بليكس والبرادعي للسلطات العراقية: عمليات التفتيش هي بديل سلمي للحرب ولكن عليكم إبداء تعاون أكبر

وكالة الطاقة الذرية: خبراؤنا صدموا عندما عثروا على وثائق في منزل عالم نووي

TT

طالب كبير المفتشين الدوليين هانس بليكس، ومدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي، السلطات العراقية امس بمزيد من التعاون مع المفتشين لا سيما بعد اكتشاف 12 رأسا حربيا كيماويا فارغا ووثائق تتعلق ببرنامج التسلح النووي العراقي في منزل احد العلماء قبل ايام. وأكد بليكس بعد وصوله مع البرادعي الى بغداد امس في زيارة تستغرق 24 ساعة ان «الحرب ليست حتمية» وان عمليات التفتيش هي البديل السلمي.

وبدأ بليكس والبرادعي بعد ظهر امس مباحثات مع مسؤولين في مقر وزارة الخارجية العراقية، شارك فيها من الجانب العراقي اساسا مسؤولا نزع الاسلحة اللواء عامر السعدي، المستشار العلمي للرئيس صدام حسين، واللواء حسام محمد امين، مسؤول دائرة الرقابة الوطنية العراقية، وسفير العراق لدى الامم المتحدة محمد الدوري. وقال بليكس للصحافيين بعد وصوله الى العاصمة العراقية «لقد زرنا عددا من العواصم، بروكسل وباريس ولندن. ولا نعتقد ان الحرب امر لا مفر منه». واضاف «نعتقد ان عملية التفتيش التي نجريها هي البديل السلمي وهي تتطلب تفتيشا شاملا وتعاونا عراقيا اكبر». وردا على الشكاوى العراقية من أن عمليات التفتيش تحمل طابعا استخباريا، قال بليكس «لا نريد إذلالا ولا امتهانا.. اننا هنا لنجري تفتيشا بأسلوب منضبط». وقبل مغادرته مع البرادعي لارنكا في قبرص الى بغداد قال بليكس ان اكتشاف وثائق بمنزل عالم عراقي في بغداد «مثير للقلق»، وتساءل عما اذا كانت هناك وثائق أخرى مخبأة. واضاف انه يتعين على العراق أن يعلن عن كل وثائقه وأن يسمح بالاطلاع عليها. وتابع «العراق عليه التزام يتمثل في الاعلان عن كل شيء، لذا كان يتعين عليه تسليمها (الوثائق). لماذا لا تزال هناك.. هل هناك المزيد». ومضى قائلا للصحافيين «انها ليست أسلحة دمار شامل. الوثائق ليست أسلحة دمار شامل... لكنها علامة على عدم الاعلان عن كل شيء وهذا مثير للقلق. ما حدث في الايام القليلة الماضية أمر مزعج بعض الشيء».

من جهته، قال البرادعي ان توقيت الزيارة مهم جدا، في اشارة الى تقرير سيقدمه وبليكس لمجلس الامن في 27 من الشهر الحالي بشأن مدى التزام العراق، وقد يلعب التقرير دورا أساسيا في أي قرار بشن هجوم أميركي على العراق اذا تبين انه ارتكب «خرقا ماديا» لقرار مجلس الامن الدولي 1441 الصادر في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. وقال البرادعي «نريد أن نلمس نجاح مهام التفتيش. نريد معلومات اضافية. سنبرز للجانب العراقي أهمية تقديم أكبر قدر ممكن من المعلومات». وكان البرادعي قد انتقد العراق اول من أمس بعد العثور على الوثائق في منزل العالم العراقي، وقال «يتعين على العراق أن يبادر بالتعاون. لا ينبغي أن نجد هذه الاشياء من تلقاء أنفسنا». واشارت المتحدثة باسم وكالة الطاقة الذرية، ميليسا فليمنغ، من جهتها الى ضرروة ان ينتقل العراقيون «من التعاون السلبي الى تعاون نشط». واضافت «نريد ان نرى تغيرا في موقف العراقيين وسيتم نقل هذه الرسالة اليهم مباشرة» في المحادثات امس. وتابعت «نتطلع الى دليل على أنهم دمروا الاسلحة والى دليل على أنهم لم يطوروا (برامج جديدة). نقول إن على العراق أن يبذل بنفسه الجهد اللازم لاثبات ذلك، لا أن يفتح الابواب وحسب». وقالت فليمنج ان المفتشين صدموا عندما عثروا على الوثائق الخاصة بالبرنامج النووي. وأضافت «ما يمكننا قوله هو أننا على الرغم من علمنا بالبرنامج السابق فان هذه الوثائق الاصلية لم تكن لدينا. هذه الوثائق جديدة بالنسبة لنا».