كوريا الشمالية ترفض «تدويل الأزمة» عشية بحثها في مجلس الأمن

TT

رفضت كوريا الشمالية امس تدويل أزمتها مؤكدة رفضها الوساطة الدولية، بما فيها مساعي الامم المتحدة للتوصل الى حل سلمي للنزاع النووي الذي يهز شبه الجزيرة الكورية. واوضحت بيونغ يانغ في مقالين نشرتهما الصحافة الرسمية في بلادها انها لن تسمح للولايات المتحدة «بتدويل الازمة» ويأتي هذا التوضيح عشية اجتماع يعقده في نيويورك وزراء خارجية الدول الخمس عشرة الاعضاء في مجلس الامن لبحث قضية الارهاب، وايضا الازمة الكورية الشمالية. كما يأتي بعد زيارة الى بيونغ يانغ قام بها الكندي موريس سترونغ المبعوث الخاص للامين العام للامم المتحدة كوفي انان. وكان آخر ضحايا الرفض الكوري الشمالي المبعوث الروسي الكسندر لوسيوكوف مساعد وزير الخارجية، الذي يزور بيونغ يانغ واكد له نظيره الكوري الشمالي كانغ سوك ـ جو ان بلاده ترفض الوساطة الدولية.

وقال المبعوث الروسي لوكالة الانباء الكورية الشمالية ان بيونغ يانغ وواشنطن «يجب ان تجلسا على انفراد لتسوية المسألة النووية في شبه الجزيرة الكورية»، مضيفا ان «التدويل لن يؤدي بالازمة الا الى مزيد من التعقيد».

وفي هذه الاثناء، تواصلت مبادرات دبلوماسية دولية، لكن من دون ان تحقق اي تقدم يذكر بعد اكثر من ثلاثة اشهر من التوتر الذي نجم عن الطموحات النووية للشمال. وبينما عرضت واشنطن اجراء مناقشات والمحت الى مساعدة اقتصادية محتملة ووعود بعدم اعتداء، عبر الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ ايل عن تمسكه بمواقفه قبل اجتماع مجلس الامن ومفاوضات محتملة مع واشنطن.

ونقلت وكالة الانباء الكورية الشمالية مساء اول من امس عن كيم قوله «بقدر ما يكثف الامبرياليون مناوراتهم لعزل وخنق بلادنا يقوم جيشنا وشعبنا بالتعبئة لبناء امة قوية". واضاف في اجتماع لقطاع الزراعة في منطقة فينغان الجنوبية ان «اي قوة على الارض لا يمكن ان تحطم قوة وارادة الشعب والجيش».

وعلى الصعيد الدبلوماسي، عرضت اليابان الاحد على الولايات المتحدة دعمها لتسوية تفاوضية وذلك خلال لقاء بين المبعوث الاميركي الخاص جيمس كيلي ووزير الخارجية الياباني يوريكو كاواغوشي.

وقال مسؤول في وزارة الخارجية اليابانية ان كاواغوشي وكيلي اكدا ان بلديهما سيواصلان التعاون مع الصين وكوريا الجنوبية وروسيا لحل الازمة النووية. الا ان كيلي اعترف للصحافيين قبل مغادرته طوكيو عائدا الى واشنطن، انه ليس هناك اي تقدم يلوح في الافق. واضاف «لم اكن احمل اي اقتراح جديد» بعد التصريحات التي ادلى بها خلال الاسبوع الماضي وزير الخارجية كولن باول والرئيس جورج بوش.

واختتم مساعد وزير الخارجية الاميركي في اليابان جولة قادته الى كوريا الجنوبية والصين وسنغافورة واندونيسيا. وقد وصل المسؤول الاميركي لمسائل ازالة الاسلحة جون بولتون امس الى بكين لمواصلة المحادثات حول المسألة. وفي سيول صرح الرئيس الكوري الجنوبي المنتخب روه مو ـ هيون خلال الاسبوع الجاري ان الولايات المتحدة فكرت الشهر الماضي في مهاجمة كوريا الشمالية، قبل ان يضيف انه يفضل التوصل الى تسوية دبلوماسية. فقد صرح موريس سترونغ السبت ان مواصلة تقديم مساعدات انسانية «مسألة حياة او موت» لحوالي ثمانية ملايين من الكوريين الشماليين.

وفي اطار استمرار التصريحات المتضاربة عن المسؤولين في البيت الأبيض، صرح وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفلد امس لشبكة تلفزيون «فوكس نيوز» ان بلاده ستبقي على «كل خياراتها مفتوحة» بخصوص تعاملها مع بيونغ يانغ. لكنه اشار الى ان الرئيس جورج بوش استبعد الاجتياح العسكري. ولدى سؤاله عن الاستخدام المحتمل للقوة من قبل الأميركيين، قال رامسفلد «كل الخيارات مطروحة على الطاولة»، لكنه في ذات الوقت اكد ان «بوش قال ذلك بوضوح: ليس لدينا أي مخطط لاجتياح كوريا الشمالية وسنبقى في هذا الحد». واردف «لكن هل هذا يعني ان واشنطن وسيول ستتعرضان لهجوم كوري شمالي دون القيام برد؟ بالتاكيد لا»، موضحا ان الأميركيين كان لهم حضور عسكري قوي في شبه الجزيرة الكورية منذ 50 سنة.