لاسرائيل «شخصا ما تتحدث اليه».

واعلن شارون في بيان صدر عن رئاسة الحكومة امس ان الولايات المتحدة واسرائيل «على الموجة نفسها» في ما يتعلق بدور اللجنة الرباعية حول الشرق الأوسط. وقال شارون في مستهل جلسة مجلس الوزراء الاسبوعية «في ما يتعلق باللجنة الرباعية، الولايات المتحدة واسرائيل، وخلافا لدول اخرى، على الموجة نفسها» بخصوص خطة السلام، كما اضاف البيان. واعتبر ان خطة السلام هذه تتوافق مع الافكار التي وردت في خطاب الرئيس الاميركي جورج بوش في 24 يونيو (حزيران) الماضي.

واضاف شارون «برأينا ان لاسرائيل والولايات المتحدة الترجمة نفسها (للخطاب) وهذه الترجمة هي الوحيدة القادرة على احلال السلام في الشرق الأوسط».

وافادت تسريبات صحافية ان النص المعدل الاخير لـ«خريطة الطريق» الذي سلمته الولايات المتحدة للاسرائيليين والفلسطينيين اثر اجتماع اللجنة في ديسمبر (كانون الاول) لا يأخذ بالاعتبار تحفظات اسرائيل الا بشكل محدود.

وخلافا لطلب اسرائيل فان النص يقول ان خطة السلام تهدف الى «انهاء الاحتلال» الاسرائيلي للضفة الغربية وقطاع غزة.

من جهة اخرى، يقول النص ايضا ان اللجنة الرباعية بكاملها ستتولى الاشراف على تطبيق الخطة وليس الولايات المتحدة لوحدها كما كانت تطلب اسرائيل. وتنص الوثيقة ايضا على تسوية سلام من ثلاث مراحل تؤدي الى اقامة دولة فلسطينية بحلول 2005.

وتدعو الى انتخابات فلسطينية في اسرع وقت ممكن واصلاحات ديمقراطية في السلطة الفلسطينية والى بذل «جهد واضح لاعتقال الارهابيين ووقف اعمالهم» حسب التسريبات الصحافية.